مساحات رأي

سيناريو حروب الوكالة في “المناطق الوسطى” يتكرر في “تعز”

0بقلم | محمد علي العماد

في أحايين كثيرة، التاريخ يعيد نفسه، قد تتغير المسميات، ولكن حروب الوكالة في اليمن، لا تختلف كثيرا، فما يحدث اليوم في تعز، لا يختلف عما حدث في ثمانينيات القرن الماضي في المناطق الوسطى، فحينها، كان اليمنيون اقتسموا إلى طرفين متحاربين، وكانت المهمة تنفيذ حرب بالوكالة.

الطرف الأول “الجبهة القومية”، كانت الممثل الخفي لـ”الاشتراكية السوفيتية” في المعركة التي كانت تدار من الضالع.

الطرف الثاني “الجبهة الإسلامية”، كانت الممثل الخفي لـ”الرأسمالية الأمريكية” في المعركة التي كانت تدار من المناطق الوسطى.

ولأن حرب المناطق الوسطى، كانت حربا بالوكالة، فلم تكن نهايتها وتوقفها بقرار يمني أو حتى قرار عربي، فقد استمرت الحرب إلى أن تفكك الاتحاد السوفييتي، حينها، توقفت الحرب في اليمن، مع بداية توزيع الدول العظمى لمناطق الاستعمار وفقا للرسم والخارطة الجديدة التي شكلتها التضاريس السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحرب الباردة.

وبعد توقف حرب المناطق الوسطى في اليمن، عاد كل طرف من أطرافها إلى مكانه، فـ”الجبهة القومية” كانت تجمع جميع حلفائها من اليمن إلى دمت الضالع، بالمقابل كانت “الجبهة الإسلامية” تجمع جميع حلفائها من اليمن إلى إب الرضمة، حيث استمرت المناطق الوسطى في دفع الثمن، وحل بها وبأهلها الدمار والثأر والقتل إلى أن تم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.

اليوم في تعز، يتكرر السيناريو وبمسميات جديدة وتوزيع جديد، فـ”كرش” أصبحت المكان الذي ينطلق منه خليج العرب والرأسمالية، وتحت مسمى الشرعية، يقابلها “تعز” التي ينطلق منها المتهمون بالأطماع الإيرانية، وتحت مسمى الجيش واللجان الشعبية.

لكن ماذا بعد حرب السنة، بالتأكيد لم تتغير الحال، ولن تتغير في تعز التي يبدو أنها ستخوض معارك جديدة كما كان يحدث بالمناطق الوسطى في ثمانينيات القرن الماضي، تخرج من معركة لخوض معركة أخرى، وهذا ما يؤشر أن تعز لن تخرج من زحمة المعارك، وستصبح ساحة لجميع الأطراف اليمنية، ولن تخرج منها قبل أن تدفع الثمن نفس الثمن الذي سبق ودفعته المناطق الوسطى، وربما أكثر.

هذا أكثر ما نخشاه على تعز، والتي يبدو أن المعارك فيها ستستمر إلى أن يكون هناك تسوية دولية وتوزيع جديد بين للمنطقة العربية برمتها بين قوى الاستعمار، ولذلك كان من المفترض علينا كيمنيين أن لا نخطو خطوة إلى الأمام إلا بعد قراءة تاريخنا القريب، لكننا لا نفعل، وهو ما يجعلنا نرى مستقبلنا أكثر ظلامية، لكن ذلك بسبب إهمالنا لخفايا وتفاصيل التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى