مساحات رأي

هل يكون “أنصار الله” جسر عبور لـ”هاشمي صالح ومحسن وهادي”

download (49)بقلم/ محمد علي العماد

فعلا صدق المثل الشعبي القائل بأن “الحبة توقز من الداخل”، وهو ما ينطبق حاليا على ما تمر به حركة أنصار الله.

عموما .. أنصار الشهيد حسين الحوثي في 2004م أفراد وأسر، كانوا يعيشون تحت نظام يقوم على التركيز السلالي الهاشمي والزيدي الإيديولوجي في التحريض عليهم كسلاليين ومذهبيين خلال الخمسين سنة ماضية دون أن يرأف بهم، بل عمل على طردهم من ديوان ثورة 26سبتمبر التي كان من أهدافها تطبيق النظام والقانون تحت سقف المساواة.

وربما هذا ما جعل فئة من المجتمع اليمني تشعر بأنها تعيش مظلومية، مدركة بأن لا خير في نظام لم يرأف بها أو يسمح لها بالاندماج والتعايش مع سائر أبناء الشعب.

فقط ما فعله النظام تجاهها هو أنه عندما أراد النظام أن يستخدم تلك الفئة في مرحلة ما، عمل على فتح مجال لهم تحت مسميات عدة منها “الشباب المؤمن” أو “حزب الحق” أو “اتحاد القوى”، فكانت في حسبانه تنظيمات لآجل مسمى ومن أجل مرحلة ما كضرب خصومهم أو ابتزاز الجيران، مثلا، وفي حال انتهاء حاجة النظام لهذه التنظيمات يقوم بضربها فيما بينها والتخلص منها.

كما عمل النظام على اصطناع شخصيات سياسية واجتماعية مقربة من تلك الفئة وحرص على ترميزها وفرضها بعد أن تأكد بأن ولاء تلك الشخصيات له، فهو من يتحكم بها كيفما يشاء وبما يخدم مصالح نظامه، ومن خلال كبار تلك الأسر وفي مقدمتها تم التركيز مثلا، على بعض أفراد بيت المتوكل والشامي وزبارة والكحلاني والمحطوري وعقبات والذاري والعماد والديلمي والجنيد وعباد والعابد والعبالي،،،،،، وترميز شخصيات منها ضمن نظامهم القائم على تحجيم الأسر الأخرى سلاليين أو إيديولوجيين.

بعد ظهور حركة أنصار الشهيد حسين بدر الدين الحوثي وإسقاط نظام من كان يقوم بالتنكيل بهم طيلة الخمسين سنة الماضية وخروج حركة أنصار الله بعد 2011م إلى قيادة حقيقية منبثقة من مسيرة الشهيد حسين بدر الدين، وبقيادة هي نتاج لتضحيات عشرات السنين وعلى رأسها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، واستمرت مسيرة هذه القيادة إلى تحقيق تلك الأهداف وطرح صورة نمطية لدى عامة الشعب بأن كل ما تم من تشويه لتلك الفئة لدى الشعب كان مجرد افتراء وكذب.

وربما أنه بعد تصحيح تلك الصورة المشوهة، كان الكثيرون علقوا آمالهم بأن أنصار الله سيحققون ما لم يتم تحقيقه في زمن الحمدي.

وهو ما ساعد أنصار الله على الاستمرار في مسيرتهم وفرض احترامهم أمام الشعب والإقليم، خاصة بعد أن اثبت مؤتمر الحوار بأنهم أصحاب مشروع دولة مدنية حقيقية.

وربما هذا ما جعل بعض المكونات السياسية تشعر بالخطر فبدأت بالتآمر عليهم وتصفيتهم وكذلك بعض المخلصين لهم والمقربين منهم، وهو ما تسبب في استشعار أنصار الله للخطر المحدق بهم فسارعوا للوقوف من أجل الدفاع عن أنفسهم وحركتهم، واتقاء شر ما يصنعه لهم الخصوم، حتى وصل الأمر إلى تمدد الحركة إلى الجنوب وهنا بدأ التشويه من وسط الحركة، وكانت البداية ليست بسبب أخطاء مؤسسيها ورموزها، وإنما بظهور أولئك الأفراد من الأسر التي كانت أداة في منظومة النظام السابق، وذلك بسبب أن حركة أنصار الله لم يكن لديهم أشخاص وسط أجهزة الدولة بشكل رسمي، الأمر الذي ساعد تلك الأسر للعبث بأجهزة الدولة وباسم أنصار الله، وهي تلك الشخصيات التي كانت في الصفوف الأولى في مساجد ودواوين أولاد الأحمر في الوقت الذي كانت صعدة تضرب وبأجهزة الدولة.

كما أن من كان يقوم بتشويه سياسة الحركة هي تلك الشخصيات أيضا وهي المنظرة في مقايل النظام السابق والمنظمة لكل مراسيمه، واليوم يقومون باللعب بأجهزة الدولة حسب كفاءتهم وأسرهم التي رسمت لدى الجميع بان هناك شرطا سلاليا لتعيينك وسط أجهزة الدولة مما جعل تلك الأخطاء بالكامل تنعكس على حركة أنصار الله، في حين أن من قاد وضحى من تلك الحركة 3% تم إغراؤهم والبقية هم اليوم في جبهات القتال أو في لحود القبور.

يجب أن يدرك الجميع، ويتدبرون بأن معظم أولئك الأفراد و الأسر وغيرهم من المتملقين لـ”صالح ومحسن وهادي”، هم اليوم من يعبث ويشوه قيم وأهداف أنصار الله وذلك بقيامهم بتحويل مؤسسات الدولة إلى أداة لإقصاء واستضعاف من كانوا يتمنون في السابق التقرب منهم ويتوددونهم والذين كان الفضل لهم بوجودهم ضمن أجهزة منظومتهم التي رحلت.

وبهذا أفعال مشينة يكونون قد اسقطوا وشوهوا أنصار الله على حساب مصالحهم الضيقة وعقدة النقص من تاريخهم ومن كان قبلهم.

” أولئك جزء من الأسباب وليست الأسباب كلها “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى