تقاريرشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

محافظات: أزمة الإيجارات.. الوجه المنسي من جحيم الحرب

الهوية نت – خاص

يشكل الارتفاع الجنوبي لأسعار العقارات وإيجاراتها معضلة حقيقة أثقلت كاهل المواطن في العاصمة ومدن عدة وأدخلته حالة معاناة غير مسبوقة وبات الآلاف عاجزون عن تأمين مساكن لأسرهم في ظل صمت رسمي مطبق.

تقرير: محمد شمسان                                   مونتاج: علي حُميد

التنقل بين شوارع وأزقة الأحياء بحثا عن سكنى بات هاجسا مرعبا، وهما أرق المئات من السكان، فقد تحولت الإيجارات لمعضلة حقيقة ووجه آخر لشبح الحرب المستمرة وتداعياتها الخطيرة، حيث ارتفعت أسعار العقارات بشكل جنوني في ظل حركة النزوح المستمرة نحو المدن وتدني القيمة الشرائية للريال وخلفت معاناة غير مسبوقة عجز معها آلاف عن تأمين مأوى لهم ولأسرهم.

تضج أقسام الشرطة ومجالس الأعيان بالنزاعات بين المؤجرين والمستأجرين وباتت قصص المعاناة حديث الساعة وراجت على ألسنة الجميع حكايات الألم الحزينة لأسر أخرجت قسرا من مساكنها لعجزها عن دفع الإيجارات المتصاعدة يوما بعد آخر لتقضي أياما واسابيع بحثا عن بديل يؤويها دون أن تجده.

تقدر الأمم المتحدة نسبة السكان الذين اضطروا للنزوح وهجر منازلهم بنحو 10 ملايين شخص منذ بدء الحرب، حط معظمهم في المدن الأكثر استقرارا، ما جعل الحصول على منزل فيها مهمة شبه مستحيلة لفئة محدودي ومتوسطي الدخل، ويرى مراقبون أن أسعار العقارات والإيجارات بشكل خاص تحولت لمعاناة إنسانية معقدة تحتاج لثورة مجتمعية ورسمية توقف المؤجرين عن ما وصفوه بتعسفاتهم وجشعهم.

زيادة الطلب على المساكن ألهب أسعارها وأسال لعاب ملاكها الذين لا يقدرون معاناة الشعب وبحسب تقارير محلية وأممية فقد تضاعفت إيجارات المساكن في معظم المدن اليمنية بصورة متسارعة، وصلت في بعضها لأكثر من مائة ألف ريال للشقة المتوسطة، فضلا عن مطالب بعض الملاك بدفع الإيجارات بالعملة الصعبة.. في وقت فضلت السلطات الرسمية الصمت المطبق وعقمت مؤسساتها المعنية عن ولادة حل ينتظر بفارع الصبر عدى بعض التعميمات الخجولة التي لم تجد سبيلا لتطبيقها على أرض الواقع.

ويرى بعض المستأجرين أن جشع العديد من المؤجرين ومغالاتهم في أسعار الإيجارات بالتزامن مع الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية التي فرضتها الحرب وانقطاع المرتبات هو ما يضاعف حجم المأساة إن لم تكن هناك حلول رسمية وإنسانية ومجتمعية سريعة للحد من هذه الظاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى