تحليلات

هادي ينجح في جر الحراك إلى صفه .. ومحللون يتساءلون التحول نحو التأييد قناعة أم صفقة ؟ !!

تنزيل (3)الهوية / خاص:

تمخض لقاءان بين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقيادات في الحراك الجنوبي السلمي ، بالعاصمة صنعاء، عن إعلان كافة قوى الحراك تأييدها لهادي وللخطوات التي يتخذها حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة، وذلك بعد أن ظلت قوى الحراك تتمرس خلال الفترة الماضية التي تلت انطلاقها خلف مطلبها الخاصة بفك الاربتاط.

إعلان التأييد:

ففي الثامن من شهر يونيو الماضي، تم عقد أول لقاء بين هادي، ومؤسس جمعية المتقاعدين العسكريين، وأبرز قيادات الحراك، العميد ناصر النوبة، أحد أبرز القيادات الجنوبية المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب،وتم إعلانه في وسائل الإعلام الرسمية، وحينها خرج العميد النوبه، بتصريح عقب لقائه هادي، أكد فيه أن ” استعداده للتعاون مع الرئيس هادي،في كلما يهم القضايا الوطنية”.

وأوضح، عن اتفاقه مع هادي ” على الكثير من الخطوط والعمل بصورة نوعية من أجل المضي صوب المستقبل بصورة واضحة”، مبينا طبيعة عن لقائه مع الرئيس هادي، وسماعه ” من الرئيس شرحا حول استمرارية المعالجات والعمل الاستراتيجي لحل القضية الجنوبية”.

تعهد جنوبي:

وإزاء ذلك تعهد القيادي في الحراك الجنوبي، ” ببذل قصارى جهدنا من أجل التعاون مع الرئيس في كلما يهم القضايا الوطنية وسنعمل برؤية تخدم التطلعات نحو المستقبل الجديد وما يحمله من آمال عريضة من أجل الحرية والعدالة والمساواة “.

استمرار اللقاءات:

وبعد 12 يوما على اللقاء الأول، تم إقامة لقاء جديد، الأحد الماضي والذي يوافق الـ22 من ذات الشهر، الذي عقد فيه اللقاء الأول، التقى، الرئيس هادي، بعدد آخر من قيادات الحراك، بقيادة العميد النوبه، تم فيه الإعلان مرة أخرى عن “تأييدها للرئيس عبد ربه منصور هادي وقراراته ومخرجات مؤتمر الحوار”.

وألقى النوبه في اللقاء الثاني، كلمة خاطب فيها هادي بالقول ” نلتقي هنا معكم وفي ظل قيادتكم وقد جئنا من مختلف شرائح ومكونات الحراك الجنوبي من اجل السلام والوئام والوقوف إلى جانبكم ومع مخرجات الحوار الوطني الشامل “.

وأضاف :” إننا وبصدق نقدر لكم تقديرا عاليا جهودكم الوطنية التي بذلتموها شخصيا من اجل اليمن عموما والقضية الجنوبية خصوصا “.

تجديد إعلان التأييد:

وأكد العميد النوبه أن جميع قوى الحراك ” “تؤيد كل خطواتكم يا فخامة الرئيس وقراراتكم وإجراءاتكم وما ترونه في طريق تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ونؤكد وقوفنا الى جانبكم في كل تلك لخطوات حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة”.

هادي.. مشاغل تحول دون اللقاء المبكر:

أما الرئيس هادي، فأكد لقيادات الحراك وأعضائه، أن لقاءه بهم اليوم ” كان يفترض أن يتم قبل هذا بكثير من الوقت ولكن المشاغل الكثيرة والبرامج المختلفة ربما حالت دون ذلك”.

وأضاف ” ولكننا نؤكد لكم اليوم أننا قد استطعنا تجاوز العديد من التحديات والمصاعب وكنا منذ انفجار الأزمة مطلع العام 2011 نعمل مع كل القوى الخيرة الوطنية من اجل تجنيب اليمن ويلات الصراع والاحتراب والتشظي وصولا إلى الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في 18 مارس من العام الماضي وكانت تلك هي المعجزة التي جمعت كل القوى السياسية اليمنية بكل أطيافها ومشاربها وانتماءاتها اجتماعيا وثقافيا وخلاف ذلك تحت مظلة الحوار الوطني الشامل بدون سقف وبدون حدود”.

وتحدث هادي عن “حوارات مكثفة جرت في أجواء من التآلف والوئام بين المشاركين في مؤتمر الحوار بعد أن كانت المتارس والخلافات والبنادق هي السائدة في الميدان ومضت عجلة الحوار الوطني الشامل تحت راية الوحدة والديمقراطية في سبيل بناء اليمن الجديد على أساس جديد يرتكز على العدالة والحرية والمساواة وبناء الدولة المدنية الحديثة بمقتضى الحكم الرشيد وذلك تنفيذا لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية ذات الصلة “.

وأشاد بـ” المخرجات القيمة التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني بتوافق كافة القوى والمكونات السياسية بما في ذلك التوافق على نظام اتحادي يشمل ستة أقاليم لضمان صياغة جديدة لمستقبل اليمن الجديد المأمول من خلال نظام حكم جديد يواكب العصر ويرعى مصالح الشعب ويوسع دائرة المسؤولية ويضمن المشاركة في السلطة والثروة فضلا عن فتح آفاق جديدة عبر حكومات الأقاليم”، مؤكدا أن النظام الجديد للبلاد ” حديث في مبناه وتعامله ويتجاوز المركزية التي كان لها أسوأ الآثار في الاستحواذ وعدم الإنصاف والعدالة في توزيع الثروة والسلطة ومشاريع البنية التنموية الخدمية والاقتصادية”.

هادي ذكر بالاعتقال والاعتذار:

وفي حين، أشاد هادي ” بالنضالات التي اجترحها الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية منذ عام 2007م”، ذكر قيادات الحراك بتعرضهم للتوقيف والمحاسبة عند مشاركته في المسيرات والمظاهرات.

وقال:” لاشك بان الكثير منكم قد تعرض للتوقيف والمحاسبة عند مشاركته في المسيرات والمظاهرات،إلا أن ذلك النضال استمر حتى هبت رياح التغيير لما سمي بالربيع العربي الذي انطلق من تونس ثم جمهورية مصر العربية وليبيا وصولا إلى اليمن”.

وتحدث هادي عن اعتذار الحكومة عن حرب 94 وحروب صعدة، مبينا أن العمل جار من أجل تطبيق ما جاء في البنود 20 + 11 المنبثق عن الحوار الوطني بما يكفل المعالجة الفعلية للقضية الجنوبية التي حظيت باهتمام محلي وإقليمي ودولي “.

وأكد أن ” معالجات كثيرة قد تمت للعديد من المطالب والقضايا من خلال اللجان القضائية والتي شملت إعادة من سرحوا قسريا ومن تقاعدوا دون بلوغهم احد الأجلين ومعالجة قضايا الأراضي والعقارات والمنهوبات وهناك قرارات أخرى على هذا الصعيد”.

وقال هادي مخاطبا قيادات الحراك الجنوبي السلمي:” يكفي ما فاتنا وما ضيعناه منذ قيام الثورة اليمنية 26سبتمبرو14اكتوبرحت اليوم”، منبها بأن مخرجات الحوار لا يمكن أن يؤثر عليها احد أو أي جماعة أو قوة سياسية أخرى وذلك لان مخرجات الحوار مؤيدة ومباركة ومدعومة من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.

اللقاء مع الملفحي:

وفي لقاء لم يتم تناوله في وسائل الإعلام الرسمية، اجتمع هادي، في الـ12 من يونيو مع القيادي البارز في الحراك الجنوبي، عبد العزيز بن عبد الحميد المفلحي، الذي وصل العاصمة صنعاء قادما من السعودية .

المفلحي، هو الآخر خرج بتصريح عقب لقائه هادي، أكد فيه اتفاقه على الكثير من الخطوط مع الرئيس هادي والعمل بصورة نوعية من اجل المضي صوب المستقبل بصورة واضحة.

تأييد حراكي وشغل جنوبي للوظائف الشاغرة:

وجاء  تأييد قوى الحراك المناهضة للوحدة، في غضون مناقشة قرار خاص يقضي بإعطاء الأولوية للجنوبيين لشغل الوظائف الشاغرة في الدولة.

وأوصت لجنة حكومية برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الاثنين الماضي، رفع مشروع قرار للحكومة بإعطاء الأولوية للجنوبيين لشغل الوظائف الشاغرة والتأهيل والتدريب في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وذلك على المستوى المركزي ( الوزارات والمؤسسات والهيئات المركزية ) مع احترام متطلبات الخدمة المتعلقة بالمؤهلات والمهارات وبما يؤدي إلى إزالة التمييز وتحقيق العدالة.

وشارك في اجتماع اللجنة الحكومية، رئيس الهيئة السياسيــة لمكون الحراك السلمــي الجنوبي المشارك في الحوار الوطني، إلى جانب وزراء الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، والتخطيط والتعاون الدولي والشئون القانونية.

 وجاء مشروع القرار بناء على ما نصت عليه المادة (11) من مخرجات الحوار الوطني الشامل والتي قضت بأنه :” يجب معالجة عدم المساواة في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن على المستوى المركزي عبر قوانين ومؤسسات وبما يضمن إلغاء التمييز وتحقيق تكافؤ الفرص لجميع اليمنيين، ومن اجل معالجة تفاوت التمثيل في التوظيف يكون للجنوبيين أولوية في شغل الوظائف الشاغرة والتأهيل والتدريب في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن ويجب أن تحترم التعيينات متطلبات الخدمة المدنية المتعلقة بالمهارات والمؤهلات ولا يحق صرف أي موظف بشكل تعسفي”.

وأناط مشروع القرار المقترح من اللجنة مهمة المتابعة لأمين عام مجلس الوزراء بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والهيئة السياسية للحراك السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، ورفع النتائج إلى رئيس مجلس الوزراء أولا بأول.

ردة الفعل الجنوبية ضد التقارب الهادي الحراكي:

وإزاء الإعلان الرسمي لقوى الحراك، عن تأييدها الكامل لهادي، وخاصة، وأن القيادي النوبه، كان يمثل يوما صوتا معارضا وقويا ضد استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب.

وأعرب ناشطون جنوبيون ، عن شعورهم بالصدمة إزاء التحولات التي جعلت من زعيم ومؤسس الحراك، أبرز الداعين والداعمين للرئيس هادي، وقرارات مؤتمر الحوار، خاصة منها المخرجات المتعلقة بالقضية الجنوبية.

وخرج الناشط بالحراك فواز الكلدي، في منشور على صفحته بفيس بوك، مخاطب العميد النوبة قائلا (لست خائن ولا عميل أنت مناضل جنوبي من أول من خرج للساحات … بس انتبه وافهم نحن أيضاً لسنا كالخرفان تقودنا كل يوم إلى اتجاه” .

وأضاف الكلدي:” أمس تنادينا إلى عدم انخراط في الحوار وأن حوار صنعاء ﻻيعنينا .. واليوم تنادينا إلى تنفيذ مخرجات الحوار . لقد هرمنا منكم جميعاً يا قيادات الجنوب”.

وإزاء النظرة المتشائمة للكلدي، يرى أوسان الفضلي، خطوة التقارب بين هادي وقوى الحراك المنادية بفك الارتباط، ” انتقال نوعي ومنظم وهادف.

وقال :” الرئيس عبد ربه منصور هادي ينقل الحراك من العشوائية والفوضوية والعزلة إلى الشرعية الدولية والوطنية بخطوة اليوم التي التقى بها عبد ربه منصور مع قيادات الحراك يعتبر الحراك انتقل نقله نوعيه منظمه وهادفة وواضحة وأصبح عبد ربه يرعى القضية الجنوبية رسمياً أشكرك فخامة الرئيس عبد ربه منصور وإلى الأمام”.

 ويرى، الصحفي، فتحي بن لزرق، في تصريحات نشرت له مؤخرا – أن “تقاطر الجنوبيين اليوم إلى صنعاء هدفه إسناد جبهة هادي والوقوف إلى جانبه ومساندته ودعمه في مواجهة التحديات الماثلة”.

وتوقع بن لزرق”يعزز الجنوبيون حضورهم السياسي وقدرتهم على المشاركة في صناعة التحولات السياسية في اليمن، وقد يتحولون إلى قوة سياسية فاعلة ومؤثرة وسينتقلون من دور الفئة المهمشة إلى الفئة الفاعلة”.

وقال بأن “التفاف الجنوبيين حول هادي يمكنهم من أشياء كثيرة، بينها تقوية جبهته في مواجهة الأطراف السياسية في شمال اليمن”. وأضاف “الأمر الأخر هو تمكنيهم من إدارة مناطقهم عقب بدء تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”، مشيراً إلى أن “هذه خطوة وإن كان كثيرون يرون بأنها لا تلبي مطامح شعبية ذات سقف أعلى فإنها خطوة ايجابية”.

التأييد مقابل شغل الوظائف الشاغرة:

وفي تعليق، له على إعلان الحراك الجنوبي السلمي، تأييده لهادي، والذي جاء تزامنا مع تدارس لجنة حكومية قرار بشغل الجنوبيين الوظائف الشاغرة في الدولة، كتب الصحفي، نبيل الصوفي، تعليقا على صفحته بفيس بوك، قال فيه ” يشتري عبد ربه منصور هادي، أوهام الجنوبيين عبر مسمى أولوية التوظيف، وحين تحدثه عن أي شيء آخر يخص الدولة يقول لك: بعد إقرار الدستور”.

التحول نحو التأييد .. قناعة أم صفقة:

وحتى اللحظة، لا يبدو في الأفق سوى توجيه انتقادات لقادة الحراك، اللذين وضعوا أيديهم بيد هادي، للمضي نحو تحقيق الأهداف المرسومة، وفقا لما قاله العميد النوبه في لقائه الأخير بهادي، بعد أن كانوا من أكبر المناهضين لسياسته، والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن وأثارها ناشطون ومهتمون بالشأن الجنوبي، تتمحور حاليا، حول الأسباب التي قادت مسؤولي الحراك نحو لهادي، وتنازلهم عن مطلب فك الارتباط.. هل جاء التحول عن قناعة تامة؟ أم هناك صفقة تم إبرامها والتوصل إليها بين هادي وقادة الحراك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى