تقاريرعناوين مميزة

رسائل “ولد الشيخ” السرية تكشف رهان الرياض على المستحيل هل تنجح القبائل في ايقاف الحرب؟ الكرملين: بوتين والسيسي اتفقا على محاربة الإرهاب في اليمن الاتحاد الأوروبي وباريس وبرلين تدعو لإيقاف الحرب والتوصل لاتفاق سياسي هادي يلتقي ظريف إيران سرا بجاكرتا وحكومته تستعد لإعلان أنصار الله «جماعة إرهابية»

-39068الهوية – خاص.

مع اقتراب دخول العدوان عامه الثاني، علمت “الهوية” من مصادر مطلعة أن وفدا يمنيا وصل أمس الاثنين، إلى منطقة أبها بالمملكة العربية السعودية.

وأضافت المصادر أن الوفد اليمني الذي يضم عدد من المشايخ، وسيلتقي مع عدد من مشايخ المناطق الجنوبية بالمملكة، لإجراء تفاهمات مبدئية للتهدئة، قد تفضي إلى وقف الحرب على اليمن.

وأشارت المصادر إلى أن الأسير السعودي الذي أفرج عنه كبادرة حسن نية في إطار التفاهمات المذكورة، وأنه حدث اتفاق مبدئي بين القبائل اليمنية والقبائل السعودية لوقف العمليات العسكرية في منطقة نجران وبعض المناطق الحدودية والهدنة منذ ثلاثة أيام.

وأكدت المصادر أن المشاورات تجري بين المشايخ في عسير وجيزان ونجران ومشايخ القبائل اليمنية المحاددة، وبصورة غير رسمية، ولكن بعلم مسبق من “أنصار الله” في اليمن والسلطات السعودية.

مشيرة إلى أن وفد مشايخ اليمن وصل إلى أبها بأكثر من خمسين سيارة، بعد زيارة سابقة لوفد من القبائل السعودية.

محللون يمنيون، اعتبروا ذلك خطوة جيدة لتقريب وجهات النظر وستمهد لعقد لقاء بين المملكة وأنصار الله والمؤتمر، بشكل رسمي، للتوصل لحلول تفضي إلى ايقاف الحرب.

وعلى صعيد أخر، وفي الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحافية عن نية الحكومة اليمنية المستقيلة إعلان «أنصار الله»، «جماعة إرهابية» وكذلك «حزب الله»، ورفض أي مفاوضات مع الحركة اليمنية والالتزام بالحلّ العسكري فقط، نقلت وسائل إعلامية، عن مصادر مقربة من عبدربه منصور هادي، بأن لقاءا تم بين هادي ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بطريقة سرية في جاكرتا العاصمة الأندونوسية لبحث التدخلات الايرانية في اليمن وسبل انجاح جهود السلام ووقف الحرب.

وكانت حركة «أنصار الله» دعت إلى إعلان ضرورة التوجه نحو حوار يمني ــ يمني على الفور، في ظلّ الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية.

وبحسب موقع «المشهد اليمني»، أصدر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي «توجيهاته للحكومة لتصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية»، ونقل الموقع عن «مصادر صحافية» توقعها بشأن تأجيل الإعلان إلى ما بعد جولة المفاوضات المقبلة التي يتوقع عقدها في منتصف آذار الجاري برعاية الأمم المتحدة «كفرصة أخيرة».

وتضمنت التوجيهات أيضاً، إعلان «حزب الله» «جماعة إرهابية»، أسوةً بإعلان مجلس التعاون الخليجي، «ووضع قائمة سوداء بأسماء القيادات العسكرية والدينية والحزبية والشركات والمؤسسات التي تتعاون مع الحزب في اليمن».

في هذا الوقت، رفضت السعودية فكرة إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً حول الوضع الإنساني في اليمن، بعدما بدأت الدول الأعضاء بحث مشروع قرار سيركز على «استهداف المؤسسات الطبية من قبل المتحاربين».

ورأى السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أول من أمس «أن مثل هذا القرار ضروري في هذه المرحلة». وفي حين أكد السفير الأنغولي إسماعيل غاسبر مارتينيز، الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، أن الدول الأعضاء «اعتبرت الوضع الإنساني خطراً جداً»، قال المعلمي إن مارتينيز «تجاوز مهماته كرئيس للمجلس»، وأنه «عبّر عن موقفه الشخصي».

وأضاف من جهة أخرى أن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ ومسئولين عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة «متفقون مع الرياض على عدم جدوى تدخل جديد لمجلس الأمن»، مؤكداً أن صدور قرار جديد لمجلس الأمن من شأنه «تعزيز جانب الحوثيين في رفضهم الانصياع لقرار مجلس الأمن الرقم 2216».

وتعليقاً على الهجوم على دار المسنين في مديرية الشيخ عثمان في عدن، وأسفر عن مقتل 16 من العاملين في الدار والمسنين، قال المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إن «رقعة التطرف القاعدي الداعشي في اتساع مطرد نتيجة سبعة أشهر من وقوع الجنوب تحت سيطرة القوى الأجنبية المحتلة»، مشيراً إلى أن الحكومة (المستقيلة) تبدو عاجزة عن حماية نفسها، وعن توفير الأمن للمواطنين. وتابع عبد السلام عبر موقع «فيس بوك»، أن «الحكومة لم تستطع إدارة شؤون المواطنين في نطاق محدود (الجنوب)، فكيف يعوّل عليها لتقدّم شيئاً لبلد بأكمله؟». ورأى أن الجريمة الوحشية التي شهدتها دار المسنين «تؤكد مسؤولية العدوان ومرتزقته عن كل ما يجري في الجنوب، مؤكداً في ظلّ هذا الواقع «حاجة البلد إلى حوار سياسي يمني ــ يمني يصل بالبلاد إلى شاطئ الأمان وفق رؤى وطنية محددة».

إلى ذلك، كشفت مراسلات إسماعيل ولد الشيخ، مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، عن أن الرياض كانت تنتظر في أوائل فبراير الماضي حضور وفد من «أنصار الله» إلى الأردن من أجل إعلان الاستسلام.

ففي مطلع فبراير الماضي، استطاعت قوات «التحالف» التي تقودها السعودية، بعد مئات الغارات الجوية، بسط سيطرتها على “فرضة نهم” ممر جبلي استراتيجي يبعد عشرات الكيلومترات شمالي العاصمة صنعاء.

هذا «الإنجاز» رأوا أنه الأهم بالنسبة إليهم منذ بدء الحرب في مارس من العام الماضي. شعرت السعودية آنذاك بأن الأمور باتت تسير كما تشتهي، وبدت تتحرك سياسياً على أساس أنها جاهزة لقطف الثمار وتفرض شروطها. في المقابل، كانت القيادات السياسية في صنعاء تعمل على التوصل إلى إيجاد حل سياسي بناءً على القرارات الدولية والمبادرات السياسية ووساطة الأمم المتحدة.

لهذا السبب، زار المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مسقط أوائل فبراير، وأجرى مشاورات مع وزير الدولة السعودي مساعيد العيبان، وهو «صندوق أسرار الدولة» وأبرز رجال الملك سلمان، واشتهر بترسيم الحدود مع اليمن ومع دول الخليج وحل المشكلات الخليجية والقضايا الداخلية. كما تشاور مع رئيس الاستخبارات السعودية، خالد الحميدان، المعروف بأنه الذراع اليمنى لولي العهد، محمد بن نايف.

نقل ولد الشيخ إلى المسؤولين السعوديين استعداد حركة «أنصار الله» لاستئناف المباحثات مع السعودية وجهاً لوجه، وبدا الرجلان مرتاحين كما نقل ولد الشيخ في رسالة سرية بعثها إلى الدائرة السياسية التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة.

وعزا ذلك الارتياح إلى أن القوات السعودية وحلفاءها كانوا على أبواب فرضة نهم بعد السيطرة على الحامية العسكرية هناك. ويضيف ولد الشيخ: «شعروا بأن بوابة صنعاء كانت مشرعة أمامهم، وأن قيادات أنصار الله في وضع يائس. بل كثرت الشائعات في أوائل شباط عن أن قيادات الحوثيين فرّت إلى خارج البلاد، أو لجأت إلى مغاور نائية للنجاة بنفسها وأن القلق يسود القوات واللجان الشعبية في صنعاء».

وكشف ولد الشيخ في رسالته، «رحّبا (العيبان والحميدان) بالتقدم المتحقق وعبرا عن التزامهما المضيّ قدماً في ذلك المسار، كما شددا على أنه في ظل التقدم الذي حققه التحالف على الأرض واقترابه من صنعاء، ينبغي على الحوثيين أن يغتنموا الفرصة ويحاوروا بنيات حسنة كونهم في وضع ميداني ضعيف وخياراتهم تضيق».

في المقابل، لم تشأ السعودية في تلك الحالة رفع مستوى تمثيل مندوبيها للمباحثات المباشرة. وأوضح ولد الشيخ نقلاً عن المسئولين السعوديين أن الرياض رفضت رفع تمثيل الطرفين بناءً على طلب المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام. وقال حرفياً نقلاً عن الرياض «لا ينبغي أن يتوقع الحوثيون تمثيلاً أرفع في هذه المرحلة».

وأضاف أن السعودية وافقت على مقترح قدمه محمد عبد السلام بإجراء اللقاء في دولة ثالثة كالأردن. وكان عبد السلام قد اقترح الأردن أو المغرب طبقاً لما ورد في الرسالة.

ويضيف ولد الشيخ أنه أجرى يومها اتصالاً هاتفياً بعبد السلام من الرياض لكي يشرح له نتائج اللقاء مع المسئولين السعوديين، لافتاً إلى أن عبد السلام أجاب بأنه سينقل هذه النتائج إلى قيادته ويعود إليه. وقال ولد الشيخ في رسالته «لو قبل الحوثيون اللقاء الحوثي ــ السعودي، فإن اللقاء سيتم في الأردن الأسبوع المقبل»، أي في أواخر فبراير الماضي، مضيفاً «نحن لن نشارك بالطبع ولن نحضر». وأشار إلى أنه بدأ يتصل بسفير الأردن في اليمن حسب المقتضى.

إلا أن الوضع الميداني تبدل بسرعة يوم شن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» هجوماً مباغتاً على معسكرات قوات «التحالف» واستعادا فرضة نهم وقتلا وجرحا وأسرا المئات من الجنود والمرتزقة، وتوغلا داخل الحدود السعودية معززين مواقعهما في الربوعة وشرق الخوبة ودمرا مواقع إستراتيجية للقوات السعودية. وكان رد الطيران السعودي بشن مئات الغارات على المدن السعودية التي اقتحمتها القوات اليمنية، لكن من دون أن تحقق نتائج تذكر على الأرض.

لم يزف ولد الشيخ اتفاقاً لوقف القتال إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة كثمرة لمساعيه وجهوده، لكنه وكما عرف عنه منذ تعيينه في المنصب بطلب ووساطة من السعودية فهو يمارس سياسة منح «التحالف» السعودي الوقت اللازم من أجل تغيير الواقع على الأرض لمصلحة السعودية.

وعلى صعيد المساعي والتحركات الدولية فيما يتعلق بالحرب الذي تتعرض له اليمن، قال بيان للكرملين، أمس الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، اتفق في اتصال هاتفي جمعه بنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، أن الحرب على الإرهابيين ستستمر ليس في سوريا فحسب، ولكن أيضاً في اليمن وليبيا.

وجاء الاتصال بين الرئيسين بعد يوم على اتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري، على مواصلة التعاون بشأن القضايا اليمنية مع جميع الأطراف المعنية.

 

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية الأحد، إن “الوزيرين واصلا مناقشة الصراع الدائر في اليمن، معربان عن قلقهما من العواقب الإنسانية الوخيمة، وتم الاتفاق على مواصلة التعاون مع جميع الأطراف المعنية ومع المبعوث الأممي الخاص بشأن اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل البحث عن تسوية سلمية من خلال الحوار السياسي”.

من جانبها، أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” أمس الاثنين، دعم الكتلة الأوروبية للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن والخاصة باستئناف المفاوضات.

وشددت”موغيريني” على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل لإنهاء الصراع الحالي في اليمن لمواجهة المحاولات المتزايدة لتقسيم الدولة ورفع المعاناة عن الشعب وتنامي الإرهاب واحتمال انتشاره إقليميا.

وفي ذات السياق، أكدت فرنسا الحاجة الطارئة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين القوى السياسية في اليمن ولتنفيذ القرار 2216 لمجلس الأمن الدولي حتى يتسنى مكافحة الإرهاب هناك بفاعلية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية “رومان نادال”  في تصريح أمس الاثنين، إن بلاده تدعو كافة الأطراف اليمنية إلى استئناف الحوار، وتؤكد دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد.

كما وجهت ألمانيا دعوة لوقف إطلاق النار فوراً باليمن، عبر متحدث باسم وزارة الخارجية، الذي دعا إلى ضرورة التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار فوراً في اليمن وتأكيده بأن الأزمة اليمنية لا يمكن حلها إلا بالطرق السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى