استطلاعاتعناوين مميزة

انعدام الأدوية .. يهدد بكارثة إنسانية في اليمن

download (1)كارثة إنسانية تنتظر المواطنين، في ظل استمرار العدوان، نتيجة إمعان السعودية في انتقامها من اليمن عبر منعها دخول الأدوية إلى البلاد، ما تسبب في نفاد الأدوية وارتفاع أسعارها .

تسبّب الحصار الذي يفرضه «التحالف» على اليمن، منذ بدء العدوان، في نفاد عشرات الأصناف من الأدوية الحيوية من الأسواق، وتناقص المخزون الدوائي في المستشفيات العامة والخاصة، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المصابين بأمراض مزمنة وينذر بكارثة إنسانية.

حول هذا الموضوع الهوية أجرت استطلاعا مع الشارع اليمني الذي كان قوله كما يلي :

 

غيرت الدواء

بدايتنا كانت مع ليلى علي الذي تقول إنها اضطرت للذهاب إلى الطبيب لتغيير بعض الأدوية المهمة لحالة والدتها بعد نفادها من السوق.

وأشارت ليلى  إلى “أنها تخشى عدم كفاية البدائل خلال فترة الحرب التي لا أحد يعلم نهايتها، حد قولها.

ورغم وجود بعض الأدوية محلية الصنع إلا أنها لم تشمل كل الأمراض وخاصة المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والصرع، وغيرها من الأمراض المستعصية.

لا نستطيع صرف الدواء

المواطنة سارة علي احد المصابين بمرض السرطان تقول ” إننا نعاني بشكل كبير في عمليات إجراءات التشخيص والفحص العلاجي و الحصول على الأدوية ولا نستطيع صرفها من الخارج لأنها مكلفة بشكل هائل وهى فوق طاقتنا المالية ولا تقدمها لنا وزارة الصحة بشكل مستمر ولكن نعلم جيدا بأن الأدوية بالمستودعات التابعة لهم “ولكن ليش ما يقدموها للمساكين” .

وأضافت عندما نذهب للبحث عن الأدوية لا نلقاها بالمستشفى  أو الصيدليات المركزية ولكن توجد ببعض الصيدليات التي اعتدنا على تواجدها فيها و سعرها غير ثابت.

وقالت انتظر منذ أشهر للحصول على  الدواء فانه متوفر البروتوكول ولكن لا يوجد احد الأدوية الأساسية و بدأت حالتي تسوء يوم بعد يوم وخاصة في هذه الفترة بدأت اشعر بالأم شديدة بقدمي ولا اعلم ماذا افعل .

 

أسعار الأدوية ارتفعت

و يقول الصيدلي احمد محمد ، إن نقص الأدوية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة أثر على مبيعات الصيدلية التي يعمل فيها بصنعاء، بسبب عدم قبول المواطنين بالأدوية المحلية البديلة للأدوية الأصلية.

ويضيف احمد ، “أن أغلب المواطنين لا يقبلون المنتجات المحلية، كما أن الشركات المحلية لم توفر أدوية للأمراض المزمنة.

من جهته يقول مدير صيدلية “الأمل”  بصنعاء فهد مأمون ” إن أسعار الأدوية ارتفعت بنسبة 30% بسبب الحرب والحظر البحري والجوي. ويوضح فهد أن عدم وجود حكومة وانهيار مؤسسات الدولة أدى إلى تحكم بائعي الأدوية بالأسعار، وأشار إلى أن معظم الصيدليات والشركات تستورد الأدوية في ظل الحرب من دول الجوار، وتقوم بتوصيلها عن طريق منفذ الوديعة، شرق اليمن، أو عن طريق مدينة المهرة، جنوبي اليمن، ما يرفع أسعار النقل والشحن، ويفضي في النهاية إلى زيادة أسعار الدواء.

 

 

عملية البيع و الشراء تأثرت

وأكد الصيدلي كمال أيوب ، أن الأزمة الحالية “أثرت تأثيراً كبيراً جداً” على سوق الدواء في اليمن، و”على كل المستويات”، منوهاً إلى التأثير على “عملية البيع والشراء”، و”زيادة الأسعار”، واتجاه الشركات إلى “البيع نقداً” للصيدليات، مشيراً إلى “التهريب في بعض الأصناف الشعبية غير الضرورية”، حسب وصفه. فضلاً عن “توقف بعض الشركات عن الإنتاج والتوزيع، واكتفائها بتحصيل المديونية فقط”، حدَّ تعبيره.

وأوضح من جهته الصيدلي عبد الله الحمادي، أن الأزمة الراهنة في البلاد، أثرت على سوق الدواء، بحيث أدت إلى “ارتفاع الأسعار بما يزيد على 50% في معظم الأصناف الدوائية، عدا الأدوية اليمنية”، حسب قوله مرجعاً سبب ذلك إلى “الحصار وارتفاع تكاليف الاستيراد”

وأكد الصيدلي حمود حسين، أيضاً، على أن “الأزمة أثرت على الأدوية”، لكنه تحدث لـ” الهوية ” عن “زيادةٍ طفيفةٍ في الأسعار، بمقدار 20%”، مشيراً إلى أن “الأدوية المحلية لم ترتفع أسعارها”. ولفت إلى أن “كثيراً من العاملين في الصيدليات وشركات الأدوية فقدوا أعمالهم، بسبب الأزمة”.

وقال الصيدلي فيصل عبد الرحمن إن “الأزمة الراهنة أثرت كثيراً على سوق الدواء، من حيث انعدام بعض الأصناف الدوائية، خصوصاً للحالات المزمنة كالضغط والسكر، وكذلك التي عليها طلبٌ كبيرٌ كحبوب منع الحمل والأنسولين، إضافةً إلى ارتفاع أسعار بعض الأدوية بنسبة 20%”. مشيراً إلى أن “عملية الاحتكار من قبل بعض الشركات والصيدليات تتسبب في ارتفاع أسعار بعض الأصناف بنسبة 100%”.

نقص  الأدوية

ويؤكد الدكتور شاهين قاسم – صيدلي أن هناك أدوية ضرورية منقذة لحياة الإنسان يجب توفيرها وعدم إخفائها من السوق خوفاً على سلامة المريض،وقال : نعاني نحن الصيادلة من عدم توفر الأدوية والأدوية البديلة لها في السوق بسبب استغلال الكثير من الشركات للوضع إما برفع الأسعار أو الاحتكار،إلى جانب عدم وجود وارد بسبب الحصار ، منوهاً إلى أن هناك أدوية كانت معدومة نهائياً وغير متوقع توافرها وتوفرت ، وأدوية مهمة وضرورية انتهت ولا يوجد وارد، مشدداً على ضرورة توفر الأدوية المهمة الخاصة بالأمراض المزمنة بأي شكل من الأشكال لأن انقطاعها يشكل خطورة على حياة المريض وقد يؤدي انقطاعها إلى وفاته.

 

جميع المستشفيات تأثرت

من جانبه يقول الدكتور عمر سالم نحن وجميع المشافي تأثرنا من الحصار المفروض على بلادنا تأثيرا سلبيا ونعاني من شحة في الأدوية خاصة أدوية أمراض القلب والكلى والأمراض المزمنة والتي لم تعد متوفرة إلى جانب المستلزمات الطبية والمحاليل المخبرية حيث نفدت الكميات المخزونة لدينا وكذلك من الأسواق.

وأضاف: هناك البعض من التجار لديهم أدوية مخزونة يحاولون الاحتكار وإخفاء ما لديهم حتى يتمكنوا من بيعها في السوق السوداء.

اختفاء الدواء

وكشفت مصادر في الهيئة اليمنية للأدوية “للهوية ” عن فقدان 20 نوعاً من الأدوية المنقذة للحياة ومن ضمنها أدوية أمراض (الكلى، التهاب الكبد، أمراض القلب وأدوية كيميائية للمصابين بالسرطان، السكري، شلل الأطفال، وأدوية الأطفال الذين يعانون من متلازمة التنفس) بجانب أدوية الأطفال الذين يعانون نشاطا زائدا، وأشارت المصادر إلى أن هناك ندرة في المحاليل الوريدية. وأرسلت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس/آب الماضي، أكثر من 17 ألف طن من الأدوية المنقذة للحياة، والمستلزمات الطبية الجراحية إلى اليمن. وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور أحمد شدول، أن المستشفيات اليمنية تعاني من الاستنزاف السريع لمخزونها من الإمدادات، نظرا لتدفق المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للتدخلات الطبية والجراحية المنقذة للحياة. وناشدت المنظمة توفير 132 مليون دولار لدعم التدخلات الصحية حتى نهاية هذا العام، إلا أنها لم تتلق سوى 25 مليون دولار، مما خلف فجوة في التمويل بلغت 81%.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى