استطلاعاتعناوين مميزة

الشباب … إحباط من الواقع وفقدان أمل في المستقبل

thumbgenاليمن لم تعد عنوانا للحصار والفقر وقلق الناس اليومي فحسب، بل تعدت ذلك إلى ما هو أخطر وصولا للتأثير في مستوى إرادة الناس وحالتهم المعنوية، وبخاصة الفئة التي تشكل العصب الأساسي للمجتمع، ويعول عليها أن تكون مشعل العطاء والتضحية من اجل الانتصار على  العدوان السعودي ، هناك مشهد مرعب تُشكل تفاصيله معاناة الشباب اليمني ، واقع ينذر بمصائب كارثية إن بقي الحال كما هو عليه .. فالإحباط واليأس وفقدان الأمل وانسداد الأفق في شتى المجالات والبطالة وانتشار المخدرات وعدم الإحساس بالأمان ومحاصرة الحريات تشكل جميعها تفاصيل هذا المشهد المؤلم.

«الهوية» تساءلت عن أسباب انتشار الإحباط عند الشباب و كان ردهم كما يلي :

 

الفجوة العاطفية بعد مرحلة المراهقة

في البداية يقول سامي محمد في مقتبل العشرينات من عمره، إن من أهم مسببات الإحباط من وجهة نظري هي عدم قدرة الشباب على سد الفجوة العاطفية بعد مرحلة المراهقة والواقع بعد التخرج الجامعي، حيث يتعرض الشاب لضغوط حياتية وعملية تجعله غير قادر على البدء في تحقيق طموحاته.

وتابع، كذلك الطاقات السلبية الموجهة لمن في عمرنا من خلال العنف الذي نراه كعرض مستمر أحد المسببات الرئيسية للإحباط .

وأضاف سامي إلى أهمية نشر الأمل والحديث عن أن الحياة مستمرة وقدرة تخطي السلبيات بها، كما وجه رسالة للمحبطين قائلا”الحياة أصلا طعمها مش حلو من غير صراع وسيظل رسمها رتيب جداً من غير مشاكل، لأجل  نثبت لنفسنا أننا أقوياء لابد أن نجتاز المشاكل من خلال اعتمادنا على نفسنا وثقتنا في الله”.

الفشل

ويرى فيصل سالم أن مسببات الإحباط كثيرة وأهمها الإحساس بالفشل، موضحاً من وجهة نظرة أنه عند شعور الشخص بالملل والكسل تجاه عمل معين وإحساسه بالروتين من الممكن أن يؤدى به ومن حوله للإحباط.

وأضاف أنه من الممكن مواجهة الإحباط عن طريق التجديد في الحياة واللجوء إلى معرفة خبرات حياتية جديدة.

ووجه فيصل رسالة للمحبطين قائلا: “من مننا مش مضايق ولا مهموم ولا مكسور، من مننا لم يكن نفسه في مستقبل أحلى وعيشه أفضل ولم يلق ذلك، بس هذي كلها اختبارات من الله وأكيد بتفرج”.

فقدان الأمل

و توافقه الرأي شهد احمد بقولها  إن أسباب الإحباط هي فقدان الأمل أو فقدان شخص مهم بشكل أو بآخر أو الإحساس بالفشل سواء كان في العمل أو عدم القدرة على توصيل معلومة لشخص آخر.

وتابعت شهد لمواجهة الفشل فإن الطريقة الوحيدة لمواجهة الإحباط هو عدم تذكر لحظات فشل مضيت به، موضحة “لا داعي لنسترجع ذكريات مؤلمة ويجب أن نفكر بذكريات جميلة تخلينا مقبلين على حياتنا والتطلع نحو مستقبل أفضل.”

 

الإحباط يؤدي إلى الانتحار

من جهته يقول الناشط السياسي وليد عبد الرحمن ، إن حوادث الانتحار التي ظهرت أخيرًا أمر مفزع ومقلق للغاية، مؤكدًا أن فشل الشباب في تحقيق أهدافهم من “عيش وحرية وعدالة اجتماعية” أدى إلى إصابة الكثير منهم بالإحباط والشعور باليأس.

وأضاف وليد لابد من تكاتف جهود جميع أطياف المجتمع، بدءاً بالدولة نفسها، إضافة إلى السياسيين وعلماء نفس ورجال الدين لإيجاد سبل التواصل مع الشباب، من أجل تفهم مطالبهم ومحاولة مساعدتهم في التغلب على حالة الإحباط التي يعانون منها.

مشددا على أهمية احتواء الشباب وعدم استخدام الحل الأمني معهم، الذي يأتي في أغلب الأحيان .

 

البطالة سبب الإحباط

بينما يقول حميد قاسم إن قضية البطالة خلقت حالة من الإحباط داخل الشباب مؤكدًا أن هناك بعض الشباب مخترعون وقادرون على التغيير لافتا إلى أنه يوجد نسبة من الشباب يعمل في أكثر من عمل حتى يستطيع توفير نفقات المعيشة الأساسية.

وأضاف حميد إننا نحتاج  إلى الاستثمار للنهوض بالدولة وخاصة الاستثمار الداخلي لكي نرفع حالة الإحباط التي تسيطر على الشباب والنهوض بهم لصالح الدولة، مطالبًا بأفكار غير تقليدية في جميع المجالات بالمرحلة القادمة.

ويقول فارس عبد السلام تخرجت في الجامعة سنة 2007 وما زلت حتى الآن متعطلاً عن العمل ما «سبّب لي شعوراً باليأس والإحباط والاكتئاب ووجود وقت فراغ كبير والروتين القاتل والأزمة الاقتصادية التي أدت لارتفاع تكاليف الزواج».

ويضيف «لا يستطيع خريجو الجامعة الاستقلال الذاتي بأنفسهم فكيف نفكر في بناء أسرة ومنزل وشريكة حياة وعندي رغبة للهجرة وإنني دائم التفكير في السفر لإيجاد فرص عمل هناك أكثر ولتحسين ظروفي المادية ولاستعدادي للزواج».

ويؤكد فاتح حسين أن «تفاقم البطالة وغلاء المعيشة وتأخر الزواج نتيجة الظروف المادية والاقتصادية والارتفاع المتزايد بالأسعار الذي نلاحظه في السنوات الأخيرة أدى إلى شعوري الدائم بالإحباط بالفشل وعدم الرغبة في السعي نحو النجاح في الحياة، فلا استطيع توفير احتياجاتي وشعوري بعدم الراحة والسعادة والرضا عن النفس والحياة».

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى