استطلاعاتعناوين مميزة

طلاب المدارس .. معاناة كبيرة جراء البرد

صورةالاستطلاع 2

عندما قيل أنّ المدرسة هي البيت الثاني للطالب، فهي مقولة صحيحة لأن الطالب يقضي نصف وقته فيها، ولكن من قالها لم يعلم اليوم أن هذا البيت لم تعد تتوافر فيه الشروط المناسبة للإقامة، وحتى لا نطيل في الظن والتخمين، فإننا نتحدث ببساطة عن عدم توفر التدفئة في  المدارس والأمر بالتأكيد ببالغ الأهمية في  فصل الشتاء والبرد، ولاسيما في العاصمة صنعاء حيث المناخ القاسي ودرجات الحرارة المنخفضة كون المنطقة جبلية.

حول هذا الموضوع وفقدان التدفئة في المدارس و كيف يتعامل الطلاب مع برد الصباح خلال توجهم إلى مدارسهم وتواجدهم فيها، الهوية تجمع آراء الطلاب و المدرسين حول ذلك  في سياق الاستطلاع التالي :

 

رفض الذهاب إلى المدرسة

تواجه ( أم عمار ) كل صباح مشكلة مع ابنها، لرفضه الذهاب إلى مدرسته، لاسيما في فصل الشتاء، كونه يضطر لارتداء طبقات عديدة من الملابس الثقيلة لتقيه برودة غرفته الصفية، ما يعيق حركته، ويحد منها.

كما يقول عصام فؤاد والد لطفلين, إن وضع المدارس هذا العام سيء للغاية من حيث التدفئة, أطفالنا يعانون من البرد… وهذا يؤثر على التلاميذ ودوامهم, حيث إنني لا أقوم بإرسال أبنائي مع المنخفضات الجوية..

و تقول فاطمة حسن , احد أطفالي في الصف الأول الابتدائي ولا أقوم بإرساله إلى المدرسة أيام البرد, بسبب عدم توفر وسائل تدفئة  في المدرسة وقامت  بإلباسه ملابس ثقيلة  لمعالجة هذا الموضوع… كي لا يتأثر بالبرد.

 

معاناة الأطفال في البرد

بدوره “أبو عادل” يتحدث عن معاناة الأطفال في المدارس: “عندما أذهب لتوصيل طفلتيّ إلى المدرسة، أمسك كل واحدة منهن بيد، وأفرك على يديها لعل الدم يسري فيهما ويشعران بقليل من الدفء. أتحدث إليهما ولكنهما لا تجيبان طوال الطريق! في إحدى الصباحات لم أكمل طريقي ورجعت معهن إلى البيت. لقد دخلت إلى المدرسة في إحدى المرات لكي أرى كيف الوضع فيها، شعرت أنني أدخل إلى ثلاجة! تكلمت مع المدير، فأخبرني بأن هذه هي الحال، ولا حول ولا قوة! حفلة تعذيب جماعية بحق هؤلاء الأطفال تحصل في المدارس الآن”.

 

  مخصصات التدفئة للمدارس غير موجودة

يقول الأستاذ محمد نبيل مدرس ابتدائي مخصصات التدفئة للمدارس غير موجودة، منظر الأطفال يدعو إلى البكاء حقاً! عندما تدخل إلى الصف ترى الطلاب وكأنهم قطعة جليد واحدة، جامدين في مكانهم، لا يستطيعون الحركة من البرد الذي ينهش أجسادهم وتفكيرهم، ينظرون إليك وعيونهم كلها رجاء وتساؤل: هل فعلاً لا يوجد حل لهذا الجنون الذي نعيش به؟! العديد من الطلاب تغيّب عن المدرسة نتيجة موجة البرد الأخيرة، الدروس تعطلت تق

لا طابور في البرد

ويقول الأستاذ ماهر وليد  : إن تمسك العديد من مديري ومديرات المدارس بالطابور العقيم في مثل هذه الأجواء الباردة شيء غير مقبول، وإذا كانوا يقيسون ذلك من خلال قدرتهم على تحمل البرد مقارنة بالأطفال الذين نراهم يرتعشون كل صباح؛ فإن هذا القياس مجحف بحق هؤلاء الصغار.

ويضيف : يؤلمنا عدم تفاعل إدارات التعليم ومكاتب الإشراف مع الأجواء الباردة، وذلك بإصلاح الزجاج المكسور، وتجهيز التدفئة المناسبة، ، لو كانت نافذة مكتب مدير التعليم مكسورة لما جلس في مكتبه إلا بعد إعلان حالة استنفار لإصلاحها، أما أبناؤنا فعلى مهل وإذا لم يعدل شيء هذه السنة، فالسنة القادمة في قائمة الانتظار.

 

لا نجبر الطلاب على الدوام


من جهته يقول الأستاذ عبد الله  محمد ” لا نستطيع إجبار الطلاب على الحضور في هذه الأيام لأن المدرسة تفتقر إلى أبسط المقومات ، لا نوافذ ، أبواب غير صالحة ، كراسي محطمة في ظل كثافة طلابية كبيرة ، ما يسبب أمراض كثيرة للطلاب الذين يفضلون العزوف عن الدراسة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .

مشاكل مدرسية

يشكو الأستاذ سالم قاسم أيضا من انعدام الكراسي بشكل شبه كلي عن

المدرسة التي يدرس فيها  والذي قوامها ألف وثلاثمائة طالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، ما يفاقم الوضع ويزيد الطين بله .

وتقول الأستاذة زهراء علي أن هناك عدة مشاكل تواجه طالبات مدارستها في فصل الشتاء ، حيث تقول أن هناك مشاكل صحية تؤثر على الطالبات من ضمنها التهاب الكلى والسعال والتهاب الرئتين والزكام وغيرها من الأمراض التي تصاب بها الطالبات ، كما أن انعدام دورات المياه في المدارس عامة وفي مدارس البنات خاصة مشكلة كبرى تواجه الفتيات ، ما يجعل بعض الطالبات تغيب عن الدارسة ومشاكل دورات المياه في مدارس صنعاء حكاية أخرى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى