مساحات رأي

هل كانت اليمن سويسرا يا جماعة؟!

محسن علي الجمال

مع الخطط القذرة لتحالف العدوان الذي فشل فشلا ذريعا في النيل من صمود الشعب اليمني وتجرع مرارة الهزيمة والذل ولحق به العار المحلي والعربي والعالم ورغم الحصار الجائر الجوي والبري والبحري يسعى الآن إلى استهداف الشعب اليمني عبر لقمة عيشه في رفعهم للعملة “الأمريكية”.. لينفذوا ما أسموه “إعادة الأمل للشعب اليمني” بمعناها الحقيقي.

فجأة ارتفع الدولار في الفيس، وارتفعت الأسعار في الواتس ، وكل صباح يخرج المواطن بعد أن يضع “عقله في زغنه”.. يسأل كم سعر الصرف.. ولا كأننا نعيش حصارا ماسكا بحلقوم الشعب اليمني دخل عامه الثاني  ولا كأننا أمام  حرب دمرت كل شيء.. وكأن اليمن كانت سويسرا أخرى..

ولم يتذكر المواطن  ما قاله “صاحب الروتي اليابس” الذي وصل إفلاس الدولة إلى عجزها في دفع مرتبات الجيش والأمن، ولا كأن اليمن أيضا تعاني من فساد متراكمة للهوايل السابقين، الذين كانوا يفتحون أفواههم لتمرير المخططات على حساب ثروة الشعب اليمني والذي سيسمع الشعب اليمني وخصوصا الطبقة الكادحة والفقيرة الذين يأكلون وجباتهم الدسمة يوميا زبادي وسحاوق سيقول يعلم الله كم ثروة الشعب.. بل وأحيانا لا يصلون حتى إلى شراء المحلبية وربع حبة دجاج.. فينجر البعض وراء مكايد العدوان ويحاولون صنع النصر بأيديهم وغبائهم واستحمارهم ليجعلوا من الحبة قبة ويحملوا قيادة الثورة نتائج الديون المتراكمة التي أثقلت كاهل الشعب اليمني  والتي أسسها  أصحاب اللحى اللاتي تتلون بين الفينة والأخرى  وأصبحت  كالعلم الجمهوري .

فجزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوي من صديقي.. فعلا تأتي على الإنسان ظروف أو مواقف يتغربل فيها الناس يتميز فيها الخبيث من الطيب وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مواقف يبرز فيها المتشدقون والمتزلفون والمتقربون والراكبون على الموجات والمستغلون والنافذون والمنافقون وتجار الحروب ليسارعوا إلى تثبيط الناس وإرجافهم وإبداء المخاوف ومع كل هذا يسارع إلى عملية النسخ والقص واللصق بالبوستات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مع كل شاردة وواردة يريدون الانتقام بشتى الوسائل والإمكانيات  وكأنهم “مليار دير” ونسي أنه كان ولا يزال يلاحق بعد أسراب الجراد.

فنقول للجميع لن يقف الشعب اليمني وجيشه ولجانه مكتوفي الأيدي أمام انعكاسات ارتفاع الدولار، على اليمنيين بعد هذا الحصار الخانق على مرأى ومسمع العالم العاجز والصامت والصائم ولا سيما الفقراء أن يعلموا بأننا بجوار دول من أغنى أغنياء العالم هي من تتسبب في ارتفاعه فالخيارات ستنفذ أكثر وأكثر.. وقد قالها أصدق من يصحب قوله عمله “في اليمن هذا غير وارد”..

وعلينا أن نتذكر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي –حفظه الله ورعاه- حينما بعث برسالة مفادها أيها الشعب اليمني كن حذرا، وكانت كلمة جمعت كل شيء ..ونحن مقبلون على أحداث يتزلزل منها ناقص الإيمان وقاصر الوعي.. ومن لا يُعد نفسه سيخسر.. وعلينا أن نُهيئ أنفسنا لنكون في مستوى عال من الوعي والفهم والبصيرة  فلنجرب الصلح مع الله ونتذكر الآية “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” وفيها ما يكفي وزيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى