تحليلاتتقاريرخاص الهويه

مئات الآلاف من اليمنيين يحتفون بيوم القدس العالمي بعيدا عن لوحات الترويج الممولة إيرانيا

أنصار الله تعلن رفضها الارتهان لطهران ومؤسسة يوم القدس العالمي

الهوية/تقرير/خاص..
شهدت العاانصار الله صمة صنعاء في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك مسيرة جماهيرية لإحياء يوم القدس العالمي بمشاركة مئات الآلاف من ابناء اليمن وبعد ان احتشد المشاركون في المسيرة بساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة انطلقت المسيرة إلى ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء حيث أقيمت فعالية مهرجانية نصرةً للقدس هناك رافعين مئات اللافتات المناصرة لفلسطين وللقضية الفلسطينية ومؤكدين بأن القضية الفلسطينية قضية تجمع المسلمين جميعاً وأن أميركا والكيان الإسرائيلي هم أعداء المسلمين كما داسوا أعلام الكيان الصهيوني واحرقوا في ميدان التحرير علم أميركا والكيان الإسرائيلي.
ومع ان هذه الفعالية تقام منذ عدة عقود إلا ان الاحتفاء بهذه الفعالية أصبحت تهمة لكل من يقيمها بأنه عميل للنظام الإيراني على اعتبار ان الإمام الخميني أعلنها كمناسبة تقام في آخر جمعة من رمضان يوما عالمياً للقدس لمواجهة المستضعفين للمستكبرين حسب قوله.
هذه الفعالية التي شهدتها صنعاء هذا العام نظمتها حركة أنصار الله لأول مرة وأقيمت في شوارع وساحات خالية من اللافتات الممولة عبر مؤسسة يوم القدس العالمي حيث رفضت الحركة إقامتها او حتى تنظيم مسيرة علقت فيها لافتات عن يوم القدس العالمي عبر مؤسسة يوم القدس المدعومة من النظام الإيراني وهو ما جعل البعض يتساءل عن سبب رفض أنصار الله للوحات التي غطت بها مؤسسة يوم القدس شوارع صنعاء باستثناء الشوارع التي أقامت فيها الحركة فعالية هذا اليوم الإسلامي القومي؟ ولماذا سكتت الحركة خلال السنوات الماضية ولم تعلن رفضها لما تقوم به جهات غير محددة في مثل هذا اليوم من ترويج إعلامي.
مراقبون سياسيون اعتبروا موقف الحركة من اللوحات المدعومة إيرانية يمثل رفضا لأي دعم إيراني مشروط يحول الهوية الوطنية اليمنية الى هوية فارسية أيا كان معتقد صاحبها على اعتبار ان حركة أنصار الله حركة زيدية قام بها السيد الشهيد حسين الحوثي بهوية يمنية وهو ما يعد حسب قولهم رفضا للتدخل الإيراني في اليمن او جعل سياسة الحركة مرتهنة للسياسة الإيرانية.
فيما رأى البعض ان موقف أنصار الله ينبع من كونهم يعتقدون ان مؤسسة يوم القدس ومعها إيران اتخذت من هذا اليوم المقدس سبيلا للمزايدة السياسية باسم الإسلام وباسم القضية الفلسطينية كونها لم تخدم غير بعض القائمين على المؤسسات المتبنية للجانب الدعائي للرجوع بعوائد مالية تدفع من الخزينة الإيرانية وهو ما ترفضه حركة أنصار الله كونها ترفض ان تجير أي مواقف لها من قضايا الأمة العربية والإسلامية لصالح أي طرف كان محليا او خارجيا.
ويرى مراقبون ان سكوت أنصار الله والحوثي عن أي محاولة كانت تمارس من قبل بعض الجهات لتغطية هذه الفعالية في السنوات الماضية وبدعم إيراني غير معلن يعود الى الاوضاع التي كانت تعانيها الحركة منذ نشأتها الأولى عبر مكون الشباب المؤمن بالتزامن مع بدايات الألفية الثالثة والتي أعقبتها ستة حروب دامية راح ضحيتها عشرات الآلاف من ابناء هذا الوطن تحت حجج واهية بررت بها بعض الفئات الدينية المتسيسة شرعنتها فيما لم يكن لها هدف غير خدمة المنهج الوهابي والسياسة السعودية والمخططات الصهيوامريكية.
مؤكدين انه لولا تلك الحروب لكانت الحركة أعلنت موقفها الرافض من وقت مبكر إلا ان الوضع المشار اليها فرض عليها السكوت كونها محتاجة لأي دعم سياسي ومعنوي يساعدها على كشف الظلم الذي وقع عليها من قبل النظام اليمني وبعض التيارات السياسية الدينية المناهضة لحرية الرأي والفكر كما هو حاصل حتى اللحظة من قبل تيارات سلفية وجماعة الإخوان المسلمين التي يمثلها في اليمن حزب الإصلاح.
موقف ثالث يشكك في مدى مصداقية رفض أنصار الله لتلك اللوحات الممولة من إيران معتبرين ذلك نوعا من المغالطة محاولة منهم للرد على بعض الاتهامات التي تصفهم بأنهم يمثلون السياسة الإيرانية في اليمن وإنهم يعملون على تطويع اليمن لخدمة ساسة وسياسة طهران.
إلا ان متابعين للمشهد اعتبروا هذا الموقف مجانبا للصواب باعتبار ان الحركة طوال السنوات الماضية تتعامل بكل قوة مع الأطراف الأخرى مسالمة من يسالمها ومعادية من يعاديها ولم تتحرج من إعلان موقفها المناوئ للتدخل الإيراني في الوقت الذي لم تتخوف من كشف إعجابها بالموقف الإيراني المساند لها في مسيرتها خلال الفترة الماضية فلماذا تحتاج اليوم لان تتعامل بأسلوب المغالطة في الوقت الذي أصبحت فيه أكثر قوة وانتشارا.
مدللين على عدم صوابية هذه الرؤية ما تسير فيه طهران منذ منتصف العقد الأول للألفية الثالثة حيث كانت وما زالت إيران تلم إاليها العديد من الشخصيات السياسية والمثقفة من ابناء الشعب اليمني المعادية لرؤية أنصار الله وتدعمهم بالمال وبكل ما يلزم لتثبيط هذه الحركة عن قيامها بنشاطها السياسي وهو ما كشفت عنه مؤخرا المؤتمرات التي احتضنتها بيروت لمختلف الشخصيات السياسية وأنصارها لإعادتهم الى اليمن معلبين بالفكر الإيراني المناهض لمسيرة حركة أنصار الله.
مؤكدين ان طهران تبنت دعم العديد من الشخصيات السياسية من أكثر من تيار سياسي في اليمن وعلى رأسها المقربين من جماعة الإخوان او المناهضين لفكرة أنصار الله والمشرعنين الحرب عليها كشخصية الشيخ حسين الأحمر الذي دعا في الحرب الرابعة الى ضرورة اجتثاث الحركة والقضاء على الحوثيين جميعا حسب قوله وهي الدعوة التي كانت ستتسبب بحرب قبلية بين اكبر قبيلتين في اليمن هما قبيلة حاشد وبكيل خاصة بعد ان كان عمل على تجهيز أكثر من 60 ألف مقاتل من البشمرجة كما كانوا يوصفون حينها وغيره من الشخصيات والوفود التي لا تزال طهران تستقدمها من وقت لآخر ويتم تسريب معلومات عنها في كل مرة برغم الاحتراس الشديد الذي تحاوله الجهات المنظمة لها.
تجدر الإشارة الى ان يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، وكانت إيران أول من اقترح المناسبة بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979م وهو يعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع. يوم القدس ليس يوم عطلة إسلامية دينية ولكنه حدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وبالتالي الاحتفال ليس واجبا في الإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى