مساحات رأي

هل طرد طاقم السفارة وقطع العلاقة مع إيران سيوقف العدوان على اليمن؟؟؟

download (49)بقلم | محمد علي العماد.

أعتقد أنه ليس هناك سبب في ما يتعرض له اليمن من عدوان وحرب شرسة، غير إيران والتي تبقى السبب الوحيد، وهذا من وجهة نظر شخصية، ليست من اليوم، ولكن منذ قبل تعرض اليمن لهذا العدوان الغاشم.

نعم، إيران السبب الوحيد في هذه المأساة التي تعيشها اليمن، ألم تكن إيران هي من استفاد من الحروب الست التي تعرضت لها صعدة؟

فحين كانت السعودية تشارك نظام صنعاء في الميدان في الحرب السادسة، تزامن ذلك، مع الانتفاضة التي شهدتها إيران من قبل الشعب الإيراني عندما اتهم النظام بتزوير الانتخابات، حينها، كانت إيران قد اتهمت السعودية بالوقوف وراء الانتفاضة، مستغلة التدخل السعودي في اليمن، حيث وظفت إعلامها لتبني قضية الحوثيين في محاولة للإيحاء للمملكة بأنهم سيردون الصاع صاعين، وهو ما جعل تلك الحرب تنتهي بحل سياسي مشفوع بانتهازية إيرانية.

نعم إيران، وليس غيرها، فهي من استغل ثورة 2011، لتوسيع نفوذها في الجنوب عبر قيادات اشتراكية تاريخية وفي الوسط عبر قيادات ناصرية وناشطين حقوقيين وإعلاميين كما حاولت التوسع في الشمال مستغلة انهيار نظام صالح وكسب بعض أنصار الله تحت مبرر خطر الإصلاح، بالإضافة إلى بعض السياسيين وعلماء الزيدية والمشايخ وانتهت الثورة بحل سياسي وبانتهازية إيرانية مخفية.

نعم إيران، دون شك، فهي من استغل ثورة 21سبتمبر 2014، في محاولة الإيحاء للعالم عبر إعلامها أيضا، بأن صنعاء باتت العاصمة العربية الرابعة التي تحكم من طهران، وتصريحات بعض مسئوليها شاهدة على ذلك، قبل أن تمضي الثورة إلى حل سياسي مؤقت، لم يخل من الانتهازية الإيرانية.

نعم إيران، سبب نكبتنا، فقد أوحت للخليج بأن اليمن أصبحت فارسية الهوى، بعد ثورة 21 سبتمبر، واستغلت الغباء الخليجي وبعض الأخطاء السياسية للقوى الثورية، ، في إبداء رغبتها بفتح خط طيران مباشر ودعم الحكومة، وهو ما دفع الخليج لتشكيل تحالف العدوان على اليمن، لتسيل دماء الأبرياء، مقابل توقيع النووي الإيراني.

نعم إيران، السبب في ما نحن فيه، وليس “خليج عدن”، أو “حضرموت” ومنفذ بحر العرب، ولا حتى وصية الملك فيصل، فهذا مجرد أسطورة من الماضي، وربما قد نعتبرها مجرد أماني خليجية، وعندما وجدوا الذريعة، حققوها، وهو ما يزيد من قناعتي بأنه لولا الانتهازية الإيرانية لما وجدت الذريعة لدول العدوان لاستباحة الدم والأرض اليمنية.

إضافة إلى ما سلف ذكره، ومن أجل اليمن، اطرح مقترحا لكل شباب “أنصار الله” و”المؤتمر” والحقوقيين والإعلاميين والسياسيين والمشايخ وجميع أفراد الشعب اليمني، من أجل قطع أي ذريعة لسفك الدم وتدمير ما تبقى في اليمن، أن يتجهز ويستعد الأحرار من الصامدين في الداخل والتواقين لوطنهم في الخارج، انتظار إعلان الحملة الإعلامية لإقفال السفارة الإيرانية، وطرد أعضاء السفارة الإيرانية وقطع العلاقة أسوة بسفارة المملكة العربية السعودية كخطوه أولى، فلا فرق بين من تقتل وتدمر طائراته اليمن، وبين من يستثمر دماء وأشلاء الضحايا سياسيا.

في حال لم تعط تلك الحملة مفعولها سيتم الإعلان عن لجنة تحضيرية لإعلان مسيرات واعتصامات، ستبدأ أمام وزارة الخارجية اليمنية، وفي حال عدم التجاوب مع المطالب (رحيل السفير وقطع العلاقات مع إيران) ستكون الخطوة الأخيرة المسيرات والاعتصامات أمام مقر السفارة الإيرانية إلى أن يتم تحقيق المطالب المشروعة.

وحينها، سنرى من يدعي بأنه جاء ينقذ اليمن من الغزو الفارسي، بأن حجته واهية، وأنه لا يفعل شيئا غير قتل وتدمير اليمن، في حين أن الشعب سيعمل على محو وهم البعبع الإيراني، الذي بسببه مضت عشرة أشهر على بداية تدمير اليمن.

كما سنجعل العالم، يدرك بأن الشعب اليمني الصامد طوال فترة العدوان وأن الانتهازية الإيرانية لا وجود لها في الميدان وإنما موجودة فقط، في أروقة المؤسسة الاستعمارية المتمثلة بالأمم المتحدة التي تضحي بشعب بأكمله من أجل نووي إيران.

كما ستدرك الشعوب العربية تلك الحقيقة، وسيدرك الخليج بأن الكأس الذي شربوه في “عراق صدام” يشربونه اليوم في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى