استطلاعاتعناوين مميزة

محطات الغاز في الأحياء السكنية .. قنابل موقوتة

تشكل محال تعبئة الغاز ومحطات الوقود المنتشرة داخل الأحياء المكتظة بالسكان قنابل موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة ، فهي تشكل خطرا على أرواح السكان، ما يهدد بوقوع «كارثة»، خصوصا أن السكان المجاورين لها وصفوا وجودها قريبا من منازلهم بأنها أشبه بالوقوف أمام خطر محدق، فيما قلل أصحاب هذه المحال والعاملون فيها من خطورتها .
الهوية استطلعت آراء عدد من السكان في صنعاء حول
مدى الخطر الذي يشكله تواجد محال بيع الغاز داخل أحيائهم وكانت آراؤهم كما يلي :

 

محطات الغاز

قنبلة موقوتة

يقول محمد علي أسكن أمام محطة غاز وأشعر وجميع جيراني بأنها قنبلة موقوتة قد تتسبب في كارثة، ولا أعلم ما وسائل السلامة التي على صاحب المحطة إتباعها لرصد أية مخالفة قد تحدث، وإبلاغ الجهات المختصة بها تفادياً لحدوث أي كارثة قد تودي بحياة حي بأكمله، مطالباً الجهات المسئولة بنشر الوعي بين أفراد المجتمع وتعريفهم بقواعد الأمن والسلامة، وفرض عقوبات على المخالفين لحماية السكان الذين يقطنون أمام هذه المحطات..

يوافقه الرأي أبو عمار بقوله منزلي مجاور لأحد محلات بيع الغاز وكما يعلم الجميع مدى خطورة هذه المحلات علينا وعلى منازلنا وعلى أسرنا ولكن ماذا افعل فلم أجد مكانا آخر اسكن فيه.

مضيفا انظروا إلى هذا المحل المتواجد أمام منزلي فلو أن هناك شيئا من التنظيم لتم نقله من هنا إلى أي مكان بعيدا عن منازلنا التي باتت تحت طائلة الخطر والخوف ، خاصة و نحن نتوقع انفجار أي أنبوب داخل هذه المحلات في أي لحظة ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى انفجار البقية ولك أن تتخيل المأساة الكبيرة التي سوف تحدث وما ستخلفه من آثار مدمرة وضحايا وخسائر مادية كبيرة.

 

أحمد عبد الله أحد سكان مذبح الذي كان مجهدا من دحرجة أنبوبة الغاز على الأرض، يقول: أعرف مدى خطورة هذه الأنبوبة، ودحرجتها بهذا الشكل، ولذلك أنتظر أحد العمال ليساعدني على حملها، مشيرا أنه لا يكاد يخلو حي من الأحياء من وجود المحال الخاصة ببيع أسطوانات الغاز التي تشكل خطرا على السكان، مطالبا بإبعادها من داخل الأحياء؛ لأن وسائل السلامة الموجودة لا تفي بالغرض، فهي عبارة عن طفايات حريق صغيرة لا يمكن أن تحتوي حريقا في إحدى اسطوانات الغاز، فضلا عن الأماكن التي تتكدس فيها الأسطوانات، التي هي عبارة عن أحواش يجب أن يعاد النظر في وضعها، وحتى العاملين لا توجد لديهم الخبرة .

 

 المحطات خطر حقيقي

و يقول حسين محمد الزهراني أحد سكان حي الجراف إن محل الغاز الذي يتوسط الحي يشكل خطرا، إذ أننا يوميا نخشى حدوث حريق، مطالبا الجهات المعنية بالوقوف على المحل، ونقله بعيدا عن التجمعات السكانية.

 

عاملون غير مدربين

أما عبد الولي سالم فيقول: أخشى في كل مرة أذهب فيها إلى محال الغاز لتعبئة الأنبوبة أن يكون هناك تسريب أو خلافه، وقد حدث معي ذلك حين عدت إلى البيت، وبعد تركيبها اكتشفت أن هناك تسريبا، ما دعاني للعودة إلى ذات المحل واستبدالها بأخرى. وأضاف كان يفترض أن يكتشف العامل التسريب قبل حملها ووضعها في السيارة، ولذلك كان من الضروري قيام إدارة الدفاع المدني بجولات تفتيشية مفاجئة ومستمرة للتأكد من وسائل السلامة فيها.

 

مخالفات واضحة

ويقول كمال إن المحطة المجاورة لمنزله لا تكتفي بتعبئة الوقود للزبائن فقط، بل تهتم بتعبئة دبات غاز البوتان المستعملة، وهو ما يشكّل خطورة كبيرة على الحي، خاصة أن بعض المواطنين غير واعين بقواعد السلامة، ويعمدون إلى جرّ قارورات الغاز ودحرجتها لمسافات، ما قد يتسبّب في انفجارها في أي لحظة.

أما السعيد، فقد أكد أن الجميع يعرفون مدى خطورة دبة الغاز ودحرجتها بذلك الشكل، ورغم ذلك لا يغيّرون طباعهم، وقال إنه لا توجد بلدية لا تتوفر بها المحطات الخاصة ببيع قارورات الغاز أو البنزين التي تشكل خطرا على السكان، مطالبا بإبعادها من داخل الأحياء، نظرا لكون وسائل السلامة الموجودة لا تفي بالغرض. وأضاف أن خطر محطات الوقود على السكان غير هيّن، خاصة في ظل عدم الالتزام من طرف الزبائن بإجراءات السلامة.

 

رائحة الغاز تخنق

ويقول المواطن احمد عبد الله، الذي يسكن في شارع تونس يوجد في واحد من محلاتها قوارير غاز للبيع، إن رائحة الغاز لا ينفك يستنشقها هو وعائلته طوال اليوم، لان صاحب المحل يقوم بتعبئة قوارير غاز أمام محله، من دون أي رقيب أو مانع وهو يعتبر أن ذلك حق من حقوقه في البيع والشراء ولا يستطيع أي ساكن في الحي أن يمنعه، فيما البلدية لا تعير هذا الموضوع أي انتباه.

 

أين البلدية من ذلك ؟

وطالب المواطن محسن أيوب بلدية صنعاء العمل على إزالة خطر محلات بيع قوارير الغاز من الشوارع، ونقلها إلى أماكن خارج العاصمة، لتكون بعيدة عن التجمعات السكنية، وإقفال هذه المحلات فوراً.

وأضاف: من المرعب أن تنام في منزلك مع عائلتك وأنت تعلم أن <قنابل موقوتة> موجودة تحتك مباشرة وقد يؤدي أي خطأ فيها إلى حصول كارثة قد تقتل الأولاد وتنقلهم بلحظات إلى العالم الآخر>••

واعتبر أن هذه مسؤولية يجب على البلدية معالجتها قبل فوات الأوان، لا سيما وان للبلديات صلاحيات واسعة لحماية المواطنين من الأخطار، وعليها إن تستعمل كل صلاحياتها وتنفّذ القانون .

 

أين تعليمات السلامة ؟

وتعبر المواطنة تغريد محمد عن قلقها إزاء بقاء الوكالات ضمن الأحياء السكنية وتقول: «أقطن بالقرب من إحدى وكالات الغاز ما يجعلني أعيش خوفا مستمرا من احتمال وقوع الحوادث خاصة انفجار الاسطوانات داخل الوكالة».

وتتساءل: «إذا كانت التعليمات السابقة لا تشترط مسافة كافية للبعد عن الأحياء السكنية، لماذا لا يتم وضع حلول للإشكالية المتعلقة بالوكالات القديمة دون الإضرار بعمل هؤلاء الناس ومصدر رزقهم؟.

 

السلامة العامة

تجاهل قواعد السلامة العامة حول الكيفية السليمة لاستخدام اسطوانات الغاز قد يؤدي بحياة الكثيرين ويسبب الإصابات والأضرار والخسائر المادية الجسيمة الأمر الذي تؤكده التقارير الرسمية حول هذا النوع من الحوادث.

وقال المهندس وليد محسن: إن سلامة الأرواح والممتلكات في اليمن خط أحمر ولا يجب التهاون بأي حال من الأحوال في المحافظة عليها وصيانتها ضد أي خروج عن القانون الذي وضع في الأساس لحفظ وحماية الأشخاص وممتلكاتهم وللأسف الشديد نحن لا نفيق من غفوة التهاون والإهمال إلا بعد وقوع الكارثة ويكون قد فات الوقت.

 

لا خطر من وجودها

بينما يؤكد سام محمد أن وجود محطات الوقود داخل الأحياء السكنية لا يشكل أي خطورة طالما التزم صاحب المحطة بوسائل ومتطلبات السلامة، فالخطورة في قلة الوعي، وأنه لأمر طبيعي داخل كل المدن في العالم وحتى في الخارج أن توجد محطات بنزين أسفل عمائر سكنية، وبالتالي سكان العمارة لا يشعرون بأي خطورة طالما الجميع التزم بما له وما عليه. ويعزو سام الكثير من مشكلات محطات الوقود لقلة الوعي، فالكثير من رواد محطات الوقود يتجاهلون وسائل السلامة بالرغم من وجود لائحة في كل محطة وقود تبين منع التدخين وإطفاء محرك السيارة؛ ولكن الكثيرين لا يلتزمون، وهذا يدل على استهتار الكثيرين وعدم التزامهم. وأشار سام إلى بعض المخالفات التي يرصدها الدفاع المدني على أصحاب محطات الوقود، ومنها عدم إغلاق محطة الوقود أثناء تعبئة الخزانات من صهاريج الوقود، وبعد الانتهاء تفتح المحطة أبوابها وتستقبل السيارات لتعبئة الوقود، وأنه في حال الإبلاغ عن مخالفة في تعبئة خزانات الوقود دون إغلاق المحطة، يتم رصد غرامة مالية عليه وإغلاق المحطة لمدة 24 ساعة، وتتضاعف العقوبة بتكرار المخالفة، كذلك رصد مخالفات على أغطية الخزانات وعدم سلامتها، وعدم وجود طفايات حريق.

 

المواطنون مذنبون أيضا

من جهته يؤكد محمد أحمد، مسؤول بيع وتعبئة غاز، أنه لا يوجد خطر من محال تعبئة الغاز داخل الأحياء، مشيرا أن محله له أكثر من 20 عاما في خدمة سكان الحي، والتعليمات واضحة وصريحة ولا تحتاج كل هذا الخوف، مضيفا أن وسائل السلامة متوفرة في كل محال الغاز في ظل جولات مستمرة من قبل الدفاع المدني كان آخرها قبل أسبوع للوقوف على وسائل السلامة ومدى الالتزام بها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى