تحقيقاتخاص الهويه

ميناء المخاء .. بوابة التهريب الأولى !!

في ظل الإهمال والمنافع المتبادلة بين الأمن والمهربين والمواطنين..  ضبط 50 عملية تهريب في 40 يوماً وقيمة إحداها 50 مليون ريال!!
بعد أن كان ميناء المخاء في العصور الماضية يمثل بوابة اليمن الرئيسة لتصدير البن اليمني الفاخر إلى أصقاع الدنيا ومنه اكتسبت اليمن سمعة رفيعة بين بلدان العالم .
حيث عرف من قديم الزمن باسم ( كوفي موكا) وذلك بسب تصدير البن منه وهو ما يدل أن تجار اليمن كانوا يتجهون إليه لتصدير واستيراد ما ينفع العباد ويرفع سمعة البلاد .
غير أن ميناء المخاء أصبح اليوم مع الأسف يمثل البوابة الأولى لتهريب مختلف المواد والسلع الخطرة إلى بلادنا وهو ما تؤكده المعلومات المنشورة يومياً عن توسع ظاهرة التهريب عبر هذا الميناء الذي جعلنا منه عبارة عن نموذج لموانئ البلاد التي تتم عبرها جرائم التهريب .
فيا ترى ما حجم ظاهرة التهريب التي شهدتها سواحل المخاء خلال الشهر المنصرم ولماذا تتوسع هذه الظاهرة في سواحل المخاء بالذات؟ أي دور الأجهزة الأمنية في محاربة التهريب بالمخاء وما هي العوائق التي تقف حائلاً بينها وبين الحد من هذه الظاهرة المدمرة؟
أسئلة هامة حاولنا في تحقيق الهوية لهذا العدد أن نحصل على إجاباتها من خلال المعلومات المنشورة في التقارير المحلية والتي صدرت مؤخراً وتناولت أوضاع ميناء المخاء في ظل تزايد جرائم التهريب في سواحل المخاء.
فكانت الحصيلة التالية:-

الهوية../ قسم التحقيقات

??? ?? ????? ?????? ??????? ???? ??? ?????? - ?????: ????? ??????? - ?????? ??????? www.almasdaronline.comضبط أكثر من 50 عملية تهريب بالمخاء في 40 يوماً
تشير التقارير التي حصلت الهوية على نسخ منها أن ظاهرة التهريب في ميناء وسواحل المخاء ومنها ذباب تتوسع يومأ بعد يوم وتكاد جرائم التهريب التي يتم الكشف عنها وضبها في سواحل المخاء تتم بشكل يومي حيث أكدت التقارير ضبط نحو 50 عملية تهريب في سواحل المخاء خلال الفترة الممتدة من بداية يناير الفائت وحتى اليوم وهي تمثل نحو 40 يومأ نسرد لكم عددا من أكبر وأهم تلك العمليات التي ضبطها خلال المدة المذكورة..
1-  ضبط سفينة محملة بالبضائع المهربة
حيث تمكن فريق مكافحة التهريب وبالتعاون مع عناصر اللواء 35 في تاريخ 7 فبراير من ضبط سفينة تدعى الزعيمة (جوهر) في سواحل المخاء تحمل بضائع مهربة.  وتتمثل بـ550 كرتون ألعاب نارية و350 كرتون سجائر مهربة.
2-  ضبط مواد مهربة بقيمة 50 مليون ريال
وفي الـ5 من فبراير الجاري تمكنت قوات خفر السواحل قطاع المخاء وقطاع اللواء “35” بمديريات الساحل من ضبط قارب وعليه ما يقارب 190 كرتون ألعاب نارية من مختلف الأنواع.
كما تم ضبط سفينة محملة بكمية كبيرة من السجائر المحظورة والألعاب النارية بمنطقة الكدحة من مديرية ذباب والتي قدرت مصادر عسكرية قيمتها بـ 50 مليون ريال .
3- ضبط قاربين يحملان 200 كرتون من السلع المهربة
وفي 4 فبراير تمكنت قوات خفر السواحل في سواحل ذباب بالمخاء من ضبط قاربين نوع جلبه محملين بأسلحة ونحو 200كرتون من الألعاب  النارية والسجائر المهربة ..
وقد تمكن أحد القوارب من الفرار باتجاه دولة جبوتي وبمساعدة جماعة مسلحة ..
4-  ضبط سفينة تحمل أسلحة ومبيدات مهربة
وفي 31 يناير ضبطت قوات مكافحة التهريب التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة سفينة محملة بكمية من المبيدات المهربة وفي أسفلها أسلحة، بالقرب من ميناء المخاء وحسب معلومات تداولتها مواقع إخبارية حينها أن حمولة السفينة تتبع أحد التجار في صنعاء.
5- ضبط 3 شاحنات محملة بالمتفجرات..
وفي الـ30 من يناير كشف مصدر عسكري في قيادة المنطقة الرابعة عن تمكن قوات الشرطة العسكرية والأمن في محافظة لحج من ضبط ثلاث شاحنات تحمل حاويات مليئة بالمتفجرات كانت في طريقها إلى مدينة عدن قادمة من المخاء.
6- ضبط عشرة صحون أثرية ترجع لـ200سنة
وفي 29يناير تمكن عمال أرصفة ميناء المخاء من ضبط عدد من القطع الأثرية كان احد المسافرين يحاول تهريبها إلى جيبوتي .
وأوضحت مصادر في الميناء ان القطع الأثرية تحوي عشرة صحون قديمة مختلفة الأحجام وعليها مخطوطات ورسومات وصندوق خشبي وباب خشبي قديم يرجع تاريخه إلى أكثر من 200 سنة ..
7-  ضبط قاربين محملان بالخمور والمبيدات المحظورة
وفي 28يناير ضبطت وحدهة مكافحة التهريب بالتعاون مع خفر السواحل كمية من الخمور والمبيدات السامة على متن قاربين نوع جلبة.
وأوضحت مصادر في الميناء أن حمولة القاربين تمثلت 557 كرتونا من المبيدات الزراعية والحشرية السامة والغير مصرح دولياً ،و 132 قارورة من الخمور كانت داخل شوالات ومغطسة في مياه البحر بمنطقة كما ضبط معها 9 أشخاص كانوا على متن القارباين.
كما تم ضبط سيارة هيلوكس وعلى متنها 3 أشخاص خلال محاولتهم تهريب المبيدات والخمور .
8-  ضبط 600كرتون من المبيدات المحظورة.
حيث ضبطت قوات خفر السواحل بساحل المخاء في 2ينايركميات كبيرة من المبيدات المهربة والمحظورة على متن قاربين من نوع جلبة كانا قادمين من إحدى دول القرن الإفريقي.
وهذا مجرد غيض من فيض من عمليات التهريب التي يتم الكشف عنها وهناك العشرات من عمليات التهريب لمختلف أنواع السلع والمواد المهربة والمنتهية والمزورة والتي لم يتم ضبطها ونجت بالدخول إلى الأسواق اليمنية وما سيل المواد والسلع الرديئة التي تغرق أسواقنا المحلية إلى خيل دليل على ذلك.

ضباط في المخاء يسهلون مهام المهربين!!
وحول أسباب توسع ظاهرة التهريب في سواحل المخاء قال مدير أمن محافظة تعز العميد الركن محمد صالح الشاعري في تصريح له أدلى به في تاريخ 28 يناير الماضي ان التهريب في تعز آفة مرتبطة بأشخاص ابتداء من المخاء ومرورا بتعز ومتنفذين في صنعاء لهم علاقة بالتهريب.. وقال :لقد اكتشفنا ان ضابطاً في المخاء يقوم بحل الخلافات بين المهربين ويسمح للبواخر المحملة بالمواد المهربة بالإرساء في الميناء وقد أبلغنا وزارة الدفاع بهذا الشأن.
وأضاف إن إدارة الأمن تعاني من تراكمات قديمة ونقص في الإمكانيات من خلال الدعم من سلاح وذخائر وأطقم..
وأشار إلى أن اعتماد أمن محافظة تعز كاعتماد أمن محافظة الضالع، الأمر الذي لا يساعد على مواكبة الاختلال الأمنية.
موضحاً أن هناك ما يقارب 7460 ضابطاً و6246 فرداً محسوبين على إدارة الأمن لكنهم غير متواجدين.. وقال: لقد أتينا الى الإدارة ولم نجد فيها أية معدات من ذخائر وأطقم غير جزء ضئيل.
مؤكداً انه تم إيقاف بعض مدراء الأقسام في تعز وإعطاء فرصة لمدة شهر لمديري الأمن وأقسام الشرطة في المحافظة بالقيام بأعمالهم على أكمل وجه وإلا فسيتم إقالتهم.
مخازن المخاء تكتظ بالمواد المهربة !!
وعن كميات المواد المهربة أكدت مصادر أمنية  في المخاء أن مخازن ميناء المخاء ممتلئة بمختلف أنواع المواد المهربة من خمور وقطع غيار درجات نارية وسجائر وسموم ولم يعد بقدرة الميناء استيعاب بضائع جديدة في المخازن وطالبت تلك المصادر الجهات الأمنية والعسكرية سرعة إتلاف تلك المواد لأن هناك جهات تحاول إدخال بعض من تلك المواد إلى السوق بحجة امتلاء مخازن الميناء حد تعبير تلك المصادر.
ميناء المخاء .. مشاكل بلا حلول !!
حول أوضاع الميناء والمشاكل التي يواجهها  أكد أحمد محمد الأشول مدير عام الجمارك بميناء المخاء في تصريح له خلال يناير الماضي  أن هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها ميناء المخاء ون أبرزها توسع ظاهرة تهريب البضائع بمختلف أنواعها وغيرها من المنتجات والمعدات والأجهزة والآليات إلى داخل البلد عبر المنفذ البحري بميناء المخاء وهو الأمر الذي يحرم الخزينة العامة مئات الملايين من الريالات سنويا إن لم يكن شهريا”.
وأضاف: منذ تم تعييني مديرا لجمرك المخاء قبل نحو خمسة أشهر شاهدت أشياء عجيبة ومن هذه الأشياء على سبيل المثال:-
معرفة كافة أبناء المخاء بالمهربين والمعاونين معهم وهؤلاء المهربون والمتعاونون معهم يتعاملون مع الكثير من المواطنين إلا أنه ومع كل هذا الذي يحصل على أرض الواقع لم نجد الجهات المعنية بالقضاء على التهريب وبضبط ومحاسبة المهربين والمتعاونين معهم ومن يقف وراءهم والجهات المعنية تقوم بواجبها رغم علمها ومعرفتها بمن يعرض الوطن لخسائر باهظة جراء ممارساته وأعماله غير المشروعة.
وفيما يتعلق بالبضائع التي يستقبلها الميناء والمشكلات المصاحبة لذلك قال الأشول: نحن نستقبل أنواعاً مختلفة من البضائع التي تصل إلى الميناء رغم الصعوبات والمشكلات التي نواجهها وخاصة مشكلة عمق الميناء الذي يعيق البواخر والسفن من الدخول، فهنالك بواخر تصل محملة بالمواد الخام والزيوت ويبلغ وزن حمولتها 15000 طن هذه البواخر هي الأخرى تواجه صعوبة في الدخول إلى الميناء لتفريغ حمولتها لأن العمق أو القناة المحفورة له ليست كما ينبغي وإذا وجد خط ملاحي لميناء المخاء فنستطيع استقبال أي بضائع وإن كانت حمولتها ثقيلة.

المهربون والأمن في شهر العسل!!
وفي الاتجاه الآخر يؤكد الكثير من المواطنين من أبناء المناطق التي تمر عبرها قوافل التهريب أن هناك علاقة مصالح تربط بين مدراء امن المديريات الساحلية والمهربين .
حيث تكشف حقيقتها ان المهربين من قبل كانوا يمرون عبر طرق فرعية عندما يجدوا نقاطا أمنية غير معروفة لكنهم الآن أصبحوا ظاهرين ويمرون من المناطق التي يتواجد فيها رجال الأمن .
لقاء أن يدفعوا مبلغ  ألفي ريال لكل نقطة أمنية في طريق المخاء تعز مقابل عدم تفتيش السيارة وعدم طلب أوراق الشحنة بالإضافة إلى المبالغ التي تدفع لمدراء أمن المديريات وشخصيات نافذة مقابل الحماية!!!

المهربون يخترقون رجال الأمن!!
وفي سياقٍ متصل، كشف مصدر في محور محافظة تعز عن اختراق المهربين لعمليات الوحدات العسكرية والأمنية بما يمكِّنهم من التعرف على أية برقيات أو بلاغات عن رصد شحناتهم في المياه ليقوموا بتغيير وجهتهم بعد أن تكون الحملات العسكرية ذهبت إلى المواقع السابقة.
وقال إن المهربين تصل إليهم كل الأوامر التي تصدر بخروج حملات ضدهم أو مصادرة شحناتهم في عرض البحر أو في سواحل المخاء وباب المندب ولحج وذباب.

محطات مراقبة وقوارب عسكرية انتهت ولم تستخدم بعد !!
إلى ذلك كشفت مصادر أمنية في المخاء  عن وجود ثلاث محطات رادار تابعة لقوات خفر السواحل اليمنية في الساحل الغربي تم تجهيزها بـ 60 مليون دولار قبل سنوات لمساعدة شرطة خفر السواحل في تنسيق عملية مكافحة التهريب مع الوحدات العسكرية الأخرى، إلا أن هذه المحطات أصبحت تالفة حيث لم تستخدم إطلاقاً منذ تجهيزها على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا.

اليمن تخسر 18 مليار دولار نتيجة التهريب!!
وكانت إدارة ميناء المخاء قد أتلفت في أواخر ديسمبر الماضي نحو 545 كرتون سجائر مهربة تقدر قيمتها بـ 50 مليون ريال والتي تم ضبطها من قبل خفر السواحل والأمن بسواحل المخاء خلال العام ٢٠١٣م.
وفي منتصف الشهر ذاته تم ضبط قارب عليه نحو 1100 لفة من الأسلاك المحشوة بمواد متفجرة.
وكانت التقارير الرسمية قد كشفت عن ضبط نحو 50 ألف مسدس تركي الصنع تم تهريبها عبر ميناء المخاء خلا النصف الأول من العام 2013م .
موضحة أن عدد شحنات الأسلحة التركية المهربة إلي اليمن التي تم ضبطها خلال الفترة المذكورة  عبر سواحل ميناء المخاء ومنطقة ذباب بمحافظه تعز بلغ عشر شحنات تضم 50 ألف مسدس وتتجاوز قيمتها المليار ريال يمني..
مشيرة أن الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني نتيجة توسع ظاهرة تهريب السلاح فقط إلى الداخل اليمني وصلت إلى قرابة 18 مليار دولار خلال عشرين عاما بسبب تزايد انتشار تهريب السلاح واستخدامه في تنفيذ الجرائم في اليمن فقط .

الخلاصة : هل سيعود ميناء المخاء إلى عصوره الذهبية؟!!
وأمام الوضع المزري الذي يعيشه ميناء المخاء في الوقت الحاضر نتيجة الإهمال وتوسع ظاهرة التهريب عبره..  يتمنى الجميع ونحن معهم على دولتنا الاتحادية الجديدة أن تقوم بواجبها نحو إعادة ميناء المخاء إلى مجده القديم وعصوره الذهبية الغابرة وأن يتم القضاء على ظاهرة التهريب فيه وفي بقية الموانئ والمنافذ اليمنية المختلفة فهل سنرى ذلك ؟!!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى