تقارير

نقص المياه في اليمن حرب داخلية عواقبها أخطر من الحرب الخارجية

images (23)تقرير/ الهوية  

في اليمن أصبح الحصول على الماء أصعب من مجرد فتح صنبور. إذ يحمل ملايين اليمنيين في مختلف أرجاء البلاد الأواني البلاستيكية إلى محطات المياه لجلب احتياجاتهم اليومية.

اليمن هو أفقر دول شبه الجزيرة العربية وأقلها من حيث الموارد المائية. ويحذر الخبراء الآن من أن نقص المياه في البلاد ربما يشكل تهديدا أكبر للسكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة من الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر والتي أدخلت البلاد في أزمة إنسانية شديدة.

صنعاء على غرار حربها (بل حروبها) الطاحنة، تتهدّدها حرب مياه ضارية. وتشتهر بلدان الشرق الأوسط بأنها مساحات لحروب المياه. لكن، ربما لم يكن متوقّعاً أن تندلع حروب المياه «الداخليّة»

في المقابل، تبدو حرب المياه «الداخليّة» في اليمن، أكثر «داخليّة» مما  يحصل في أي دولة أخرى.

إن نقص المياه والإمدادات الطبية التي يعاني منها الملايين من الأسر اليمنية، في محاولة للبقاء على قيد الحياة، وسط الحرب الأهلية الدامية تضع القوى الأكبر بالشرق الأوسط في مواجهة خطر تفاقم وضع يصنف بالأكثر جفافا في دول العالم، وبحسب جريدة الإندبندنت البريطانية فإن الحرب القائمة من قبل قوات العدوان الذي تقوده السعودية والتي بدأت في شمال اليمن، أصابت حوالي 13 مليون شخص وتحولوا لطالبي إمدادات منتظمة من المياه الصالحة للشرب، وذلك بسبب نقص الوقود اللازم لضخ المياه من الآبار الجوفية لمليون شخص في عدن والتي تنقص على مدى أكثر من خمسة أيام متواصلة، وحذرت وكالات الإغاثة العاملة على الأرض من أن نقص المياه يدفع الآن البلاد إلى شفا كارثة إنسانية على نطاق أوسع.

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه منذ عدة أشهر ويتم ترويع المواطنين اليمنيين، نتيجة للحرب التي مزقت البلاد، والتفجيرات والهجمات بقذائف الهاون، ولكن الآن هناك ترويع من نوع آخر ينمو، والذي يتسبب في الوفاة أيضا، وهو نفاد المياه.

وتوضح الصحيفة أن اليمن البلد العربي الفقير يعاني من ندرة حادة في المياه منذ عقود، ولكن الأشهر الأربعة الماضية ساعدت في تفاقم الأوضاع بشكل كبير، حيث إن الهجمات تستهدف تدمير أنابيب المياه وصهاريج التخزين والضخ في عدد من المدن.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن عدد اليمنيين الذين يعانون من نقص المياه منذ بدء الحرب قد تضاعف، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، حيث إن أكثر من 20 مليون شخص، حوالي 80% من اليمنيين يناضلون من أجل الحصول على المياه للشرب والاستحمام.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى