تقارير

تحذيرات دولية من خطورة استمرار التواجد العسكري السعودي في محافظة المهرة اليمنية

الهوية / تقرير
حذرت جهات دولية من خطورة استمرار التواجد العسكري السعودي في محافظة المهرة اليمنية أقصى شرق البلاد.
حيث قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن التوترات الناتجة في محافظة المهرة لم تحظ باهتمام الدولي المطلوب ما يمكن أن يكون لها عواقب واسعة النطاق ومدمرة بالنسبة للمنطقة إذا استمر التواجد العسكري السعودي هناك.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الثلاثاء أن محافظة المهرة اليمنية آخر مكان مستقر في اليمن يشهد حربا أخرى بالوكالة، بين دول الخليج التي تطمح في جعلها ساحة نفوذ، دون أن تحظى تلك الحرب باهتمام دولي .
وأشارت إلى أن قبائل المهرة التي تتحدث بلغتها الفريدة احتفظت بشعور قوي بالاستقلال، وبخلاف استضافة العائلات النازحة، ابتعدت إلى حد كبير عن حرب على اليمن التي اندلعت في عام 2015م
وتابعت الاندبندنت بالقول لكن منذ أواخر عام 2017، وجدت المنطقة المنسيّة في كثير من الأحيان نفسها متورطة في أحدث حرب بالوكالة في اليمن بين دول الخليج .
وأشارت إلى أن السعودية بدأت في نقل ما يصل إلى 1500 جندي إلى المنطقة فيما ترى مسقط أن الاستيلاء على جارتها المهرة يشكل تهديداً محلياً لها بحسب باثنين يمنيين فالعديد من العمانيين هم من المهرة، في حين تمتد الأراضي القبلية عبر الحدود مع اليمن.
وقال الباحث اليمني بمركز صنعاء للدراسات فارع المسلمي إن هناك حرب قوى إقليمية تتخمر وأن المهرة ستكون خط المواجهة الجديد بالوكالة بعد أن كانت المهرة تعتبر معزولة وآخر مكان مستقر في اليمن.
وفقًا لفارع المسلمي والمحادثات التي أجرتها الإندبندنت مع رجال قبائل المهرة، فإن سلطنة عمان ترسل الآن أموالًا إلى قوات داخل المهرة لتفادي السيطرة الكاملة كما اتهمت عمان بتشجيع حركات الاحتجاج المناهضة للسعودية هناك .
وحول موقف سلطة عمان من الأحداث في المهرة أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المسئولين في سلطنة عمان رفضوا إجراء المقابلات أو التعليق ومع ذلك يعتقد الكثيرون في مسقط أن القيادة العمانية تحتاج إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الزحف السعودي في المهرة اليمنية .
ونقلت الصحيفة عن الإستراتيجي العماني الدكتور عبد الله الغيلاني القول : إن المهرة كانت الفناء الخلفي لسلطنة عمان لقد طورنا الكثير من البنية التحتية هناك، ولدينا روابط سياسية وأسرية قوية والمهرة هي المنطقة العازلة التي ظلت مكانًا سلميًا حتى وضع السعوديون والإماراتيون قواتهم هناك .
من جانبها قالت الأستاذة بجامعة أوكسفورد / إليزابيث كيندال وهي خبيرة بارزة في المهرة: إن البصمة العسكرية السعودية في المهرة من شأنها أن تمنع الإمارات من الحصول على اكتساح من الجنوب إذا كانت لديهم قواعد عسكرية ما يعني ذلك أنه لا يمكن لدولة الإمارات أن يكون لها جنوب منفصل لأنهم لن يحصلوا على المهرة وسقطرى.
من جهتها أكدت الناشطة نادرة محمد التي تقود لمدة عام حركة احتجاج نسائية ضد وجود القوات السعودية في المهرة: إن الشيء الذي يقلقنا أكثر هو أن الاحتلال السعودي سيأخذ المزيد من الأراضي ويصبح عنيفاً. وأشارت الصحيفة إلى مقتل شخصين في نوفمبر 2018، خلال احتجاج من قبل رجال القبائل المحليين والذي تعرض للهجوم من قبل القوات المدعومة من السعودية والتي خاضت معارك مع السكان المحليين.
وذكرت أنه في الآونة الأخيرة، بدأ التحالف السعودي في المهرة باستخدام مروحيات أباتشي لتخويف المحتجين وقبل أسبوع واحد من دخول إندبندنت إلى اليمن، أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية بالقرب من مدينة الغيضة.
المسئولون السابقون في المحافظة الذين عزلوا أكدوا أن الاستيلاء على السلطة هو جزء من الجهود التي يبذلها السعوديون لبناء خط أنابيب نفط من أراضيها إلى بحر العرب، وهي فكرة ظلت السعودية تحلم بتنفيذها منذ عقود .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى