مساحات رأي

يا معشر الإصلاح .. ما فيش فايدة !!

بقلم / عبد الرحمن واصل
لم يكن للإصلاح سوى خيار واحد وهو أن يرتمي في حضن السعودية هرباً من الإمارات وهم يدركون أن الإمارات والسعودية يد واحدة ضد كيانهم وجماعتهم التي يصنفونها في قائمة الإرهاب.
فرح الإصلاحيون في البداية كثيراً عندما استجابت السعودية وعدة دول لنجدتهم ومساعدتهم عسكرياً وإطلاق ما يسمى بعاصفة الحزم ظناً منهم أنهم جاؤوا لمساندتهم والحفاظ عليهم وإعادتهم ملوكاً على البلاد بعد أن تنتهي الحرب التي أعلنوها لأسابيع على الحوثيين العدو الأول للإصلاح غير مدركين للأهداف الحقيقية التي جاء من أجلها هذا التحالف.
قصف مليشيات الإصلاح في عدن لم تكن الأولى فهناك الكثير من الضربات الجوية استهدفت تجمعات الإصلاحيين في عدد من الجبهات تم الإعلان عنها في حينه عن استحياء، فمنذ بداية الحرب على اليمن وطيران التحالف يضرب مليشياتهم ويقول إنها جاءت بالخطأ ،والسؤال كيف جاء بالخطأ وغرفة العمليات تحدد الهدف قبل أن تقلع الطائرة لضرب الهدف نفسه ،فالطيار لا يعرف أماكن تجمعات الإصلاحيين في الجبهات ولكنه يقوم بضرب الهدف ويعود دون أن يعرف ماهية نوع الهدف والضحايا الذين سيسقطون في تلك العملية.
لكن قصف مليشيا التحالف في عدن أتاح الفرصة بقوة ليعبر الإصلاحيون عن غضبهم المتراكم من التمادي الذي زاد عن حده وبعد أن كشفت نوايا التحالف تجاه الإصلاح خاصة ومحاولة الإطاحة به برعاية سعودية.
الغريب في الأمر أن الإصلاحيين لم يدينوا أي قصف شنه التحالف على المدنيين في اليمن منذ بدايته على الأقل لم يدن العمليات التي استهدفت الأطفال والمدنيين العزل ،والكارثة الأكبر أنه لم يتحدث عن القصف الذي طال مليشياتها الأسرى في ذمار لكنه فقط أدان القصف الذي مس سيادته وكرامته وهذا يعني أن كرامته وسيادته أهم من سيادة وكرامة اليمن واليمنيين.
الأمم المتحدة والمجتمع الدولي طالبوا بسرعة التدخل العاجل لوقف هذه الموجة من الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين الذين طالتهم حملات الاعتقالات والتصفيات الجسدية في محافظتي عدن وأبين، وممارسة الضغط على التحالف الذي تقوده السعودية للقيام بدوره في منع حدوث تجاوزات تنتهك القانون الإنساني الدولي.
هذه المواقف المتماهية لدى الإصلاح ومليشيات هادي والمتحالفين مع التحالف خلقت الكثير من المخاطر في بلادنا لعل أهمها خطر تقسم اليمن وهو المشروع الذي يسعى إليه التحالف حالياً وقد اتضح جلياً في أحداث الجنوب المتسارعة .
ويبقى السؤال هل تناسى الإصلاحيون أن جريمة ذمار الأخيرة ليست في إطار الصراع الدائر بين الحوثيين والشرعية؟
ألا يعلمون أن ما حصل هو امتداد لمئات الجرائم التي ارتكبها طيران التحالف بحق المدنيين ومليشياتهم .. وهل يعلمون أن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة بحقهم وحق مليشياتهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى