مساحات رأي

لماذا هذا التطبيع والتنازلات العربية للعدو الإسرائيلي الحلقة (2)

إن المآسي التي وقعت في الأمة العربية والإسلامية من قِبل العدو الاسرائيلي وبالأخص على شعب فلسطين هي الأكثر دموية والأكثر نضالاً في المنطقة، وشعب فلسطين العزيز على قلوبنا وقلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية والموجود على أرضها القدس الشريف الذي له قدسية في قلوبنا وقلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية وهو ثالث الأماكن المقدسة في الإسلام.
لقد ذاق الشعب الفلسطيني كل ألوان المهانة والعذاب بجميع أشكاله وألوانه تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي الذي سلمه البريطانيون تلك الأرض المقدسة، ولكن أبناء الشعب الفلسطيني يناضلون ويقدّمون كل التضحيات من الأربعينات وحتى يومنا هذا بكل الوسائل فهذا حق من حقوقهم وعلى الأمة الإسلامية ضعف هذا الحق في المناصرة لذلك الشعب الأبي الذي تريد جميع المجتمعات الغربية والشرقية أن تمحوا هويته وقدسيته العربية الإسلامية ولكن صمود الشعب الفلسطيني القوي بإيمانه أبى أن يكون شبيهاً بالأندلس فدافع عن وطنه وعقيدته رغم الاحتلال وقذائف الأباتشي ومختلف الأسلحة التي تنهال على رؤوسهم والقنوات الإعلامية سواء المقروءة أو المسموعة تنشر جرائم الاحتلال وفضائحه ليل نهار ولكن المجتمع الدولي وبالذات الإسلامي لم يعملوا لذلك حساباً وكأن أبناء ذلك الشعب العظيم في دينه وعقيدته ونضاله وكرامته ليس له أي قيمة. وحدث ما لم تكن أمريكا وأوروبا والمجتمع الشرقي تعمل حسابه حيث انتخب من يريده ونعتبر ذلك في نظرنا ثورة حدثت في المنطقة ونطلق على ذلك ثورة الصندوق عندما اختار من يمثله أجل أن تحكمه ولعل الله أن يكون النصر لهم في ذلك ولكن أمريكا وأوروبا قطعت المساعدات عن السلطة الفلسطينية وغرضهم تركيع الشعب الفلسطيني لما يريدون ويسعون إليه، وقد اعترفت الدول الغربية والشرقية أن ذلك الحدث حقيقي لا غش فيه ولكن البنت المدللة إسرائيل سوف تنهزم في المنطقة فقام الغرب والشرق بمحاربة ذلك الحدث مادياً وكأن الحياة والممات لهذا الشعب بأيديهم غير أن الحياة والممات بيد الله جل شأنه ومهما قاموا بالتودد لنا تودداً في ظاهرة الحب الحميم والرحمة ولكن في باطنه العذاب والكراهية والعداء لنا أبناء الأمة العربية والإسلامية، وعلى الأمة أن تعي ذلك الحقد والعداء فهو ليس وليد اليوم ولا وليد الأمس ولكنه عداء منذ بزوغ الإسلام في عهد محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد حذرنا الله جل شأنه بقوله (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)) ولن يمحوا ذلك العداء إلا أن نكون كما وصفنا الله سبحانه وتعالى في الآية ساذجين ولا عقيدة لنا ولا دين فهم سيرضون عنا عندما نصبح كالحيوانات لا نفرق في شيء مثلهم قال تعالى (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39))

بقلم/ الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى