شريط الاخبارعربي وعالميعناوين مميزة

واشنطن بوست: قرارات بايدن عن اليمن هي الجزء الأسهل

الهوية/ وكالات

أشار تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) إلى تغير المسار الأمريكي فيما يتعلق بالحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وقال معدا التقرير (سودرسان راغفان) و(ميسي رايان) إن الإعلان عن تغير الموقف هو الجزء الأيسر لكن المهمة الأصعب قد بدأت.
ففي أسبوع واحد اتخذت إدارة (جو بايدن) سلسلة من القرارات تتعلق بالحرب الكارثية الطاحنة من ستة أعوام، فقد أعلن بايدن الخميس الماضي عن وقف الدعم العسكري للحرب في اليمن، وتعهد بإحياء المسار الدبلوماسي وعيّن دبلوماسياً مجرباً كمبعوث خاص له في اليمن.
وقبل ذلك علّقت إدارته صفقات أسلحة لكل من السعودية والإمارات بذريعة المراجعة ثم أعلنت عن إلغاء قرار اتخذته إدارة (دونالد ترامب) في آخر أيامها بتصنيف الحركة الحوثية كجماعة إرهابية. وأشارت الصحيفة إلى أن اليمن تحول ومنذ 2015 إلى ساحة حرب مستعصية ومعقدة قتل فيها آلاف اليمنيين ووضعت الملايين على حافة المجاعة.
وقال المتخصص بشؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية (بيتر سالزبري)، في تغريدة على تويتر: إن وقف الدعم لا يعني بالضرورة وقف الحرب ويجب بناء توازن لطيف بهدف وقف الحرب ويمكن أن تقبل به الجماعات السياسية والمسلحة ومنظمات المجتمع المدني به وهو أمر ليس سهلا.
وكان إعلان يوم الخميس تحركاً سياسياً ورمزياً يعني التحول عن سياسة ترامب والإشارة إلى أن الإدارة الجديدة تريد الاستثمار في الحل الدبلوماسي ووضع ثقلها من أجل تسوية سلمية.
وقال الكاتبان: إن التعقيدات زادت بعد انقسام التحالف بين (حكومة هادي) المدعومة سعودياً وبين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، مما قاد إلى مواجهات مسلحة بينهما في السنوات القليلة الماضية.
ولهذا فشلت معظم المحاولات الدبلوماسية التي رعتها القوى الإقليمية والأمم المتحدة التي دعمت لقاء في الكويت عام 2016. ومنذ ذلك الوقت ظهرت قوى جديدة متعددة وعزز الحوثيون من قوتهم في الشمال الذي يعيش فيه غالبية سكان اليمن وعددهم 30 مليون نسمة.
وقال المحقق السابق في الأمم المتحدة (غريغوي جونسون) في تغريدة له: لم تعد اليمن ينعمل كدولة واحدة واليمن هو بلد محطم ولا يظهر أن هناك إمكانية لجمع قطعه من جديد.
وعينت إدارة (بايدن) (تيم ليندركينغ)، الدبلوماسي المخضرم كمبعوث لليمن، ويحظى باحترام من الأمم المتحدة والمحللين وجماعات الإغاثة الدولية.
وجاء في بيان للبيت الأبيض: هدفنا الرئيسي هو جمع الأطراف معاً للتفاوض على تسوية تنهي الحرب ومعاناة الشعب اليمني. وسيكون هذا تحدياً، ولكن علينا جعله أولوية.
واستجابت إدارة (بايدن) لمطالب المنظمات الدولية إلغاء قرار (ترامب) تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، حيث أبلغت الكونغرس أنها ستلغي سياسة ترامب، مما سيحسن من عمليات نقل المواد الإنسانية لملايين اليمنيين.
وتطرق الكاتبان إلى ما تسببت به القنابل المصنعة في أمريكا وأطلقتها السعودية والدول المتحالفة معها على آلاف اليمنيين ودمرت البنى التحتية الحيوية في البلاد. وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ينظر إلى أمريكا باعتبارها المحرض الرئيس على الحرب. وفي صنعاء والحديدة والمدن الأخرى رسمت الصور على جدرانها وكتبت شعارات تصور القنابل الأمريكية والمقاتلات وهي تقتل المدنيين.
ويناقش المحللون أثر وقف الدعم العسكري الأمريكي الذي يقولون إنه لن يترك الكثير من الآثار العملية؛ خاصة أن الكثير من مظاهر الدعم العسكري قد قطعت، ففي 2018 ووسط الشجب في الكونغرس لمقتل المدنيين في اليمن وجريمة قتل صحافي (واشنطن بوست) (جمال خاشقجي) أعلنت إدارة ترامب وقف عمليات تزويد المقاتلات السعودية والإماراتية بالوقود وهي في الجو، إلا أن متحدثاً باسم البيت الأبيض قال إن القيود ستشمل على الحد من المشاركة في المعلومات الأمنية مع السعودية والتحالف الذي تقوده.
ولا يعرف ماذا سيحدث للعقود التي توفر الصيانة للمعدات المصنعة في أمريكا وتشارك في حرب اليمن مثل (إف-15 وإف-16)؛ إلا أن السفير الأمريكي السابق في اليمن (جيرالد فيرستين) قال إن إدارة (بايدن) ستواصل توفير الدعم للسعودية في أنظمة الدفاع على الحدود مع اليمن وأنظمتهم الجوية لمواجهة صواريخ الحوثيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى