مساحات رأي

سلام صنعاء والرياض

حسين العزي*
ينتهج خصومنا، خطابا تضليليا مكشوفا، في تصوير جبهة مأرب، وكأنها جبهة جديدة، أو مفتعلة، ويأتي هذا الطرح المضلل، كمحاولة بائسة، لتقديمنا وكأننا من يرغب في إطالة الحرب، ونحن هنا نؤكد بأن كل ما يقوله خصومنا في هذا السياق، إنما هو محض تضليل، الغرض منه إخفاء حقيقتهم كتجار حروب والتشويش على جهود السلام، وإحباط أي توجهات حقيقية لإنهاء العدوان على بلادنا، فمأرب جبهة مشتعلة منذ فترة طويلة، وبالإمكان العودة الى نشرات الاخبار الرسمية لتحالف العدوان، والتي كانت على مدى الفترات الماضية تغطي غاراتهم وزحوفاتهم واعتداءاتهم علينا في هذه الجبهة، ويتباهون بها في مختلف وسائلهم الإعلامية.
ومنذ ظهور المؤشرات والتوجهات الدولية الداعمة للسلام، أشعل خصومنا فتيل التصعيد، مستغلين ما كنا قد أظهرناه من مستويات عالية في ضبط النفس، وبدؤوا مع الأسف يضاعفون اعتداءاتهم بشكل ممنهج، وعلى نحو مستفز، سواء من خلال التصعيد العسكري، أو من خلال مواصلة حجز السفن، ومضاعفة معاناة الشعب.
كما ضاعفت ميليشيات المرتزقة من اعتداءاتها على المواطنين، ومن ذلك إقدامهم على اختطاف النساء، في فعل مستفز وخادش لقيم وضمير الشعب اليمني بكل قبائله الأبية ومكوناته الوطنية.
وبالتالي من الخطأ قراءة ما يجري من تطورات في سياق تشخيص موقفنا من السلام، لأننا دائما مع السلام وهو موقف فوق كل تضليلاتهم المكشوفة.
إن عراقيل المرتزقة، وأكاذيبهم، تزداد عند كل بارقة أمل في وقف الحرب، وهنا مكمن المعاناة والتعقيد في عملية السلام، ولا استبعد أن قيادة التحالف هي الأخرى تعاني منهم فهم لا شك تجار حروب، ولا يرون مصلحتهم في السلام، ولذلك يجب أن يدانوا من الجميع، ويتوقف أي دعم لهم على الفور.
وذلك من خلال اتخاذ قرارات شجاعة، من أصحاب القرار في الجانبين (صنعاء والرياض )، بالوقف الفوري للحصار والغارات الجوية والصاروخية، ليبدأ على إثرها قطار المفاوضات والجهود الخيرة بالتحرك الفعلي والجاد والناجح نحو السلام الشامل والمستدام إن شاء الله (وأما بدون ذلك فمضغ هواء وكتابة على ماء).

*نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى