استطلاعات

الاستعداد للامتحانات تخلق حالة من الترقب و القلق عند الطلاب وأسرهم

السسسهريوم الامتحان يكرم المرء أو يهان ، وها هي الاختبارات النهائية للترم الدراسي الأول على الأبواب ، وقد حان وقت الحصاد ، ولكل مجتهد نصيب ومن أجل ذلك تسود حالة من التوتر و القلق بين الطلاب و أسرهم استعدادا لهذه الامتحانات ولنيل أعلى الدرجات فيها .

و في هذا العدد ولأهمية الامتحانات، الهوية تنزل إلى المدارس و البيوت اليمنية لتتعرف على استعدادات الطلاب و أسرهم للامتحانات النهائية في النصف الأول من العام الدراسي الجاري  وتسرد خلاصة ذلك في سياق الاستطلاع التالي :

 

الخوف من الامتحانات

بدايتنا كانت مع الطالب ماهر يحيى من الصف الأول الثانوي و الذي قال لنا : في الحقيقة إن اقتراب الامتحانات يشعرني دائماً بشيء من الخوف لأن الجميع يتحدث عنها في البيت والمدرسة وكأنها شيء خطير جداً وأحاول أن أدرس المنهج الذي أخذناه في المدرسة خلال الفصل الأول كاملاً وأنتبه لبعض ملاحظات الأساتذة وأظن أن هذا كاف.

ويقترح ماهر يحيى تخصيص الأسبوع الأخير قبل الامتحان من أجل مراجعة ما أخذوه خلال الفصل الأول لأن كثيراً من الأساتذة لا يقوم بعملية مراجعة المنهاج وهذا يشكل مشكلة أحياناً في بعض المواد.

ويتمنى الطالب ماهر أن تكون أسئلة الامتحان معقولة نسبياً وخالية من الأسئلة التعجيزية كما يتمنى أن يتوافر في قاعات الامتحان الدفء وأن تسود أجواء هادئة خالية من التشنج.

 

معسكرات مذاكرة

وتقول الطالبة “ليلى” من الصف الثاني الإعدادي إن : “أيام الامتحانات تكون معسكرات مذاكرة، بالبعد عن التليفزيون نهائيا وأيضا النت وتبقى في جروبات معينة من أجل المراجعة فقط “.

 

اكتئاب قرب الامتحانات

أما “مروة سعيد  بالصف الأول الثانوي ” فحكت لنا عن حالة الاكتئاب التي تصاب بها نتيجة اقتراب الامتحانات والتي تتسبب لها في فقدان الوزن،  وفي هذا العام تحديدا تشكو مروة من عدم استطاعتها حضور حفل زفاف أختها كما يجب ، نتيجة ضغط المذاكرة .

 

الفرصة الأخيرة للطلاب

وأشارت الطالبة ريم منير ، أن الأيام التي تسبق الامتحانات، تعد الفرصة الأخيرة للطلاب لتجميع المواد، والتركيز على المعلومات الهامة، التي سبق وأشار إليها أساتذة المادة، إلا أن الفترة نفسها تشهد انعزالا مؤقتا عن الشارع على حد وصفها، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو الحصول على قدر كبير من المعلومات.

 

أهلي يوتروني

وتبدي غادة أحمد طالبة في الصف الثاني الثانوي انزعاجاً من معاملة الأهل لها فتقول: إن تكرار طلب الدراسة من قبل والدي وكثرة الإلحاح بعدم اللهو وعبارات التأنيب والتوبيخ المستمرة تزعجني وتزيد توتري أكثر من الامتحان، فكل شيء ممنوع وأنا مثلاً لا أستطيع أن أدرس إلا وأنا أسمع الراديو وهذا ممنوع .

توافقها القول عصماء أنيس طالبة في الصف الأول الثانوي بقولها «أنا لا أخشى الامتحان ولكن حالة التوتر التي تعيشها أسرتي بسببي والخوف على مستقبلي تؤرقني جدا وكأن الثانوية العامة مفتاح الجنة حيث تقول أمي لي أنها شهادة تحديد المصير ولهذا تعيش لأجلها حالة من الخوف والقلق وتقول دائماً «كل شيء يهون في مقابل تحديد المستقبل خصوصا للبنت قبل الولد».

 

أسرتي تقلقني

وتشترك معها زميلتها هبة علي بقولها انتظر يوم الامتحان بخوف بالغ لشعوري أن أسرتي تشترك معي في هذه المرحلة لن أمي دائمة السهر معي وتلازمني أثناء حضور المدرسين وتذهب معي إلى المدرسة خصوصاً في شهر الامتحانات حتى أنني أصبحت أعيش حالة من الخوف نابعة من خوف وقلق الأسرة التي تعيش القلق النفسي.

 

المعسكر المغلق

وفي سياق متصل، وصف عبد الله قاسم فترة الامتحانات بـ «المعسكر المغلق» للعائلة لما تشهده من استعدادات مادية ونفسية وبدنية مرهقة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة أشبه بالكابوس لدى الطالب لما يعانيه من ضغوطات مستمرة من الأهل لبذل جهد أكبر في الدراسة، بالإضافة إلى قلقه الدائم بمجرد ذكر كلمة «امتحان».

وفيما يتعلق بآلية التعامل مع تلك المرحلة الصعبة، أوضح عبد الله أن وضع جدول يومي منظم للدراسة هو أفضل الحلول المتاحة لدى الطالب لتخطي تلك الفترة، بالإضافة إلى خلق وقت كاف للراحة والنوم وكسر الملل الناتج عن الدراسة بشكل مكثف، لافتا إلى أن دور الأسرة لا يتوقف على توفير الاحتياجات المادية فقط، إنما تقع على عاتقهم مسؤولية دعم الطالب معنويا من خلال إعطائه القدر الكافي من الحرية والسماح له بأخذ قدر قليل من الراحة.

 

اعتذر عن استقبال الضيوف

فاطمة شاهر(38 سنة)، وهي أم لأربعة أبناء أكبرهم وليد البالغ من العمر 18 عاما طالب في المرحلة الثانوية وأصغرهم رانيا طالبة في الصف الرابع الابتدائي، تقول: اتخذت جملة من الاستعدادات المسبقة للامتحانات، وبحسب حديثها لــ(الهوية ) أنها” أرسلت مسجات عبر جهازها المحمول لإخوانها وأخواتها تبلغهم اعتذارها عن استقبال الضيوف للبيت خلال فترة الامتحانات وحتى انتهاءها”.

وأضافت “أبني البكر (وليد)، مهووس بكرة القدم فأغلب وقته يقضيه في دحرجة الكرة بين قدميه، الأمر الذي دفعني لإخفاء الكرة عن ناظريه بغية التركيز على امتحاناته، وتحصيل الدرجات العالية كونه في المرحلة الثانوية.

 

الظروف المناسبة في المنزل

كما تقول والدة الطالبة رهف , أم فراس: “أبذل كل جهدي لتوفير الظروف المناسبة لابنتي كي تستطيع المذاكرة واستيعاب ثقل المنهج الذي بين يديها كما أنني داخل البيت أسعى جاهدة إلى الحفاظ على الهدوء من أجلها، وكل ذلك يحتاج إلى جهد من الأسرة”, مؤكدة على أن الفترة تعدّ من أصعب الأوقات التي تمر على الطلبة والتي تتطلب من الأهالي بذل المزيد من الجهود لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائهم، فهذا أقل ما يجب أن يقدموه لهم.

 

استعدادات المدارس

وأكد مصطفى محمد مدير مدرسة خاصة للطلاب أن المدرسة استكملت استعداداتها لسير العملية الامتحانية للفصل الأول من العام الدراسي منوهاً إلى أنه ورغم الظروف الصعبة وحجم الأضرار الذي طال المنشآت التعليمية والمدارس نتيجة الحرب القائمة علينا من قبل آل سلول إلا أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية كانت كفيلة باستقرار العملية التربوية.‏

وبين مصطفى محمد أن كافة مدارس الأمانة جاهزة للامتحانات النصفية حسب التعليمات الوزارية الناظمة لذلك وتم التعميم إلى كافة المدارس لوضع نماذج الأسئلة حسب المناهج التي عممتها الوزارة منذ بداية العام الدراسي.‏

 

رأي الطب

ويؤكد الأخصائيون ضرورة ابتعاد الأهل عن التوتر في المنزل لأن التوتر النفسي له أعراض جانبية تؤثر على أداء الجسم مثل سرعة دقات القلب، وجفاف الحلق، والتوتر والنرفزة وتصبب العرق، ورعشة اليدين، وضعف التركيز.

ويشير الأخصائيون إلى أن الشخصية القلقة بطبيعتها أكثر عرضة لقلق الامتحان من غيرها لأنها تحمل سمة القلق أساسا ومع الامتحانات يزداد القلق أضعافا مضاعفة مضافا إلى ذلك الصورة المرسومة للامتحان و التي قد تكون خاطئة.. وربطها بأساليب تبعث على الرهبة والخوف..

كما يحمل الأخصائيون الأهل المسؤولية في القلق ويبررون للطلاب قلقهم بسبب الانشغال العقلي بالقادم وأسئلة الامتحانات وارتباطها بالمنهاج من عدمه والنتائج والعلامات وأحيانا الأهل يزيدون من الضغط بأساليبهم وإضفاء نوع من الرعب على المنزل وهذا ما يخلق التوتر للطالب والعائلة في المنزل بحسب رائي الأخصائيين تتحمل عبء التوتر الحاصل وتقوم على تعزيز الخوف من الامتحانات وفق أساليب التنشئة التقليدية التي تستخدم العقاب مما يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة.

ويرجع الأخصائيون القلق لدى الطالب بسبب أهمية التفوق الدراسي لدى البعض ، مضافا إلى ذلك ضغط أسري على الطالب لتحقيقه ذلك ناهيك عن ما يبثه السلك التعليمي من رعب في نفوس الطلبة من الامتحانات .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى