تحليلاتعناوين مميزة

طبيعة “الإصلاح” افتعال الحروب ومن ثم الفرار وتقديم غيرهم كضحايا.. “العدوان الإخواني” على اليمن هل يصمد في مهب ريح المتغيرات بالمنطقة؟!

قائد-بلاك-وتر-في-اليمن-454x330 صعتر اخوانكتب | رئيس التحرير

ما يقارب العام من الحرب التي يشنها التحالف على اليمن، دون توقف، بالتوازي مع استمرار حلفاء التحالف في الداخل في خوض هذه الحرب التي لم يحققوا فيها شيئا يذكر، ميدانيا، باستثناء الجنوب الذي خرج منه الجيش واللجان الشعبية، لعدة عوامل منها ما هو مرتبط بالتأريخ والمصير مع الشمال.

خلال الأشهر السابقة، ربما اعتمد حزب الإصلاح “الإخوان في اليمن” بالدفع ببعض العناصر المرتبطة بـ”علي محسن” و”أولاد الأحمر” إلى الميدان الحربي، فيما تحاول القيادات الاخوانية السياسية والعسكرية التواري، على العكس من وسائلهم الإعلامية التي تم الدفع بها في صف التحالف، والتي أصبحت ملكية أكثر من الملك.

مخطط الإخوان “الإصلاح”، لا يختلف كثيرا عن “داعش” و”القاعدة” وما فعلوه في الجنوب في الزج بخيرة شباب الجنوب لمقاتلة الجيش واللجان الشعبية، فيما كانت “القاعدة” و”داعش” اقتصرت مشاركتها على البيانات الإعلامية، إلى أن سقطت “عدن” في يد التحالف وحلفائه من الجنوبيين، حينها، تحركت “القاعدة” و”داعش”، وبدأت العمل الميداني، مستغلة الضعف الذي أصاب الحراك الجنوبي بسبب الإنهاك الذي لحق بهم جراء المعارك التي خاضوها ضد الجيش واللجان الشعبية، بالإضافة إلى الخلافات والصراعات التي تفاقمت بين قياداته مع دخول التحالف عدن، لتنعكس خلافات السعودية والإمارات على فصائل الحراك، وهو ما صب في صالح “القاعدة” الأمر الذي سهل من مهمتها في السيطرة والتحكم بالأوضاع في عدن وفي الجنوب بشكل عام.

ما فعلته “القاعدة” في الجنوب، يسير عليه حزب الإصلاح في الشمال، وبذات السيناريو، قام “الإصلاح” بتحريك بعض المجاميع في المحافظات، والتي سرعان ما تم السيطرة عليها من قبل الجيش واللجان الشعبية، وهو ما كان يبحث عنه “الإصلاح” لإيهام التحالف بأنه استطاع أن يسيطر في محافظات الوسط والجنوب، وعمل حسب إمكانياته التي لم تصمد أمام التعزيزات والدعم الذي دفع به “صالح” للحوثيين، وبذلك يكون “الإصلاح” قد حافظ على نفسه من معارك الاستنزاف مع الجيش واللجان، وحافظ على قواعده وقياداته، ودفع التحالف لخوض المعركة مع الرئيس السابق “صالح”، خاصة في ظل مصادقة “هادي” على أي تهمة لـ”صالح”، وهو ما أحسن حزب الإصلاح استغلاله في المرحلة الأولى وتقديم الطعم للتحالف الذي تحرك لتصفية “صالح”، وخلال العشرة الأشهر من الحرب، وإعلام الإصلاح يوغل في الإيقاع بالتحالف وجرهم إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق اليمنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد، في الوقت الذي يستمر إعلام الإخوان بالترويج لانتصارات إعلامية جعلت التحالف يتورط أكثر وأكثر في ما يرتكبه بحق الشعب اليمني.

ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فإن المتغيرات السياسية والتحولات الدولية المتعلقة بما يدور في المنطقة العربية، جاءت بما ليس في صالح حزب الإصلاح، والذي بدأ يشعر بأن هذه المتغيرات ستعصف بمخططهم وبهم، والتي ستفرض على التحالف إرجاع جميع القوى اليمنية إلى طاولة الحوار، والاستمرار في تنفيذ مخرجات الحوار، والتي يدرك الإصلاح بأنها ستقلص من حجمه، ناهيك عن الغضب الشعبي من مواقف الإصلاح من الحرب على اليمن، في الوقت الذي فشل مخططه في القضاء والتخلص من “صالح” الذي يعتبره الخطر الحقيقي، وكذلك “أنصار الله” وبقية الأطراف بمن فيها “أولاد الأحمر” و”محسن” والذين يعتبرهم عبء عليه ولا يمكن أن يتقبلهم الشعب.

إيقاف الحرب على اليمن، هو ما لا يريده الإصلاح، فما كان يخطط له حزب الإصلاح هو التخلص من الجميع، ليبقى صاحب الخيار الوحيد المنظم للشعب أمام المجتمع الدولي، لكن هذا لم يتحقق بعد، ومخططه يبدو سيذهب في مهب رياح المتغيرات الدولية والإقليمية والتي نقرأها في المواقف الروسية الأخيرة، وما تخطط له في اجتماع الثلاثاء القادم، لمجلس الأمن، بخصوص اليمن، والتي تسعى لجعلها ورقة ضغط على الخليج، والذي قد يرضخ للابتزاز الروسي، ويسارع في تقريب الحل السياسي، خاصة في ظل التصريحات الإعلامية لوزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” الذي تحدث عن وجوب إعلان إيقاف الحرب في اليمن خلال الأسابيع المقبلة.

ولهذا فإن شعور حزب الإصلاح بفشل مخططاته في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، وما تمثله من خطورة عليه، نلاحظ أنه بدأ في كشف أوراقه ودخل بقيادته التي لم نكن نسمع عنها شيئا خلال الأشهر السابقة، حيث رمى بكل ثقله في “الجوف” و”نهم” و”البيضاء” و”الضالع” و”تعز”، خاصة مع تزايد شعورهم بأن هذه هي المعارك الأخيرة، تحت المظلة والغطاء الخليجي والأممي، الأمر الذي يوحي كما لو أن الإصلاح لم يكتف بما لحق باليمن من دمار خلال أشهر الحرب العشرة، ويريد تدمير أكثر لما تبقى من بشر وحجر.

ربما أن الجميع يدركون جيدا أن لا وجود لـ”إيران” في اليمن، ولكن حزب الإصلاح أكثر الأطراف معرفة بهذه الحقيقة، والتي ربما هو أكثر من استغل الترويج لمثل هكذا كذبة، ساعدت وسهلت من مهمة الإيرانيين في ممارسة الابتزاز على دول الخليج والعالم بوهم تواجدها في اليمن، وربما أن الحقيقة المسكوت عنها هو أنه ومنذ ثمانينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا وجميع الحروب التي شهدتها اليمن وسالت فيها دماء الآلاف، كان حزب الإصلاح طرفا رئيسيا فيها، ولكن ما يجب أن يدركه الإصلاح، هو أن حرب الوكالة في اليمن اليوم، لن تكون عواقبها كحرب الجنوب، أو صعدة، أو التحالف الخليجي، فجميع تلك الحروب كان الإصلاح في صف الحليف الأقوى سياسيا وعسكريا واقتصاديا، أما الآن فالقادم يشير إلى أن هناك قوتين من العيار الثقيل تستعد لخوض معركة ظاهرها مذهبية وباطنها اقتصادية، ولهذا ليس في كل مرة تسلم الجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى