مساحات رأي

بين خريفين !!

download (3)

رحمه حجيره
لم تكن مصر صاحبة الشرارة الأولى بل كانت الأكثر تأثيرا على دول الشرق الأوسط فيما يسمى بالخريف الذي اسقط الأوراق الهشة والمتآكلة من القيادات السياسية والنخبوية ! لكنها بفضل وطنية ونظام المؤسسات السيادية العسكرية والأمنية والاقتصادية والنخب السياسية والثقافية ،تجاوزت خطيئتيها في احتضان منشأ جماعة الإخوان وتمكينهم من الحكم ! ونجت ونجا جيشها من الدمار الذي نعيشه اليوم في اليمن وسوريا !برغم حجم الضغوط والانتقادات وردود أفعال الجماعة وتحالفاتها الداخلية والدولية والنخب!! إلا أنها كانت لصالحها كدولة وشعب أنقذتها من تدهور اقتصادي وامني وعسكري مخيف ! فماذا تعني قيم الديمقراطية المستوردة أمام انهيار امن واقتصاد الدول على غرار مأتم في العراق وسوريا وليبيا واليمن وكادت مصر تضاف إليهم !
وهو ما يفسر اختيار الإخوان لاعتصامهم منطقة رابعة العدوية في القاهرة حيث توجد العشرات من أهم المنشآت العسكرية الخدمية الشاهدة على عظمة جيش مصر من وزارة الدفاع والحرس الجمهوري وسكن الضباط وووووووووو الخ !!! وكأن ثورة الإخوان المدعومة خارجيا أتت ضد الجيوش فقط ! ولان لمصر نخبة على قدر كبير من الوعي والوطنية والتحرر من المصالح والولاءات لم يسقط خريفها سوى حكم الرئيس مبارك ومشاريع الإخوان وعادت رابعة أكثر حضورا للجيش ونصب تذكاري له بعد أن كانت ترسم لنهايته من موقعه !! وعاد الأمان والاستقرار تدريجيا وستتعافى !
بينما في اليمن كان خريفا شاملا ! انهار فيه الجيش والأمن وانهار القليل الذي كنا نملكه من كل شيء الدولة والوحدة والسلام الاجتماعي وأوضاعنا النفسية والاقتصادية والاجتماعية وأصبحنا شركاء في هذا الانهيار الذي نعيشه ،فلم نكن كالمصريين نحب بلادنا ومستقبل أطفالنا أكثر من ولاءاتنا !! فتحالفتنا ونضالنا لم تكن مجردة لأجل اليمن لأجلنا لأجل الناس بل كانت ولا زالت مع وضد مشاعرنا من أشخاص وجماعات لم يتضرروا بقدر ما تضررنا نحن ! لم نؤمن بحق الأسرة الفقيرة التي تريد قوتها وأمنها لتحيا على الأقل بقدر إيماننا بنظريات الحكم الديمقراطية !
ففي سبيل (كراهيتنا لصالح ) رضينا بالموت لأفراد المؤسسات الأمنية والعسكرية وغضضنا الطرف عن جرائم القاعدة ! و(هروبا من صالح) دعمنا سياسات وألاعيب أسوء إدارة شهدتها اليمن وتبعثرت مواقفنا في تحالفاتنا مع منظومته التي ثرنا ضدها (التحالف القبلي العسكري الاخواني ) و الدول الإقليمية والمجتمع الدولي الذين دمرونا ودمروا دولا أخرى أمام أعيننا !!واليوم ضد الإخوان حالفنا خصومهم ! وبالأخير سقطنا وسقطت كل مشاريعنا الشخصية والعامة وخسرنا كل شيء الحكم والوطن والحقوق والديمقراطية والتاريخ والمستقبل ذات خريف أردناه ربيعا لا نستحقه فسقطنا !

عن دعوة الرئيس لاصطفاف وطني ضد القاعدة..
هاشم شرف الدين

يخطئ البعض – بقصد أو بدون قصد – حين يطلب من أنصار الله اتخاذ مواقف مماثلة لكافة مواقف حزب الله..
اليوم ثمة من يلح على واجب انخراط أنصار الله في مواجهة حربية مع ما يسمى القاعدة دعما لوحدات الجيش الموالية للرئيس هادي التي تواجه ذلك التنظيم في شبوة وغيرها، على غرار موقف حزب الله المتدخل في سوريا لمساندة الجيش السوري في حربه ضد ما يسمى القاعدة!.
ويصل الأمر حد لوم أنصار الله على عدم قيامهم بذلك!.
ولأولئك أقول:
إن المعطيات مختلفة، والمقارنة غير منطقية.
وإن كان وﻻ بد فقد أدى أنصار الله دورا كبيرا في هذا الصدد بتخليص اليمن من شرور التكفيريين والقاعدة في كتاف ودماج، وبقية الدور تأتي على عاتق القوى المسلحة الأخرى التي لم توظف سلاحها يوما ضد هذا التنظيم الشرير، وأعني أن تتم مطالبة فرع الإخوان المسلمين في اليمن “الإصلاح” بذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى