تقاريرعناوين مميزة

السعودية تأخذ وقتا مستقطعا من مفاوضات الكويت لترتيب غرفة خلع ملابس حلفائها التقليديين في اليمن؟

تحشيد في مارب مرتزقة ماربالهوية – هادي الشامي:

توافرت التطورات المتزامنة والمتوازية في آن، على أكثر من اتجاه، بما يعطي تصوراً حول “انعطافة” جديدة تقودها الإستراتيجية السعودية إزاء مسارات الأحداث في اليمن جنوباً وشمالاً، وتذكر بالانعطافة الأولى ولا تفترق عنها في الأهداف والنتيجة.

تستمر الأوضاع مفتوحة في جنوب اليمن، دون مؤشرات تؤكد رغبة حقيقية في إنهاء تواجد التنظيمات المتشددة، على أن العناوين في الإعلام حول أفكار سعودية – ربما – تعيد تقديم “تحرير الجنوب” مرة أخرى إنما تُعنى بمحاولة نقل المجاميع من المتشددين إلى الشمال، بعد تصاعد حدة الانتقادات الدولية؛ بسبب تغول تلك الجماعات تحت مرأى التحالف الذي قادته الرياض.

خلفيات

يقترب العام الأول من النهاية ينقصه أشهر قليلة، على “الصفقة” الأولى التي أبرمت بين المتشددين والتحالف السعودي وحملت عناصر القاعدة وداعش، إلى مناطق شاسعة في جنوب اليمن، من حضرموت وحتى الحوطة مركز محافظة لحج، شمال عدن.

صراع كبير نشب بين أطراف التحالف، وفي المقدمة الإمارات والسعودية، حيث مجموعات مسلحة موالية للجانبين تتقاسم السيطرة على جنوب اليمن، وسط تحولات لحقت بخريطة السيطرة في عاصمة “حضرموت” بعد عملية عسكرية نفذتها قوات يمنية تم تدريبها ودعم من قبل أبو ظبي وبإشراف أمريكي استهدف معاقل حلفاء الرياض في “المكلا”.

الانعطافة الأولى

محاولات سابقة، قبل أشهر، كان بذلها حلفاء الطرفين الحليفين في عدن إلى إقناع وحمل المتشددين على الانتقال شمالاً، لكن هؤلاء فضلوا “إقامة الدولة” في الجنوب، وفقاً لمسئولين عسكريين وأمنيين في الجانب الآخر بصنعاء.

وبحسب المسؤولين، فإن دوراً مهماً في هذا الصدد أعطي للجنرال علي محسن الأحمر الذي تربطه علاقات متينة مع أطياف واسعة من هؤلاء في الجانبين، الجهادي والقبلي، الحاضن على السواء. وتشير إلى قرار تعيين الأحمر نائباً لهادي في هذا السياق نفسه، مع تصعيد التحركات المعنية بالملف خلال الأسابيع الأخيرة.

تقول أوساط قريبة من السلطات القائمة في صنعاء، إن الرياض ماضية في دعم حلفائها التقليديين والتصميم على إعادة تمكينهم في الشمال بهدف إشراكهم في أي تسويات سياسية قادمة تلوح في الأفق عبر مفاوضات الكويت برعاية الأمم المتحدة.

 

مأرب-الجوف

وعلى صلة، قالت مصادر قبلية، إن تحشيداً يتم من قبل مجاميع تنضوي تحت حركة الإخوان المسلمين وتعتبر المخزن التقليدي الأول للحركة في اليمن- في مأرب والجوف، بشكل غير مسبوق، وسط تعزيزات متواصلة تعبر منفذ الوديعة إلى مأرب. وأضافت، أنه تم، منذ أيام، استقبال حاشد لقيادات متشددة قدمت من المكلا بعد العمليات الأخيرة.

 

شبوة.. أبين.. البيضاء

وفي معلومات متطابقة، فإن عناصر من التنظيم المتشدد من جنسيات مختلفة وصلوا، مؤخراً، رفقة عائلات، مدينة “عزان” في شبوة، التي تعتبر أهم معاقل التنظيم، فيما كانت طائرات من دون طيار نفذت غارات استهدفت سيارة يستقلها ثلاثة أشخاص وتسببت بمقتل سائق دراجة نارية من أهالي منطقة “الحوطة”.

وبالتزامن، وصل مئات من العناصر التابعة للتنظيم إلى مناطق في أبين، وفق تأكيدات مسؤولين محليين وقبليين. وسط أنباء متواترة عن تدخل وساطات بهدف إفشال عملية عسكرية تستهدف السيطرة على “زنجبار” مركز المحافظة من قبل قوات عسكرية تم تدريبها بدعم إماراتي.

وتؤكد مصادر يمنية وصول أعداد من عناصر القاعدة إلى جبهات القتال في البيضاء وشبوة التي تشهد مواجهات طاحنة منذ أشهر بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ومجاميع من الموالين للسعودية.

 

تعزيزات عسكرية شرقاً

والسبت الماضي، أفادت مصادر إعلامية في مأرب، بوصول تعزيزات قتالية سعودية إلى معسكر “تداوين” في الصحراء الشرقية، الذي يعتبر أحد أكبر القواعد العسكرية التي تتمركز فيها قوات موالية للمملكة.

وقال الصحفي عبد الوهاب نمران، إن نحو 50 عربة عسكرية عبرت منفذ “الوديعة” الحدودي، ووصلت في الوقت الذي استمر فيه استهداف مواقع الجيش واللجان بقذائف المدفعية تحت تحليق مكثف للطيران.

وتعهدت سلطات الرياض، في وقت سابق، بتعويض الأسلحة التي سحبتها الإمارات، مؤخراً، من ذات المعسكر، بعد تصاعد حدة الخلاف بين الدولتين. ويأتي وصول تلك التعزيزات برغم التأكيدات من قبل الأمم المتحدة والأطراف الدولية على ضرورة وقف الأعمال العسكرية، في اليمن في إطار المفاوضات التي انطلقت في الكويت.

 

تعزيزات غرباً

وعلى السياق ذاته، قال مسؤول عسكري يمني، السبت، إن تعزيزات عسكرية للتحالف السعودي – وصفها بـ”الكبيرة والضخمة” ـ وصلت جنوب باب المندب التابعة لمحافظة تعز، جنوب غرب البلاد. مضيفاً، أن تعزيزات كبيرة تضم آليات ومدرعات وعتاداً وأفراداً، وصلت منطقة “الوطئة”.

وتواصلت المعارك في مدينة تعز، وفق تأكيدات مصادر أمنية ومحلية خاصة، في النواحي الغربية التي تضم اللواء 35 بمنطقة المطار القديم والضباب والسجن المركزي ومعسكر الدفاع الجوي وجبل الهان.

وقال مصدر محلي، إن آليات عسكرية حديثة (طقومات) وصلت، منذ نحو ثلاثة أيام، مدينة التربة وتمركزت في مناطق تقع تحت سيطرة مسلحين موالين لحركة الإخوان (حزب الإصلاح)، حيث تجري ترتيبات لوصول المحافظ المعين من قبل هادي، علي المعمري، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة حلفاء السعودية من مركز مديرية الشمايتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى