مساحات رأي

بدون سياسة

أمين الغابري

ما زال إعلامهم على غوايته إلى أن يدق الجيش واللجان أبواب المجمع.
يوهمون الناس وقد تجاوز الأبطال معسكر ماس.. ما زالوا يتحدثون عن انتصارات، من يوم بكوا، وسبقوا واشتكوا إلى اليوم وهم يبكون، لكن من ذهبوا يشتكون لهم يوماً صاروا في شقاق معهم وفي عداء؛ عداء يعلمه حقاً من سقطوا ضحية بقصف وتصفية، وقالوا عنها نيرانا صديقة.
الجيش واللجان عزما على التحرير، ولا مجال لكذب المتورمين فسادا، ولا إعلامهم الذي يهتم بالبترة والبدلة أكثر من اهتمامه بالبحث عن الحقيقة.
إعلام يعمي عينه عن مطالبات الناس بمعرفة الحقيقة وواقع الميدان قبل كل هزيمة يُمنى بها الكذابون، من يهربون إلى الكذب وهم يعلمون أن له حبلاً قصيرا، فلا يهم عندهم قصر الحبل، فالأهم لديهم اللحظة ألا يفضحوا، وسيأتي لهم الشيطان بكذبة هروب أخرى في اللحظة التالية، وهكذا دواليك كذبة بعد كذبة.
وهل الكذب منجٍ أحدا، وقتما تكون الحقيقة على شكل نار ودانة ورصاصة.
كم مرة كذباتهم لعنات من لدن قواعدهم ومؤيديهم من أغبياء وعد السراب، فالجيش واللجان لا يتحدثون بقدرما يتقدمون، لا يُسمعون بل يُرون، لا يأبهون بحديث الألسن العارية بقدر اهتمامهم باتجاه المجمع، والطريق الموصلة إليه.
يتناطح الهاربون من مأرب والمعدّون في شاشاتهم على أبواب سيئون سيرسلون التقارير قبل النهاية، والقادة الميدانيون أهل النياشين البليدة يصرفون وعود الانتصار من مكاتبهم في المجمع والرياض، والميدان يصطلي نارا على الباحثين عن راتب ومغنم وسراب ما وعدهم مشائخهم المتنعمون في الأبراج والفنادق.
كل مرة تعلن الأفواه المشروخة عن انتصار، مباشرة يعقب الأمر نصرا مبينا يحققه الجيش واللجان، فأضحت كذباتهم مؤشرات للنصر وسقوطهم. فلو صدقوا لما أبقوا في مأرب من مسترزق ولا في الجبهة من مرتزق.
إعلامهم وإعلاميوهم سبب النكبات الفجائية التي تحل بعد كل كذبة انتصار، أما كبارات الهوان عسكرا ومشائخ فهم نكبة اليمن طولا وعرضا لا نكبتهم فقط.
أنّى لهم الهروب، فلا من خلفهم مأمون جانبه، ولا ما أمامهم سهل الرجوع، سيختنقون بثلاثة، بالكذب والهزيمة والندامة حيث لا يجدون ملجأ أرأف إليهم من الوطن.
النـارُ تلفـحُ وجــهَ مــن كـفـروا فـهـل
نـمـضــي بـبـعــضِ تـحـصــنٍ وفــــرارِ
توبـوا إلـى الرحمـنِ رحمتُـهُ الـمـدى
وتـــزيَّـــنـــوا بـــعـــبـــاءةِ الأبـــــــــرارِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى