استطلاعاتعناوين مميزة

تأثير التكنولوجيا في حياتنا اليومية

photo-generique-digital_0لا يستطيع أحد أن ينكر ان التكنولوجيا قد أثرت بشكل كبير في حياتنا اليومية , قد نختلف في تحديد ما إذا كان هذا التأثير سلبيا أم إيجابيا لكننا متفقون أن التكنولوجيا قد أثرت في حياتنا بشكل واسع وكبير.

في الفترة الأخيرة بالتحديد شهدنا ثورة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وخلافه من الابتكارات التي لها أثر قوي في تغيير نمط حياتنا اليومية .

الهوية وحول تأثير التكنولوجيا في نمط حياتنا اليومية استطلعت آراء فئات مختلفة من المجتمع اليمني الذي كان رأيهم كما يلي  :

 

حياتنا مرتبطة بالتكنولوجيا

بداية يقول الطالب الجامعي فارس محمد لقد تغيّرت حياتنا بالفعل مع التطورات الحاصلة في التكنولوجيا والاتصالات، فحياتنا اليومية أصبحت مرتبطة كثيرا بالهاتف الذكي وبالانترنت، لقد أصبح جزء كبير من تواصلنا، وحركتنا ذهابنا ومجيئنا، وحتى عملنا، وتسوقنا، وتعاملاتنا المالية، ومعاملاتنا الحكومية، وتعليمنا، وبحثنا عن المعلومة ومتابعة الأخبار والأحداث، وغيرها من تفاصيل حياتنا اليومية مرتبطا بهذا الجهاز وبشبكة الانترنت”.

وأضاف فارس: “لم تعد خدمات الاتصالات من كماليات الحياة اليومية كما كان ينظر لها خلال العقد الماضي، لقد أصبحت من أساسيات الحياة اليومية كما هي الكهرباء مثلا..!”، لافتا إلى ان كل تكنولوجيا تظهر وتتطور بتسارع لا بد وأنها ستحمل معها تغييرات في حياة المجتمعات وفي طريقة عمل المؤسسات والقطاعات الاقتصادية كافة.

واسترشد فارس بما أحدثته التكنولوجية الخلوية من تغيير في طريقة اتصالنا والتي أسهمت في هجرة الناس لخدمات البريد والهاتف الأرضي مثلاً، وبما أحدثته التجارة الالكترونية من تغييرات في قطاع التجارة وتسويق المنتجات والخدمات، وبما أدخلته الاتصالات وشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من تغيّرات في طريقة متابعة الخبر من جهة المستخدم الذي أصبح ينتظر الخبر في اللحظة، والتغيير في طريقة عمل المؤسسات الصحفية من جهة أخرى.. والأمثلة تطول.

وترى سامية “طالبة جامعية” أن أجهزة التكنولوجيا الحديثة من الخلوي والانترنت كلها أصبحت عناصر أساسية في حياتنا اليومية العملية وأثرت بالتالي على حياتنا الشخصية وبالطبع لهذه الأجهزة إيجابيات وسلبيات فهي أجهزة وجدت لفائدة الإنسان ولمساعدته في التواصل بفاعلية أكبر ولكن إذا أساء استخدامها انقلبت ضده فالهاتف الخلوي لم يعد مجرد أداة اتصال خاصة مع وجود الكثير من الميزات التكنولوجية الإضافية الحديثة “الراديو ومشغل الموسيقى ومتصفح انترنت وغيرها ..” .

توافقها الرأي أمل حسين بقولها في الوقت الحاضر لا يخلو بيت ومنزل أو شركة أو مؤسسة من استخدام الإنترنت وأصبح الانترنت في متناول العديد من فئات المجتمع فتجد الصغير يحمل جهازه الكتروني ويتصفح في مواقع مشاهدة الفيديو والشاب منغمس في المواقع الاجتماعية التي تقدم العديد من البرامج للتواصل مع المجتمع وهذا كله من خلال التقنية الحديثة المتوفرة في أيدينا.

وتضيف أمل لا شك أن لكل شيء ايجابياته وسلبياته وكما ذكرت أن أكبر ايجابية هذه التقنية الحديثة هي تطور الآلات والنظم من فترة لأخرى فنجد في أشهر أو سنوات قليلة تقنية أو جهازا جديدا بكفاءة أعلى من الذي قبله وهذا شيء يفتح أمام جميع المخترعين والمتعلمين على أن هناك فرصة كبيرة لإنتاج واختراع أدوات كثيرة وظيفتها الأساسية تسهيل حياتنا اليومية.

التكنولوجيا محرك رئيس لحياتنا

ويقول جمال صلاح لا يخفى على أحد مدى أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العصر الحالي، فتكنولوجيا المعلومات تعتبر محركا رئيسيا لتطور العلوم جميعها وتمثل سندا كبيرا وداعما لشتى العلوم وكافة الأنشطة الحياتية، فهي تلعب دورا هاما في دفع عجلة التعليم والمعرفة في شتى العلوم نحو آفاق جديدة وطرق حديثة في اكتساب المعرفة و الاستفادة منها بالطرق والظروف المختلفة فمن الممكن الآن الاستفسار عن المعلومة في مختلف الظروف والأوقات و من مصادر شتى فالمعرفة أصبحت عالمية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

 

علم لا يتوقف

كما تقول أفنان رشيد يمكننا القول إن هذا العلم الذي ما سكنت رياحه منذ فترة له من القدرة والتطلع ما يمكنه لأن يكون علما مستقلا بذاته يتمتع بخصائص ومزايا لا توجد بغيره فهو علم لا يتوقف عند حد فما كان في القرن الماضي من الخيال العلمي أصبح الآن واقعا يعرفه الصغير قبل الكبير، وما نتخيله الآن قد يصبح من واقع وحياة الأجيال القادمة التي ستتمتع بتكنولوجيا متطورة نحلم بها الآن ونسعى للوصول لها.

 

من جهتها أصالة احمد تقول إن مدى رغبة الناس في تعلم التكنولوجيا وتفاعلهم معها يرتبط ارتباطا شديدا مع حاجتهم لها، فنرى الآن العديد من الدوائر الحكومية تعتمد أنظمة معلوماتية تتيح وتوفر للأفراد بعض المعاملات الإلكترونية التي يرى فيها الفرد راحة وسهولة و توفيرا للوقت والجهد. ونرى الآن حاجة الطلاب في المراحل الأساسية والجامعية لاستخدام شبكة الإنترنت لجلب المعلومة التي تغني معرفته أو تساعده في كتابة أبحاثه وتقاريره .

 

حدود استخدام التكنولوجيا

وتقول ليلى توفيق لا بد من العمل على إيجاد مقدار محدد نجعل منه أساسا متينا لتكنولوجيا المعلومات والاتصال لدى الفرد بحيث يكون هذا المقدار قادرا على مساعدته في استغلال التكنولوجيا في خدمة علومه وأبحاثه عندما يكون طالبا أو باحثا أو عالما، وأن لا تكون هذه التكنولوجيا عائقا نحو تطوره بل تكون مساندة وداعمة له في تحصيل المعرفة والاستفادة منها، فهي تمثل في واقعنا مفتاحا نحو العلوم الأخرى.

 

تأثير التكنولوجيا على الشباب

عبد الرحمن صالح يقول إن الشباب، ربما أكثر من غيرهم، يفهمون كيف تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في صنع الفارق في حياة الناس . وأضاف ، رأينا في السنوات الأخيرة كيف ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم عليها الشباب في نشر الأفكار وتوليد قوة الدفع من أجل التغيير، من ربط المدارس في القرى بالمعلومات والمعارف على شبكة الانترنت إلى توفير خدمة التطبيب عن بعد وتقديم معلومات عن الأحوال الجوية للمزارعين ، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توفر حياة أفضل للمجتمعات الريفية.

 

تتخطى الحواجز

وتقول بثينة طالبه بكلية الإعلام في ظل الأزمة التي تمر بها اليمن بات كثير من الناس يقومون بواجباتهم الاجتماعية عن طريق النت , فكثير من الناس قام بالتهنئة سواء بزواج أو نجاح أو ولادة وغيرها عن طريق النت, والقيام بواجب العزاء أيضا على صفحات الفيس بوك أو عن طريق رسالة على الخليوي , وكم سمعنا عن شباب أحبوا القيام بأعمال تطوعية للتعبير عن حبهم لوطنهم فجمعوا بعضهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ,.ومن هنا أرى أنه لولا تطور التكنولوجيا لما استطاع أحد التعبير بهذه الطريقة , في هذه الظروف العصيبة التي يتعذر على الكثير المشاركة في الواجبات الاجتماعية.

 

التكنولوجيا تعمق مشاكلنا

فيما يقول إسماعيل إبراهيم لقد ساهمت التكنولوجيا في تعميق مشاكلنا وبالنظر إلى واقع أن العرب لا يقرؤون سنجد أن الإنترنيت (وليد التكنولوجيا) زاد الأمر سوءا تراجع نسبة القراءة بالدول بشكل ملحوظ فبدل أن تكون هده التكنولوجيا وسيلة للتقدم أصبحت تؤدي وظيفة مناقضة ونحن في ظل هذه التكنولوجيا تجردنا من كل قيمة إنسانية حتى أصبحنا آلة تتعامل مع آلة مرتبطين بعالم افتراضي باحثين عن سعادة مفقودة عن حياة مثالية مع أشخاص وهميين نحاول أن نتحرش بأحلام زائفة لعلها تتحقق انفصالنا انفصالا تاما عن واقعنا .لكن لا يجب أن نلوم أنفسنا فنحن نشأنا في مجتمع يسود فيه النفاق ،نرتدي أقنعة الأشخاص المحترمين نكون مثالا للعفة والنزاهة والاحترام لكن عندما ننفرد ونصبح في عزلة نعبر عن كل ما يساورنا بأفعال قد تبدو صبيانية جنونية أحيانا نعبر بها عن القمع الذي نتعرض له في وسط أسرنا في مدارس في كل حيز في الإدارات العمومية في المستشفيات العمومية ،فلم نلوم التكنولوجيا ؟!

التكنولوجيا سلاح ذو حَدَّين

وفي هذا الصدد يرى الدكتور حسين عبد الله  – الباحث في علم النفس الاجتماعي – أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاحًا ذا حَدَّين، حيث أن الفارق بين إيجابية التكنولوجيا وسلبياتها في العصر الحديث، يتوقف على مدى استخدام الفرد لها، فإذا استخدمها الفرد كنوع من المعرفة، ومسايرة الواقع، ومعرفة ما يدور خارج النطاق الذي يعيش فيه، كأن يتابع الأخبار العالمية عبر التليفزيون، أو يحادث أصدقاءه على الإنترنت، أصبح إيجابيًّا، والعكس، إذا لم يستخدمه بالشكل الصحيح، يصبح سلبيًّا؛ بحيث يستخدمه في غير موضعه، كتضييع الوقت، أو ما شابه، أو أصبح إدمانًا لدى هذا الشخص، لا يستطيع الإقلاع عنه كإدمان المواد المخدرة، التي تنعكس على الشخص بانعكاسات سلبية، وتنشئ اضطرابات في السلوك الإنساني.

ويضيف الدكتور حسين من الممكن سهولة قياس استخدام تكنولوجيا العصر الحديث على سلوك الفرد، وتأثيره على المجتمع، فلا بد أن ننظر إلى حجم الاستخدام اليومي له؛ حتى يمكننا معرفة مدى التأثير، وعدد الساعات التي يقضيها هذا الشخص أمام التليفزيون أو الإنترنت، أو التي يمسك فيها الموبايل؛ لأنه لو اتضح أنه يستخدمه أكثر من 40 ساعة أسبوعيًّا، بهذا يكون دخل في مرحلة الإدمان، فقد توغلت التكنولوجيا الحديثة بكل تقنياتها إلى حياتنا العادية، وبالتالي أصبح من يحاول الابتعاد عنها، أو عدم استخدامها، كمن يَحْكُم على نفسه بالموت البطيء.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى