استطلاعاتعناوين مميزة

الوساطة طريقك الوحيد للحصول على وظيفة في بلدنا

صورة الاستطلاع 2يؤمن أغلب اليمنيين اليوم بأن “الواسطة” والمحسوبية والمنسوبية والرشوة، تتحكم في فرص التوظيف والتعيين في دوائر الدولة، وتسبق الكفاءة والتخصص والنزاهة، ويخشون من أن تعيينات أقارب المسؤولين اليمنيين في دوائر الدولة باتت تشكل ظاهرة راسخة.

ولطالما كرر المسؤولون والسياسيون والنواب مخاوفَهم من خطر تفشي الفساد وتغلغلِه في مفاصل الدولة، لكن الواقعَ يكشفُ أن اغلبَهم ضالعون في ترسيخ الفساد من خلال توظيف ذوي الأرحام في مناصب ومواقع قد لا يكونون أهلا لها.

الهوية ولأهمية هذا الموضوع تنزل إلى الشارع اليمني وتجمع آراء المواطنين حول ذلك .

 

 

 

الوساطة متفشية في مجتمعنا

إحسان عبد الله يقول ليس من السهل في هذا الزمان ، أن يحصل خريج الجامعة أو العاطل عن العمل ، على فرصة عمل ، سواء كان في القطاع العام ، أو في القطاع الخاص . لكن السائد عندنا الآن أن الوساطة أصبحت متفشية في مجتمعنا ، و إن لها دوراً كبيراً عند تعيين البعض في أجهزة الدولة ، ضاربين عرض الحائط بتعليمات وقوانين نظام الخدمة المدنية الذي وضعته الدولة ، ليبسط العدل عند التوظيف .

ويضيف إحسان إن تجاهل الخدمة المدنية لمعادلة التعيين في أجهزة الدولة في بعض الحالات غير مقبولة. وهو تعدِّ صارخ على حقوق الآخرين في التعيين للوظائف العامة . ويحرم الخدمة المدنية من أن تؤدي دورها كاملاً ، والذي من المفترض أن تؤديه في التعيين ، ناهيك عن تغييب العدالة بين المواطنين في عمليات التعيين .

 

نتمنى تعيينات عادلة

ويقول فيصل مهيوب نحن نتمنى أن تكون التعيينات عادلة و كل شخص يأخذ حقه حتى لا تضيع الحقوق عند أصحاب الوساطات المتنفذة وإذا ما اخذ الحق مجراه يعم العدل ويذهب الظلم .

ويضيف فيصل نعم.. كثير من الوظائف تذهب إلى غير مستحقيها في هذا الوطن و كثير من الوظائف تمر من تحت الطاولة بينما هناك من ينتظر الوظيفة من سنين طويلة و البعض يحصل على الوظيفة مبكرا دون أي عناء أو انتظار .

ويقول فيصل من هنا أقول لأصحاب القرار وأصحاب المسؤوليات..الناس على أعصابها بدها توظف أولادها وبناتها ومن واجب الدولة أن توفر لكل الخريجين وظائف أو تؤمن للعاطلين العمل من أصحاب الشهادات ليكون لهم راتب يقتاتون منه حتى يأتي الفرج .

 

الوساطة ملجئي

نزار محي (موظف) يقول : بحثت عن وظيفة لأكثر من ثلاث سنوات لكني لم أجد, فلجأت للواسطة التي ساعدتني على الحصول على وظيفة بأسرع وقت والتعيين في مدينتي وقريب من منزلنا.

وأضاف: الكثير من الأمور اليوم لا تسير بسهولة أو بالأحرى بحاجة إلى واسطة رغم أن الكثير من أفراد المجتمع ضاق ذرعا بها وخاصة في مجال التوظيف.

و طالب نزار وضع حد للواسطة التي أعطت الأولوية لمن لا أولوية له وسلبت الحق من أصحابه.

 

توظف بيوم وليلة

عبير يحيى (معلمة) قالت: 4 سنوات وأنا أتقدم للخدمة ولا حياة لمن تنادي, لكن عندما (شغّلت) الواسطة تم تعييني بين يوم وليلة مشيرة إلى أنها تكره الواسطة لكن الحال السائد أرغمها على ذلك.

واقترحت تبني فكرة اعتماد عمليات التوظيف برمتها آليا عن طريق الانترنت بعيدا عن تدخل الموظفين أو غيرهم لضمان سير إجراءات التوظيف بطريقة نزيهة.

 

توظيف الأقارب

عصام محمد يقول بعض المسئولين في بعض المؤسسات تحتفظ بعدد من الوظائف الشاغرة لمنحها للمقربين لهم عندما يكملون سنهم القانوني وقد حدث ذلك أمامي بحكم طبيعة عملي في شئون الموظفين.

وطالب عصام بتكليف لجان خاصة تعمل على حصر عدد الوظائف الشاغرة في جميع المؤسسات للحد من تجاوزات بعض المسئولين في بعض المؤسسات.

 

لا اعتقد ذلك

ريم علي تقول يجب أن يعلم الجميع أن الواسطة والمحسوبية إذا كانت أصلا من أصول التوظيف في شركة ما  بدون النظر للمهارات فإن ذلك طريق للفشل وهو ما جعل هذا النظام منتشرا في القطاع العام بشكل كبير وفي بعض شركات القطاع الخاص الفاشلة لكن الشركات التي تبحث عن النجاح تقوم بوضع معايير خاصة لعمليات الاختيار والتعيين .

 

خطة التوظيف غير واضحة

 

وأكد سليم عبد الحكيم  أن خطة التوظيف غير واضحة؛ لأن أكثر الناس الذين يتخرجون ينتظرون عاماً أو أكثر حتى يحصلوا على وظيفة وبالذات في تخصصات معينة كتخصص السياسة التي لن يحصل المتخرج منها على وظيفة إذا كانت أماكن التوظيف محدودة، ولكن هناك أماكن معينة مثل الصحة تقبل خريجي الطب فوراً، مضيفا أن «القطاع الخاص يبحث عن متخصصين أهم من العلوم السياسية كالعلاقات العامة أو الإعلام أو الإدارة، ولكن العلوم السياسية بشكل عام قطاعاتها محدودة».

وعن الوظيفة وفق التخصص المساند فقال إنها لا تلبي الطموح، والحكومة لا تعرف كيف تصلح نفسها فكيف تصلح الشعب ووظائف الشعب وتبحث عن راحة الشعب وهناك نسبة بطالة كبيرة في اليمن »، مؤكدا أن «مشكلة التوظيف ظاهرة عامة ، ففي كل عام يتخرج ما يقارب 5 آلاف طالب وطالبة والذين يوظفون خلال 3 أشهر بعد التخريج ألف طالب وأكثرهم من أصحاب التخصصات العلمية وهذا يجعل البعض يلجأ إلى الواسطة».

وأردف قائلاً «وكوني طالب سياسة أتمنى أن أتوظف في مجالي، ولكن هناك مشكلة، فبعض الطلبة يحصلون على المعدلات الأدنى للبعثات ومع ذلك يُقبلون بينما البعض الآخر يحصلون على معدلات مرتفعة جداً ولا يُقبلون بسبب الواسطة».

 

الوساطة موجودة في كل مكان

وبدوره، قال شادي وليد إن «ليس هناك تنسيق بين الجامعة والحكومة بشكل عام بقبول عدد معين وتوفير فرص عمل للخريجين، فالجامعة سنوياً تقبل عددا معينا ولكن هل هذا العدد المقبول يستوعبه سوق العمل؟ وإن كان هناك عتب فالعتب مشترك بين الجامعة والحكومة فلابد من التنسيق بينهما، ولابد كذلك من عمليات التنظيم في التوظيف، فسياسة التوظيف لا تؤمّن مستقبل الطلبة الجامعيين».

وعن الوساطات، قال «إنها موجودة في كل مكان في اليمن والحكومة هي من ترسخها لأغراض سياسية معينة، وأصر على أن هناك تخبطا تاما في قبول الخريجين حيث يُقبل البعض في مجالات أخرى لا تتعلق بدراستهم، وحالياً الواسطة أصبحت للمستحق وغير المستحق ويفترض على الحكومة أن تلغي الوساطات وتعتمد على اختيار الأكفأ، ولابد من توعية الطلبة بقضية الواسطة عبر دورات تثقيفية مكثفة في الجامعة»

 

نرفض الوساطة

من جانب آخر، رفض  مسئولون ما يقال عن الوساطات وقالوا:”إن كانت الواسطة بمعنى أن نأتي بشخص غير كفء على حساب الكفء، فهذا نرفضه، وبعيد عن سياستنا، أما إن كانت”الواسطة”في الخير، بمعنى أن نوظف شاباً يمتلك الخبرة، وندرب من لا يمتلكها، فنحن نقوم بالتوسط للمجتمع بأكمله، ، والمهم أن لا نظلم أحداً على حساب أحد”. وأضاف”مسألة المقابلات تجرى بسلاسة من جانب الشركات، ونحن لا نتدخل في توظيف فلان على حساب فلان، ولا نعتقد أن الشركات تمارس ذلك”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى