تقارير

لـ”اليمن” رب يحميه

 

الهوية: ماجد حاتمي.

مرة أخرى يفشل الشقيق الأكبر ، الثري الجشع ، في إذلال وتركيع الشقيق الأصغر، الفقير العفيف، بعد أن ارتطمت “عاصفة الحزم” السعودية بجبال اليمن الشامخة، فانحسرت وتلاشت، وألقت بذلك مسؤولية ضخمة على آلة الإعلام الخليجية ، تتمثل في إظهار ما حصل ، كما يحب ويتمنى أصحاب الجلالة والسمو، لا كما حصل فعلا.

صحيح أن الإعلام السعودي والخليجي ، سيحاول المستحيل ، أن يفرض الهزيمة على الشعب اليمني ، عبر “الخبراء والمحللين الاستراتيجيين” ، بعد أن عجزت جيوش درع الجزيرة عن ذلك ، إلا أن الأهداف التي من اجلها أطلقت السعودية عاصفتها على اليمن ، ستعقد مهمة هذا الإعلام ، فهذه الأهداف حفرت في أذهان الجميع ، من كثرة تكرارها من قبل المسؤولين السعوديين و هؤلاء “الخبراء والمحللين الاستراتجيين ” ، الذين كانوا قد تنبؤوا خلال الشهر الماضي ، أن تمتد “عاصفة الحزم” إلى سوريا والعراق بعد أن تحقق أهدافها في اليمن.

السعودية وحلفاؤها أعلنوا وبشكل واضح : أن إعادة الشرعية إلى اليمن ، وشخص الرئيس المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي ، وسحب الأسلحة من أنصار الله والجيش اليمني ، واستسلام أنصار الله دون قيد أو شرط ، وانسحابهم من المحافظات اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء والعودة إلى جبال صعدة ، كانت من أهم وابرز الأهداف التي من اجلها شنت السعودية عدوانها على اليمن.

لم تضع السعودية أمامها أي خطوط حمراء في هجومها الجوي على اليمن ، بهدف دفع أنصار الله والجيش اليمني إلى الاستسلام ، فقد شنت أكثر من 2400 غارة جوية خلال 27 يوما ، استخدمت فيها احدث الأسلحة الأمريكية من طائرات وعتاد حربي ، فاستشهد نحو 1000 يمني جلهم من الأطفال والنساء ، وأصيب أكثر من 4000 شخص بجروح ، وتم تدمير المطارات والموانئ والمعسكرات والمعامل والمستشفيات والمدارس والمساجد ومحطات الكهرباء والجسور ومخيمات النازحين ، والآلاف المنازل ، كما تم فرض حصار جوي وبحري وبري شامل على اليمن لمنع وصول حتى المساعدات الغذائية والطبية.

في اليوم الـ27 من العدوان على اليمن ، تعلن السعودية وقف “عاصفة العزم” بعد :”إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة، من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني” ، كما جاء في بيان وزارة الدفاع السعودية.

بيان وزارة الدفاع السعودية ، لم يمر على ذكر أهداف “عاصفة الحزم” التي أشرنا إليها سابقا ، كما أن البيان حصر هذه العاصفة ، بالهجوم الجوي ، وكأنها ، أي السعودية ، لم يكن ضمن خطتها شن هجوم بري على اليمن ، وكل ما كانت تريد تحقيقه هو “إزالة خطر أنصار الله على المملكة والدول المجاورة”.

ترى لماذا كان كل ذلك الإلحاح السعودي على باكستان لإرسال جنود باكستانيين للمشاركة في “عاصفة الحزم” ؟، لماذا شن الوزير الإماراتي أنور قرقاش هجومه الاستفزازي والمهين ضد باكستان لرفضها المشاركة في التحالف؟، لماذا شن الإعلام الخليجي هجوما اتسم في بعض الأحيان بالعنصرية ضد باكستان؟، ألم يكن السبب هو تصميم السعودية على شن عدوان بري ، بقوات باكستانية ومصرية ، نيابة عن جيوش درع الجزيرة؟.

إن الهجوم البري على اليمن  كان من ضمن الخطة العسكرية لـ”عاصفة الحزم” ، إلا انه لم ير النور ، مثله مثل أهداف العاصفة الأخرى ، التي تبخرت في بيان وزارة الدفاع السعودية.

هناك العديد من الأسباب التي صنعت النصر المدوي للشعب اليمني على العدوان السعودي الظالم ، ومن أبرزها:

-إرادة الشعب اليمني بالتحرر ورفض  الهيمنة والتبعية.

-التفاف الشعب حول جيشه وقواه الثورية وعلى رأسها حركة أنصار الله.

-رفض الشعب اليمني لسياسة الترغيب والترهيب السعودية.

-الخطاب الحازم والحاسم للسيد عبد الملك الحوثي إلى الشعب اليمني في اليوم الرابع والعشرين للعدوان ، الذي شحذ فيه همم اليمنيين ونفخ فيهم روح المقاومة والصمود ، كما وقع كالصاعقة على المعتدين ، بما أظهره من إصرار لا يلين على التصدي للعدوان حتى النصر.

-الموقف المشرف والمؤثر والداعم لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، للشعب اليمني ، كان من أهم العناصر التي ساهمت في تغيير كفة الصراع لصالح الشعب اليمني المظلوم.

-الموقف المسؤول للحكومة والشعب الإيراني من الحرب الظالمة التي فرضتها السعودية على الشعب اليمني ، وكذلك الدبلوماسية الحكيمة لإيران ، كانت من بين الأسباب التي حالت دون تمادي السعودية بعدوانها.

-موقف الدول الصديقة والشعوب الحرة وجميع الأحرار والشرفاء في العالم ، المتضامن مع الشعب اليمني المظلوم ، اشعر هذا الشعب، بأنه ليس لوحده ، فهناك من يقف معه ضد العدوان.

لقد اثبت الشعب اليمني ، في ملحمة صموده أمام العدوان السعودي ، أن بإمكان شعب اعزل أن ينتصر على أعتى وأشرس المعتدين ، إذا ما تسلح بالإيمان والإرادة ، ونفض عن نفسه غبار الخنوع والارتهان ، واختار قيادة وطنية حكيمة نذرت نفسها لشعبها و وطنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى