مساحات رأي

الخليج يعلن حالة طوارئ إعلامية: إعلام الإخوان يخدعنا

العربيةمحمد علي العماد

اتفق وزراء إعلام  دول العدوان في مجلس التعاون الخليجي، على ضرورة تنسيق الخطاب الإعلامي الخليجي تجاه اليمن، وعكس الصورة الحقيقية لما يحدث – كما قالوا- في ختام اجتماع استثنائي الخميس الماضي.

ربما أن هذا الاتفاق جاء أيضا، بعد أن اكتشفوا أنهم أكبر المتضررين من المعلومات الزائفة والكاذبة التي “يرطن” بها إعلامهم من بداية العدوان، وهو الإعلام الذي إن لم يكن اعتمد سياسته التضليلية هذه، ربما كان وقع ضحية اعتماده في ما ينشره ويذيعه على مخبريه الإخوان، أو وسائل الإعلام الإصلاحية، الذين يستندون إلى فتاوى تبيح لهم الكذب على اعتبار أنهم في حرب، وهو ما يظهر أيضا في مواقعهم الإخبارية وغيرها من مواقع (الدفع المسبق).

الحقيقة الدائمة هي أن “حبل الكذب قصير”، وهذا ما يصعب على إعلام العدوان فهمه، أو تعلمه من الإعلام المقابل، فقبل أسبوع، وبعد أن كانت الطائرات ما تركت شيئا يتحرك إلّا وقصفته، وصل عساكر التحالف إلى “فرضة نهم” حينها، لم يكذبهم أحد، ولم ينف إعلام أنصار الله والمؤتمر تقدم خصومهم.

ولكن، ربما أن الشيء الذي لا يدركه إخوان التحالف، إن إعلام أنصار الله والمؤتمر، يحول تلك الأراجيف والأخبار الزائفة والإشاعات التافهة إلى معنويات ووقود يزيد من حركة صمودهم في الجبهة الداخلية، ويتضح ذلك من خلال المسيرات، وما رأيناه وشاهده الجميع يوم الجمعة، في مسيرة شارع مأرب بأمانة العاصمة، هو نتيجة عكسية لما يهوله إعلام إخوان التحالف.

أما على مستوى الجبهات والمواجهات العسكرية، فإن الجيش واللجان الشعبية، فضلوا الرد على الأراجيف والأخبار الزائفة والإشاعات التافهة التي يمارسها إعلام إخوان التحالف، في التقدم بالجوف ومأرب، وكسر الزحوف في كل الجبهات في تعز والمخا، وتمشيط صحراء ميدي، ناهيك عن معارك العمق السعودي، وهو ما يوثقه الإعلام الحربي لأنصار الله، بالصوت والصورة، ويشاهده العالم.

بالمقابل، شاهدنا إعلام إخوان التحالف في اليمن، فلم يأت بجديد، سوى صور لـ”فرضة نهم”، التقطتها تلفونات مجندو التحالف حينما وصلوها، ولكن بعد انتهاء صلاحية تلك الصور، عاد إعلام إخوان التحالف في اليمن، إلى ممارسة نهجه الإيديولوجي المعتمد على الإشاعات والأراجيف، وهو ما جعل “الجزيرة” و”العربية” كـ”ببغاوات” تردد الخرط الإخواني، والذي كان سبق وأعلن سقوط “فرضة نهم” قبل شهر من دخولها والتي سرعان ما غادروها مذمومين مدحورين.

إعلام إخوان التحالف في اليمن، لم يكتفوا بتشويه المهنة الإعلامية، فحسب، بل أنهم بشعون في شائعاتهم التي لا تتوقف مصانعها السامجة عن إنتاجها يوميا، ففي بداية العدوان لم يجدوا حرجا في الادعاء بأن الحوثيين يريدون هدم الكعبة، كما أن صنعاء وسبق أن سقطت في يد التحالف أكثر من سبعمائة مرة، المهم كذبة وراء كذبة دون حياء أو خجل من استمرارهم في الاستخفاف بعقول الناس.

بعد منتصف ليل الأمس، وبشكل مفاجئ، عجت شبكات التواصل الاجتماعي، بمنشورات لناشطين معروف انتمائهم لماكينة إعلام إخوان التحالف، والذين تبنوا أخبارا عن سقوط المجمع الحكومي في محافظة مأرب بيد الجيش واللجان الشعبية، وهي محاولة منهم للتمويه بأن الأخبار التي تتحدث عن انتصارات الجيش واللجان الشعبية مجرد خرط في خرط كما هو الحال عن سقوط المجمع الحكومي بمأرب، والهدف منها رفع معنويات جبهتهم المنهارة، بعد حلم “فرضة نهم” و”الحتارش” و”المطار”، خاصة مع اكتشافهم أن إعلامهم كان يكذب عليهم.

كذبة سقوط المجمع الحكومي بمأرب، كان الهدف منها التشكيك بمصداقية إعلام الجبهة الداخلية، لكن ما كان يتمناه وما خطط له إعلام إخوان التحالف في اليمن، لم يتحقق، فكثير من ناشطي أنصار الله والمؤتمر وبقية القوى المناهضة للعدوان على اليمن، كذبوا ذلك، وأدانوا وسخروا ممن يروج لمثل هكذا أخبار زائفة، والتي هي أصلا ليست من أفعالهم وأخلاقهم.

كما أن مكنة إعلام إخوان التحالف في اليمن، فشلت في مخططها بسبب عدم التوقيت المناسب في عرض مسرحيتهم الفاترة، التي بدؤوا في عرضها منتصف الليل، دون أن يراعوا ظروف الجماهير، خاصة وأن أغلبية الشعب اليمني في فراش النوم، ولا يوجد لديهم كهرباء، وهذا ربما يشير إلى أن مؤلفي هذه المسرحية الحامضة، يقطنون في فنادق الرياض واسطنبول.

في اليمن، لم يعد يصدق إعلام إخوان التحالف، أي مواطن يمني، يعرفون أنهم كاذبون، ولا مكان للمصداقية لديهم، فقط، ربما أن الخليجيين وحدهم الذين ما زالوا على نياتهم، يصرفون الملايين على انتصارات وهمية يصنعها إعلام إخوان التحالف، مقابل الحصول على فتات دفتر الشيكات الخليجي.

عموما إذا كان اتفاق الخليجيين لتوحيد الخطاب الإعلامي تجاه اليمن، نتيجة لمعرفتهم أنهم كانوا ضحية للانتصارات الوهمية والمعلومات والإشاعات المعلبة والزائفة والكاذبة التي كانت تنتجها مطابخ إعلام إخوان التحالف، فعلى أنظمتهم أن يدركوا أن البعرة تدل على البعير، وما يمارسه إعلام إخوان اليمن من كذب، ما هو إلا نطفة من بحر الكذب والتزييف الذي يمارسه قادتهم السياسيون، وأن ما لحق بهم من ضرر إعلامي، أخف بكثير مما سيلحقهم من ضرر سياسي نتيجة وقوعهم في شراك الإخوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى