عربي وعالمي

البحرين تحرض ضد السلطنة وتعد لإلغاء مجلس التعاون

الهوية / تقرير

كشفت تقارير دولية عن توجه خليجي وصفته بالجدي لتأسيس “اتحاد” على أنقاض “مجلس التعاون” والهدف إقصاء سلطنة عمان منه بجراء موقفها من العدوان على اليمن والحرب في سورية.

حيث أشار موقع (رأي اليوم) الإخباري الدولي في تقرير نشره أمس الأول إلى التصريح الذي أدلى به وزير مجلس الشورى والنواب البحريني غانم البوعينين إلى صحيفة “الحياة” السعودية مطلع الأسبوع والذي قال فيه “إن ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرا للمناقشة في قمة مجلس التعاون التي تستضيفها بلاده شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، مؤكدا “أن الاتحاد الخليجي قد يتم من دون سلطنة عمان”، وأضاف “أن الاتحاد الخليجي في حال إقامته سيكون متقدما كثيرا عن مجلس التعاون، إذ أن الدول التي ترغب في الانضمام إلى الاتحاد بالخطوات الاقتصادية والسياسية وغيرها ستكون في حال متقدمة عن مرحلة التعاون، ومن يرد أن يكون في مجلس التعاون سيبقى”.

وهو ما يؤكد أن قمة البحرين الخليجية المقبلة سيتصدر جدول أعمالها وضع اللبنة الأولى للاتحاد الخليجي كبديل لمجلس التعاون، واقتصار العضوية فيه على الدول الخليجية الخمس التي دخلت في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يخوض حاليا العدوان على اليمن، واستبعاد سلطنة عمان التي عارضت هذا الاتحاد في “ملتقى المنامة” قبل ثلاث سنوات، عندما طرحه العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قبلها بأشهر، وجاءت هذه المعارضة على لسان السيد يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني الذي كان جالسا بين الحضور، عندما تعمد الرد على مداخلة للسيد نزار مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي وتحدث عن هذا الاتحاد ودعم الدول الست له.

وقال الموقع : إن العلاقات السعودية العمانية ليست على ما يرام، والهوة بين البلدين بدأت تتسع عندما أفاقت القيادة السعودية على أنباء مفاوضات سرية أمريكية إيرانية جرت في مسقط لمدة ستة أشهر دون أن تعلم عنها شيئا، وتمخضت عن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست العظمى، وتعمق الشرخ أكثر بين الدولتين العضوين في مجلس التعاون عندما فضلت سلطنة عمان النأي بنفسها عن الحرب في اليمن، ورفضت الانضمام إلى “عاصفة الحزم” التي أطلقت الصاروخ الأول فيها.

المسؤولون العمانيون اتخذوا طوال السنوات الماضية سياسة مستقلة عن مجلس التعاون الخليجي ودوله بحسب الموقع كما ابدوا تحفظا على القيادة السعودية المهينة على المجلس، وفضلوا اتخاذ موقف محايد من الأزمة السورية، وانسحبوا مبكرا من منظومة دول أصدقاء سورية بقيادة أمريكا، وابقوا على سفارتهم مفتوحة في دمشق، وقام السيد بن علوي وزير الخارجية بزيارة رسمية إلى العاصمة السورية التقى خلالها نظيره وليد المعلم والرئيس بشار الأسد، في وقت كانت السعودية ودول خليجية تنفق المليارات على تمويل المعارضة السورية المسلحة للإطاحة به ونظامه، مثلما حرص المسؤولون العمانيون أيضا على الحفاظ على علاقات طيبة مع طهران، ولم يغلقوا سفارتهم فيها أو يسحبوا سفيرهم مثلما فعلت دول خليجية أخرى أثناء اقتحام متظاهرين السفارة السعودية وإحراقها قبل عام احتجاجا على إعدام المرجع الشيعي السعودي نمر النمر.

هذه المواقف لم تُرض القيادة السعودية حتما، بل أثارت غضبها، وتعرضت سلطنة عمان لحملة انتقاد واسعة من قبل وسائل الإعلام السعودية والخليجية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل “التويتر” و”الفيسبوك”، وجرى اتهام السلطنة، بتهريب السلاح إلى الحوثيين وحليفهم صالح، ومن بينها صواريخ باليستية إيرانية، وهو ما نفته السلطة رسميا.

العمانيون في المقابل يعتبرون أنفسهم دولة كبرى تختلف عن إمارات الخليج الأخرى فعمان تملك إرثا حضاريا إمبراطوريا كبيرا امتد من سواحل الخليج وحتى اندونيسيا وماليزيا، حيث لعب تجارها وبعثاتها دورا كبيرا في إيصال الإسلام إلى تلك البقاع، إلى جانب أشقائهم الحضارمة بطبيعة الحال، وباتت النزعة الاستقلالية لديهم تتعمق في السنوات الأخيرة، وربما هذا ما يفسر رفضهم لأي اتحاد خليجي يذيب الهوية الوطنية للدول الأعضاء فيه، ويصرون على صيغة التعاون وليس الاندماج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى