تقارير

هل ستعود أزمات العقاب الجماعي للشعب من جديد؟!!

الهوية / خاص

 images (1)تعصف بالبلاد حالياً أزمة محروقات شديدة في مختلف المدن وفي المقدمة العاصمة صنعاء ومنذ نحو نصف شهر وفي المقابل عادت الحملات الإعلامية إلى أوجها بين الخصوم السياسيين على الساحة المحلية فكل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر.

حيث عادت اليمن إلى أزمة العام 2011 في المشتقات النفطية فمئات السيارات تظل في طوابير طويلة لأيام أمام محطات شركة النفط التي يتوفر فيها البنزين فيما يكاد الديزل ينعدم تماماً من الأسواق.

وتقول المصادر إن البنزين أنعدم بشكل شبه تام صباح الثلاثاء ولم يتوفر إلا في محطتين في العاصمة فقط هما محطتا شركة النفط في شارع الستين وفج عطان فيما أغلقت بقية المحطات أبوابها.

وعلى إثره أعلنت وزارة الكهرباء أن محطة مأرب الغازية ستتوقف عن العمل خلال أيام نتيجة انعدام الوقود الكافي لتشغيلها وأن الظلام الطويل سيعود إلى ليال المدن اليمنية من جديد .

إلى ذلك قالت مصادر مؤكدة أن البنك المركزي اليمني أوقف صرف جميع الاعتمادات لعدد من الوزارات والمحافظات وعدد كبير من مؤسسات الدولة بحجة عدم وجود سيولة.

الأمر الذي اعتبره عدد من المراقبين نتاج انتهاء لاتفاقات كانت سرية بين الأطراف السياسية بعد فشل أخونة بلدان الربيع العربي وهو الأمر الذي دفع بالرئيس إلى تغير توجهاته السياسة وتعامله مع الأطراف السياسية على الساحة المحلية التي عودته  منذ توليه زمام الأمور في البلاد على تقاسم المناصب وما إن رفض الرئيس مؤخراً تلبية رغبات خصوم السياسة حتى عادة أزمات العقاب الجماعي التي افتعلها الخصوم في العام 2011م إلى السطح من جديد وهو الأمر الذي يؤشر ربما إلى حدوث موجة جديدة من أزمات العقاب الجماعي بحق أبناء الشعب.

فيما يري آخرون أن الحكومة تريد تنفيذ اشتراطات البنك الدولي المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية مقابل حصولها على الدعم .. كعقاب للشعب الذي خذلها بالمطالبة بإسقاطها من جهة ومن أخرى رفضاً لبعض توجيهات الرئيس الذي لم ينصع لرغبات أطرافها المتحاصصين متسائلين عن المستفيد الأكبر من وراء كل ذلك .!!

فيما تقول مصادر في شركة النفط إن السبب الرئيسي في عودة أزمة المشتقات النفطية إلى قيام مسلحين قبليين في كل من مأرب وحضرموت بمنع ضخ النفط واستخراجه وكذا احتجاز عشرات القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية على إثر مطالب لهم لم تنفذها الحكومة .

فيما يرى الخبراء أن المستفيد الأكبر من حدوث هذه الأزمة هو حزب المؤتمر الشعبي العام كونه  استطاع أن يتلاعب بأوراق خصومة حيث دفع ببعضهم نحو خلق اختلافات مع الرئيس هادي فيما عمل وبكل إصرار على الدفع بأطراف أخرى نحو تأجيج الصراعات في البلاد في حين عمل على تسخير آلته الإعلامية للقول للشارع أنا الوحيد الذي دائما يحرص على مصلحة الشعب وليس سواي !!

 وهو الأمر الذي كشفته أحدى الصحف التابعة له حيث قالت إن سبب أزمة المشتقات الأخيرة يعود إلى موقف الرئيس هادي وقيادة حزب الإصلاح من أمرين اثنين : هما رفع الدعم عن المشتقات النفطية وقرار إقالة محافظ عمران وقائد اللواء 310 مدرع اللواء حميد القشيبي.

وهذا يعكس هدف مؤتمر وأطراف أخرى تسعى في فلكه من وراء حدوث هذه الأزمة والحديث عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية.

فهؤلاء بموقفهم هذا يؤيدون رفع الدعم عن المشتقات النفطية كون هذا هو نفس الطلب التي عملت حكومات المؤتمر ومنذ عقود على تنفيذها ابتداء برفع الدعم عن المواد الغذائية وغيرها انصياعا لاشتراطات البنك الدولي الذي بدأ يملي عليها شروطه منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم وما قانون الإصلاح المالي والإداري عنكم ببعيد . فالمؤتمر مستفيد من أزمة المشتقات حتى يؤجج الشارع وجسد في أذهانه ما بدأه منذ سنوات وهو  الأفضل منا متناسياً أنه ما يزال يمثل نصف الحكومة ومعظم البرلمان وما يزال يتقاسم المناصب مع شركائه في الحياة  السياسية في البلاد.

فيما يرى آخرون أن أطماع حزب الإصلاح في التوسع في المناصب القيادية قد خلق الشرخ بينه وبين الرئيس هادي في ظل الصراعات التي يؤججها المؤتمر ببين خصومه الآخرين !!

وكانت وسائل أعلام حزبية قد تناولت ما قالت إنه خلافات بين الرئيس وأولاد الأحمر والجنرال .

موضحة أن ذلك لم يعد سرا خاصة مع تصاعد حدته في الأسابيع الماضية على خلفية التطورات التي شهدتها محافظة عمران مؤخرا والذي تجلى في تكثيف الإعلام المحسوب على الجنرال وأولاد الأحمر حملته التحريضية ضد الرئيس هادي ووزير دفاعه عبر سلسلة من التقارير والمقالات التي تنوعت ما بين النقد والتحريض والسخرية مرجعة أسباب ذلك رفض الرئيس ووزير دفاعه إدخال الجيش في حرب مع جماعة أنصار الله رغم إلحاح الجنرال وأولاد الشيخ وحزب الإصلاح  والمساعي الخفية لأطراف في حزب المؤتمر وهو الأمر الذي اعتبره محللون اتفاقات جديدة بين المؤتمر والإصلاح .

فيما اعتبرت هذا الخلاف حيال هذه القضية بين الرئيس والأطراف المذكورة السبب الرئيسي لأزمة المشتقات الراهنة وهو ما اعتبرته مصادر في الرئاسة نوعا من التهويل والإشاعات ليس إلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى