القدس

نائبٌ إسرائيليٌّ يقترِح احتلال غزة بجيشٍ من الكيان وجيوش من الدول العربيّة المُعتدِلة

الهوية- رأي اليوم-:
تُواصِل الجبهة الجنوبيّة في كيان الاحتلال، أيْ قطاع غزّة، الاستحواذ والهيمنة على الأجندة السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة، إذْ أنّ كلّ سياسيٍّ مبتدئٍ بات جنرالاً في عيني نفسه، ويقوم بطرح الحلول لمعضلة قطاع غزّة، التي باتت تُلازِم سُكّان المنطقة وأدّت إلى ارتفاعٍ حادٍ جدًا وكبيرٍ في عدد المُصابين بالأمراض النفسيّة نتيجة الخوف من صواريخ المُقاومة.
في هذا السياق قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ، إنّه لا بُدّ من القضاء على حركة حماس، لأنّه الحل الوحيد للمواجهات الدائرة مع غزة، استلهامًا من تجارب التاريخ الماضي والحاضر في دولٍ وإمبراطورياتٍ أخرى، لأنّ أساس قيام حماس يستند إلى التزامٍ دينيٍّ متطرّفٍ بمحاربة إسرائيل إلى حين القضاء عليها، وإنهائها، وتدميرها باعتبارها دولة اليهود، على حدّ تعبيره.
وأضاف ميخائيل بار-زوهار، الذي كان مُقرّبًا جدًا من الرئيس الإسرائيليّ السابِق، شيمعون بيريس، وكتب له سيرة حياته، أضاف في مقالٍ نشره بصحيفة إسرائيل اليوم، أنّ حركة حماس وقادتها يعلمون أنّ ذلك لن يحصل في يومٍ أوْ سنةٍ، ولذلك توافِق الحركة بين حينٍ وآخر على إبرام ترتيباتٍ مع إسرائيل بصورةٍ أوْ بأخرى، في حين يحظى الإسرائيليون بفترةٍ زمنيّةٍ من الهدوء النسبيّ لشهورٍ أوْ سنواتٍ معدودةٍ، لكن، استدرك الكاتِب قائلاً إنّ الهدف النهائيّ لحماس لم يتغيَّر، بل يتجدّد بين حينٍ وآخر، وفي كلّ مُناسبةٍ، ويتمثل بمهاجمة إسرائيل عمليًا، كما قال بار-زوهار في مقاله.
وأوضح النائب السابق قي الكنيست الإسرائيليّ بار-زوهار، وكاتب السيرة الذاتيّة لدافيد بن غوريون أوّل رئيس حكومةٍ إسرائيليّةٍ، أوضح أنّ حماس أمامها احتمالان اثنان فقط لا ثالث لهما: الأوّل أنْ تتنازل عن محاربة إسرائيل عبر الكفاح المسلح، كما فعلت حركة فتح في حينه، والبحث مع إسرائيل عن توافقٍ للتعايش معها، وربما اتفاق سلام، ولكن في حال فعلت ذلك حماس، فإنها ستفقد مصداقية قيامها وتأسيسها، طبقًا لأقوال بار-زوهار.
عُلاوةً على ذلك، أشار الكاتِب إلى أنّ الاحتمال الثاني هو الاستمرار في الحرب الدامية ضد إسرائيل، وتجديد هجماتها بين حين وآخر، رغم الترتيبات الأمنية والميدانية التي يعقدها الجانبان، لكن هذا الاحتمال لا يقدم بشائر لا لإسرائيل ولا لقطاع غزة، طبقًا لأقواله.
وأكّد الكاتب بار-زوهار على أنّ زعماء كيان الاحتلال ومحلليه السياسيين وكثير من رجال الجيش يرفضون الخروج إلى عمليةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ لتصفية حماس، انطلاقا من القناعة السائدة بإمكانية وقوع قتلى كثر في صفوف جنودنا، هذا صحيح، لكنّ الأمر يتطلّب حربّا قاسيةً وصعبةً، وسوف ندفع خلالها ثمنًا باهظًا، مع العلم أنّه في حال بقي الوضع كما هو مع غزة، فإنّه سيجبي منّا أثمانّا باهظةً مرّةَ وأخرى وثالثةً، على حدّ قوله.
وشدّدّ الكاتب في مقاله على أنّ ما أسماها بـهذه العجلة السيئة من الترتيبات والهدن والتحرشات، وما يتخللها من إطلاق القذائف الصاروخية والردود الإسرائيليّة على غرار: الجرف الصامد 2014، وعمود السحاب 2012، والرصاص المصبوب 2008، سوف يستمر سنواتٍ طويلةٍ على هذا النحو، مما سيكلفنا ضحايا كثرٍا، وسيعمل على محو الردع الإسرائيليّ كليًّا، أكّد بار زوهار.
وأضاف أنّه لا يُمكِن لدولةٍ كبيرةٍ مثل إسرائيل أنْ تضطر بين حينٍ وآخر لأن يختبئ مواطنوها في الملاجئ، والاحتماء خلف منظومة (القبّة الحديديّة)، والمنظومات الدفاعية، لأنّ حماس لم تُغيِّر جلدها، وما زالت متمسّكةً بخيار الكفاح المسلح، وليس هناك من مؤشرات على أنّها مستعدّة لذلك، ممّا يتطلّب من إسرائيل المبادرة لتنفيذ عملية واسعة للقضاء عليها، بحسب قوله.
وأكّد أيضًا أنّ ذلك لا يعني إعادة احتلال قطاع غزة من جديد، بل يجب علينا تنسيق خطواتنا باتجاه المعركة العسكرية مع حماس مع الدول العربية المعتدلة، فهي لديها أسبابها الخاصّة للتخلّص من حماس، وبعد القضاء على الحركة يجب إقامة سلطة مدنية في غزة، من خلال مراقبة ودعم مصر والدول العربية الأخرى، على ألّا يكون لإسرائيل دور في إدارة شؤون غزة بعد التخلص من حماس، أكّد الكاتب الإسرائيليّ.
وخلُص إلى القول إنّه في ضوء السياسة الإسرائيليّة الحاليّة، فإننّا سنستمر بإدارة الجولات العسكريّة من جولةٍ إلى أخرى، ومن تسويةٍ إلى ثانيةٍ، ومستوطنو غلاف غزة سيُواصِلون الاحتجاج في ظلّ استمرار حماس بحفر الأنفاق والضفادع البشرية والطائرات المسيرة والحرائق وغيرها وغيرها، ونحن نواصل الثرثرة، مع أنّه يجب أنْ يكون واضحًا أنّه طالما بقيت حماس بشحمها ولحمها، فلن يكن أمامنا من حلٍّ سوى القضاء عليها، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى