تقارير

بالتزامن مع تصاعد الخلاف السعودي الإماراتي بحاح سيغادر عدن بعد مشادات مع مدير مكتب هادي وفشل مفاوضات تسليم القصر الرئاسي

الهوية – خاص.

كشفت مصادر يمنية رفيعة، عن مفاوضات تم تدشينها، مؤخراً، بين خالد بحاح، ومحسوبين على عبد ربه منصور هادي في عدن، جنوب اليمن، التي شهدت تفاقماً في الانفلات الأمني، في ظلّ سيطرة ميدانية لعناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” على أجزاء واسعة من المدينة دون رادع حقيقي، سيما بعد فشل الخطط الأمنية التي أطلقتها قوات التحالف.

ونقلت وكالة “خبر” عن المصادر قولها إن المفاوضات تهدف إلى تسليم حراسة قصر “المعاشيق” مقر إقامة الحكومة الممولة من التحالف السعودي، إلى قيادات عسكرية وحراسة تابعة لهادي. مشيرةً، إلى أن بحاح عقد، الأحد الماضي، اجتماعاً بالقيادات الأمنية والعسكرية بحضور سعودي إماراتي.

ووفق المصادر، فإن مشادات وقعت أثناء الاجتماع بين بحاح ومدير مكتب هادي محمد مارم، الذي هدد بعدم السماح بتجاوز توجيهات عبد ربه منصور بشأن “تجنيد أكبر عدد من الشبان وإرسالهم إلى جبهات القتال في مأرب وغيرها، وهو الأمر الذي ترفضه الإمارات وخالد بحاح”.

وذكرت المصادر، أن “بحاح بصدد مغادرة عدن لإطلاع قيادة التحالف على الوضع القائم في عدن”.

مصدر سياسي في عدن على اطلاع بالأحداث قال: “إن ما يجري ينذر بمستقبل سيئ ينتظر المدينة.”

وشهدت ـ ولا تزال ـ عدن اشتباكات، خاصة في محيط قصر “المعاشيق” والمطار، وسط مخاوف من تفجر صراع يرجع لخلفية تاريخية، في أي وقت، خاصة مع حالة الاغتيالات التي تكتسي طابع الرسائل المتبادلة بين الأطراف التي تجتهد لإحكام السيطرة على المدينة.

ومنذ أيام، أبرم اتفاق بين الجماعات المسلحة وحراسة قصر المعاشيق، بعد معارك عنيفة، تدخلت فيها طائرات الأباتشي التابعة للتحالف، يشمل وقف إطلاق النار مقابل التزام حكومة هادي/ بحاح، بمعالجة الجرحى، وإدراج شباب مسلحين ضمن دورات عسكرية، وترتيب دمج قوات ما تعرف بـ”المقاومة” ضمن هيكل الجيش والأمن.

يأتي ذلك بالتزامن مع عودة التباين بين الرياض وأبو ظبي الذي يطفو على السطح، ولعدة عوامل توسّع رقعة النزاع بين الحليفتين، كان آخرها طلب عبد ربه منصور هادي من تركيا المشاركة في عمليات التحالف، الأمر الذي أثار استياء الإمارات

وفي الأسبوع الماضي، أعاد وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، «تغريد» مقولة للمفكر السعودي المعارض حسن فرحان المالكي، التي تصف المجتمع السعودي بأنه «تربّى على ثقافة جنائزية لا تتحدث إلا عن الكفر والحرام».

ولكن هذه المرة أخذ منحىً أكثر حدة، إلى درجة تهديد الإمارات بسحب قواتها من عدن. وسرّبت دوائر مقرّبة من أبو ظبي، في الأسبوعين الأخيرين، انسحاب قواتها من مطار عدن ومينائها، ليتبيّن لاحقاً عدم صحة هذه التسريبات التي جاءت من باب الضغط على «الشقيقة الكبرى» لعلّها تسمع «أنين» جارتها الملتحقة بها في التحالف.

أما الأحداث الأخيرة التي استفزّت الإمارات، فكانت فشل جميع الخطط الأمنية التي وضعت في عدن من أجل وضع حدّ لنزف دماء يطال أبناءها، ثم معارضة السعودية ممثلةً بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بشدة التحول إلى مواجهة «القاعدة» المتهم بتنفيذ الاغتيالات وتعميم الفوضى في عدن، بادّعاء أن الوجهة العسكرية الوحيدة راهناً هي الشمال.

أما الأكثر إيلاماً لدولة الإمارات فهو ما كشفته مصادر مطلعة عن أن هادي طلب من تركيا، أثناء زيارته الأخيرة لها، المشاركة في «التحالف» وإرسال قوات عسكرية لمؤازرة القوات العسكرية المشاركة في العدوان. طلب هادي قوبل بالرفض من تركيا، وفور عودة هادي إلى الرياض، زاد جرعة إضافية في الاستفزاز والتحدّي لـ أبو ظبي بتعيين اللواء الفار علي محسن الأحمر، قائد الجناح العسكري لـ«الإخوان المسلمين»، نائباً للقائد العام للقوات المسلحة.

ولا يزال غير مؤكد حتى الآن أن الهبوط الإماراتي الكبير على جزيرة سقطرى، بمسميات إنسانية (معالجة آثار الإعصارين الأخيرين)، مع حليفهم رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح، هو من أجل الابتعاد عن «الصداع» الذي تسبّبه لهم «الشقيقة الكبرى» في التحالف، إضافة إلى استخفاف «القاعدة» بهم، أو أن الوجود الإماراتي في سقطرى هو ترضية أميركية للتعويض عن الفشل ورفع الحرج عنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى