استطلاعاتعناوين مميزة

“أحقر الناس” لا بواكي لهم وشهداء الوطن.. أعراس وزغاريد

 

20150827093650الهوية – صنعاء.

تصاب بالدهشة وأنت ترى أمهات شهداء اللجان الشعبية والجيش يستقبلن جثامين أبنائهن الشهداء بالزغاريد والفل والورود، وترديد الزغاريد، وترى آباءً للشهداء يقسمون بالله إنهم سيستمرون في إرسال بقية أبنائهم إلى الجبهات للذود عن الوطن وتحقيق الانتصار، أو نيل نعمة الشهادة.

يختلط عليك الأمر إن كنت لا تدري هل ما تشاهده تشييعا أم زفة عريس، نعم إنها زفة عريس إلى جنة الخلد، في المقابل – ورغم الماكنة الإعلامية الهائلة – فلا يكاد المرء يتحصل على مشهد واحد لتشييع أحد القتلى اليمنيين من المرتزقة والعملاء.

تجاهل واضح لا يطال المغمورين منهم وحسب، بل والقيادات العسكرية الذين يُقتلون في الجبهات ثم لا نسمع شيئاً عن تشييعهم أو الصلاة عليهم.

الشهداء قدموا أرواحهم فداء للوطن دون مقابل فنالوا تكريم الشعب وتقديره، فيما قدم العملاء أرواحهم من أجل مال الارتزاق فحصدوا تجاهل قادتهم واحتقارهم ومن قبلهم ازدراء الشعب.

مفارقة يجب أن يقرأ سطورها كلّ السائرين على درب العمالة والارتزاق، لعلّها تكون درسًا لهم ربما يكون موازيًا للدرس الذي استحقّوه ولم يحصلوا عليه وهم على قيد الحياة، فحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير لها قبل أيام، فإن مرتزقة العدوان السعودي الامريكي “يتسولون” في الرياض ويشحتون في الخليج للعلاج وقادتهم يقيمون في فندق “موفنبيك” في الرياض.

هكذا يبدو، وبطريقة مهينة بدأت دول العدوان تتخلى حتى عن كبار العملاء والمرتزقة الذين لا يشعرون بالخيانة لغياب معنى الوطن لديهم، حيث ينظر إليهم قادة العدوان بنظرة “نازية” أو كما قال عنهم هتلر: “أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم”.

فعلا “أحقر الناس” هم من هم على تيك الشاكلة، من لا يعرفون معنى القيم ولا تحكم حياتهم أية مبادئ.. الغاية عندهم تبرر الوسيلة.. الخيانة في دمائهم.. يخونون أوطانهم وشعوبهم كما يتنفسون.. وخيانة الوطن أعظم وأكبر مما تحتمله أية نفس، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن؛ فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر، أياً كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع لك لتبيع وطنك وتغدو في عرفه خائن.

حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن و يزدريه، لأن خيانة الوطن تعني عدم المروءة  بالضرورة، والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عرضه وشرفه، كما يمكنه أن يبيع وطنه، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان، ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه، ببساطة.

بالمقابل، هناك رجال شرفاء يعيشون حياتهم مدافعين عن القيم والمبادئ التي يؤمنون بها.. ويبذلون الغالي والرخيص من أجل خدمة أوطانهم وكرامة شعبهم الذي ينتمون إليه، وهؤلاء الشرفاء تخلد ذكراهم بعد مماتهم ويورثون أبناءهم الشرف والأمانة والذكرى الطيبة.. أما الخونة فيموتون ولا يذكرهم أحد، ويورثون أبناءهم الخزي والذل والعار لا يدخلون قبورهم في سكينة واطمئنان تطاردهم اللعنات والشائعات وتتعدد حولهم الروايات كما كانوا في الدنيا.

 

هوان التبعية ومهانة الوصاية الخارجية

ولماذا يتم الاعلان عن تشييع شهداء اللجان الشعبية والجيش على وقع الزغاريد والأناشيد ولا نسمع شيئا عن تشييع القتلى من عملاء ومرتزقة العدوان الذين يتم التستر على دفنهم، وفي حديثه لـ”الهوية” يقول الكاتب الصحفي “ابراهيم يحيى الحكيم”:  “شهداء الجيش واللجان الشعبية أبطال يقاتلون على حق مشروع وقضية عادلة، يدفعون عدوانا غاشما ويردعون طغيانا متجبرا على بلادهم وشعبهم، يذودون عن سيادة وطن ويجاهدون لاستقلال قراره وتحرير إرادته وإدارته الوطنيتين من هوان التبعية ومهانة الوصاية الخارجية .. يخوضون معركة وجود يكون فيها اليمن حرا مستقلا أو لا يكون .. يلبون أمرا إلهيا بقتال المعتدين ورد عدوانهم.. لذلك يذهبون للقتال بكل إيمان ويقين بأن الحق لهم وأن الله معهم وناصرهم ويقاتلون بوجوههم من دون لثام لأنهم لا يقترفون فعلا شائنا ولا يقترفون جرما .. وحين يفتدون اليمن بدمائهم وأرواحهم ويختار الله منهم إلى جواره، يكون استشهادهم باعث فرح وفخر لهم وذويهم وابنائهم من بعدهم.

وزاد الحكيم بالقول: “على العكس من ذلك، من يقاتلون مع العدوان الغاشم وحصاره الظالم على بلادهم وشعبهم .. يقايضون شرف الانتماء لليمن والولاء لسيادته ومصالحه ورفعته، بخزي العمالة وعار الخيانة ومال الارتزاق لأعداء الوطن، ولأنهم يدركون يقينا أنهم يصطفون مع الباطل ويقفون في الصف الخطأ ويعلمون سلفا أنهم يأتون فعلا معيبا وجرما مذموما يصمهم بالخزي وعار العمالة والخيانة، لذلك يقاتلون وهم ملثمون ويفرون حين المواجهة ويلجؤون للغدر والاغتيال، فإذا ما لقوا مصرعهم لا شرف ينالونه ولا قيمة لهم عند من دفع قيمتهم سلفا وقبضوه مقدما.. وبئس الحال والمآل هي”!.

 

العملاء والمرتزقة كحال فقير اليهود

رئيس الجبهة الإعلامية المستقلة لمواجهة العدوان، “احمد المكش” في حديثه لـ”الهوية” قال: “ثمة فرق بين من يقاتل ويقتل في سبيل وطن وقضية آمن بها، وآخر بليد خائن يقاتل في سبيل ريال سعودي أفسد كل شيء.. وشتان الفرق بينهما.. شهداء الوطن اليوم من جيش ولجان شعبية يشيعون بأبهى حلة، فقط لأنهم يدافعون عن وطن تحت القصف يفاخر بهم التاريخ والمجتمع وذويهم وأهاليهم.. مكرمون في الأرض شهداء عند الرب.. أما العملاء المرتزقة، فهم أشبه بحال فقير اليهود.. لا خمر في الدنيا ولا جنة في الآخرة.. فبأي وجه سيلقون الرب أولا وأي حجة سيتشدقون بها يوم القيامة.. حتى أهاليهم في حالة إحراج.. خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة.. هذه هي خلاصة المعادلة المنصفة.. والمجد للشهداء ولا نامت أعين العملاء”.

و في حديثه لـ”الهوية” يرى الاعلامي “ايوب ادريس”، أن شهداء اللجان والجيش شهداء حقيقيون يدافعون عن بلدهم الدفاع المقدس، وجهادهم مشروع وواجب، بخلاف المرتزقة الذين يتعاونون مع الغزاة وقوى الاحتلال لاحتلال البلد وقتل شعبهم، فهم في موضع الذل والهوان والخزي والعار والمقت، اما شهداء الجيش واللجان فلهم الفخر ان يستشهدوا دفاعا عن حياض الدين والوطن وعن العزة والكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى