استطلاعاتعناوين مميزة

المرأة اليمنية تروي معاناتها بعد عام من الحرب

1439848392 imagesمنذ بدء العدوان السعودي على  اليمن في أواخر شهر مارس من العام 2015م وحتى الآن عانت المرأة اليمنية هم النزوح والهروب من مناطق الاشتباكات أو القصف, ناهيك عن الخوف والرعب التي تعيشه عند سماعها لأصوات الطائرات وقصفها, ودوي المدافع وقذائفها.

بعد مرور عام من الحرب نساء اليمن يروين للهوية معاناتهن الموجعة من الحرب العدوانية على اليمن .

 

الضربات الصاروخية هدمت منزلي

بدايتنا كانت من عند الحاجة أم إسلام التي تعول خمسة أطفال و تقطن في نقم  بالعاصمة صنعاء . تروي لنا الحاجة أم إسلام بعض المشاهد المروعة التي عاشتها  في الحرب جراء الغارات الجوية المجاورة لها  في المنطقة وتقول: “الضربات الصاروخية هدمت نوافذ منزلي وشرخت جدرانه. وكنت اشعر  أثناء القصف بالأرض تتحرك من تحت قدمي ، ولم اعرف كيف اهرب بأطفالي وزوجي المعاق حركيا ،كنت أرى الموت الأكيد”..

وتضيف أم إسلام وها نحن الآن وبعد مرور عام على العدوان السعودي الهمجي علينا إلا أننا نأبى العيش في ظلم وضيم و نسعى لحياة كريمة مصانة رغم انف الغزاة وسنصمد حتى آخر نبض يمني فينا .

أم عادل هي الأخرى لم تسلم من نيران طائرات العدوان السعودي التي دمرت منزلها بالكامل في محافظة تعز و اضطرت إلى النزوح إلى صنعاء .

أم عادل تروي قصة “انتصارها” خلال النزوح بقولها  : “منذ لحظة وصولنا إلى صنعاء  قبل خمسة أشهر تقريبا ، مع ابن مصاب بإصابات بالغة في رأسه، وجدت نفسي وحيدة أتنقل بين المستشفيات لتطبيبه. لم أكن أملك أجرة المواصلات أحياناً،. كنت أطبخ وأنظف وأعتني بالأولاد وأبحث عن المساعدات.

وتضيف أم عادل ابنتي وأنا وجدنا عملاً مع جمعية للتطريز والحياكة ونتقاضى القليل من المال مقابل ذلك كي يساعد ولو بشكل بسيط في مصاريف  البيت خاصة ونحن نقطن عند أهلي زوجي .

 

انعدام أساسيات الحياة

من جهة أخرى تحكي السيدة سميرة يحيى معاناتها في ظل الحرب بقولها  ان زوجها لا يستطيع توفير الغاز بسبب انعدامه في الأسواق أو لارتفاع ثمنه .وتقول السيدة سميرة  إنها تقضي أوقاتا طويلة في البحث عن هذه السلع المرمية في الشوارع العامة وقد تكون مرغمة على استخدام “نشارة الخشب ” أو “الكرتون” لطهي الطعام و تضطر أحيانا لشراء مخلفات الأخشاب والكرتون من محلات تجارية تروج لمثل تلك السلع.

 

العودة إلى الزمن القديم

من جهتها، تقول تقية عبد الله  (ربة بيت)، “ما عمرنا تخيلنا نرجع للزمن القديم، زمن الحطب والماء والتعب، لكن هذي الحرب جعلتنا نخاطر بحياتنا في البحث عن الحطب بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على الحطب في أماكن بعيدة عن البيت، دون أن نأبه للأماكن  المستهدفة من الطيران، لأن كل همنا كيف نوجد نارا ننجز عليها الأكل”.

 

 

 

 

الغارات بترت قدمي زوجي

تروي لنا ريهام صالح  أضرار الحرب عليها وعلى زوجها الذي بترت قدميه جراء الغارات العدوانية السعودية  بقولها  :”أنا متزوجة لكن ليس لدي أطفال وزوجي بترت قدماه الاثنتان جراء القصف من قبل الطائرات السعودية منذ سبعة أشهر على قريتنا  (بني مطر ) فاضطررت الآن لنقل مسؤولية العمل من زوجي إلي فبحثت عن عمل والآن أعمل في المنازل لتوفير لقمة العيش لي ولزوجي دون الحاجة لأحد.

 

الحرب رملت النساء

شيماء محسن مات زوجها بسبب الحرب وتقول شيماء  “أصبحت اليوم مع أبنائي بدون عائل، وقسوة الحياة اضطرتني للتنقل في بعض المنازل، والعمل فيها لتوفير لقمة العيش لي وأبنائي”.

ليست شيماء  وحدها التي فقدت زوجها، فقتلى الحرب بالآلاف، وكثير من الأسر أصبحت بدون عائل، لتواجه المرأة وحدها مصاعب الحياة وقسوتها في واحد من أفقر بلدان العالم حسب أرقام المنظمات الدولية.

 

البطالة بسبب الحرب

غادة فيصل موظفة تم الاستغناء عنها بسبب الحرب  تقول في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده اليمن، كثير من العاملين فقدوا أعمالهم نساء ورجالاً، لكن عندما يفقد الرجل عمله يمكنه البحث عن عمل في البناء أو بالأجر اليومي أو يمارس التجارة، في حين أن الخيارات البديلة أمام المرأة نادرة”، وأضافت: “الحرب تفرض واقعاً جديداً لا يعتبر حقوق المرأة من الأولويات”، لافتة إلى أن المرأة اليمنية وظروفها وواقعها ومعاناتها اليوم بعيدة عن متناول المجتمع ووسائل الإعلام، وهذا ما يعني أن “انتهاكات واسعة تتعرض لها المرأة في ظل التغييب المتعمد من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية”.

 

مضاعفة المعاناة الإنسانية

وتقول عائشة خالد الناشطة في مجال حقوق المرأة إن الحرب ساهمت في مضاعفة المعاناة الإنسانية بشكل عام على أفراد المجتمع، إلا أن التكلفة الباهظة تأتي على النساء بمشقات تتجاوز طاقتهن في مواجهة أزمتها ومعاناتها.

وتضيف عائشة  أن “الحرب لا تصنع قرارها النساء إلا أنها تجبرهن على تحمل النتائج المؤلمة.”

 

المرأة اليمنية صامدة

الدكتورة هند علي تقول لقد أثبتت المرأة اليمنية  أنها النموذج المقاوم لكل هذا العدوان رغم تعرضها للتعذيب والقتل والتشرد، هذا الألم لم يطل الجسد الأنثوي فحسب، بل طال الروح أيضاً، حيث أُدخلت المرأة في دوامات عديدة وعاشت ظروفاً اجتماعية واقتصادية وأخلاقية صعبة أجبرتها على خوض الحياة كرجل لتوفير حاجتها وحاجة أسرتها دون الحاجة إلى احد .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى