مساحات رأي

لماذا هاجم التحالف “القاعدة” في اليمن بعد عام من العدوان؟!

download (49)بقلم / محمد علي العماد

تنظيم “القاعدة” وكذلك “داعش” في اليمن، استمر بالتمدد بعد 2011م، مستغلا صراعات القوى السياسية، والتي تسببت بضعف وانحسار هيبة الدولة، وبما أتاح الفرصة أمام “القاعدة” للتمدد في الجنوب والوسط والشمال.

وفي عام 2014م، وعند دخول “أنصار الله” عمران ومن ثم الجوف، انكمشت التنظيمات الإرهابية “القاعدة” و”داعش” في الشمال، وبعد ثورة 21سبتمبر 2015م، وعند دخول أنصار الله صنعاء، انكمشت هذه التنظيمات، وانسحبت من الشمال والوسط وبعض المحافظات الجنوبية.

لكن، وبعد دخول دول التحالف الخليجي في إعلان الحرب على اليمن، عادت “القاعدة” و”داعش” من جديد، لمشروعها في التوسع في جميع المحافظات الجنوبية، والمحاولة للتغول في الوسط عبر محافظة تعز، إلا أن فشل التحالف في دخول الوسط والشمال، جعل القاعدة تستغل صراعات القوى الجنوبية فيما بينها بالإضافة إلى انعكس عليها من صراعات النفوذ الخليجي الخليجي في عدن، والقائمة على التنافس الأمريكي البريطاني، وهو ما ساعد تنظيم القاعدة وداعش في الإعلان عن بعض ما يسمى “الإمارات الإسلامية”.

لطالما كانت القاعدة، ورقة ضغط للصراعات (الخليجية – الخليجية) ودون أن يحرك التحالف ساكنا، أخذت التنظيمات الإرهابية، في التوسع في جميع المحافظات الجنوبية، واليوم وبعد ما يقارب العام من العدوان على اليمن، بدأ التحالف الخليجي وبشكل مفاجئ، ضرب “القاعدة” و”داعش” في الجنوب، وجاءت هذه العملية متزامنة مع إعلان السعودية نيتها الدخول في الحرب البرية في سوريا، وهنا ربما اتضح سبب مهاجمة التحالف الخليجي لـ”القاعدة” و”داعش” في اليمن، فلربما أدرك الخليج ومن خلفهم الأمريكان، أنه إذا تم التدخل عسكريا في سوريا، بعد رفض النظام السوري لذلك، والذي أوكل التعاون العسكري الدولي للروس، والذي جعل السعودية وحلفاءها يدركون بأنهم لو دخلوا دون إذن النظام السوري، فسيكون الرد الروسي جاهزا، في التدخل البري والجوي باليمن، وتحت مسمى محاربة الإرهاب “القاعدة” و”داعش” المسيطرة على الجنوب، وبمعنى أنه في حال تم ضرب النظام السوري من قبل التحالف الخليجي الأمريكي، فإن الرد الروسي سيكون في ضرب حلفاء التحالف الخليجي باليمن.

الروس جعلوا من اليمن ورقة لابتزاز الخليج الذين لا يدركون ذلك، بالإضافة إلى الكبر والغطرسة الخليجية التي لا تريد الاعتراف بأن حربهم على اليمن، كانت في المكان الغلط، وأنه تم الإيقاع بهم وجرجرتهم إليها تحت الوهم الإيراني، فيما اليمن تدافع لما يقارب العام، برجالها، دون دعم أو تدخل أي طرف دولي.

على الخليج أن يدركوا بأن إيقاف الحرب على اليمن، حاليا، في مصلحتهم أكثر مما هو في مصلحة اليمن الذي لم يعد يملك ما يخسره، كما أن إيقاف التحالف الخليجي للحرب على اليمن، هو سبيلهم الوحيد لإيقاف خسائرهم وانحدارهم في المستقبل، وإذا استمروا في تعاملهم مع الملف اليمني على نفس ما بدؤوه، فإنهم سيبقون أنفسهم عرضة للسقوط والابتزاز إلى أن يتم إقفال الملف السوري كما كان الحال مع الملف النووي الإيراني، وحينها، ستكون خارطة العمليات العسكرية الإقليمية، قد تشهد تغييرات كثيرة أهمها أن المعركة الروسية قد تنتقل إلى الحدود الشمالية للمملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى