تقاريرعناوين مميزة

مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين

الهوية / تقرير

ينعم معظم الشباب بصحة جيّدة. غير أنّ كل عام يشهد وفاة أكثر من 2.6 مليون شاب من الفئة العمرية 10-24 سنة. وهناك عدد هائل من الشباب الذين يعانون من أمراض تعرقل قدرتهم على النمو والنماء بالشكل الكامل. ولا يزال عدد كبير منهم ينتهجون سلوكيات لا تعرّض أحوالهم الصحية للخطر في الوقت الراهن فحسب، بل كذلك في السنوات المقبلة. وهناك علاقة بين نحو ثلثي الوفيات المبكّرة وثلث إجمالي عبء المرض الذي ينوء به البالغون وبين أمراض أو سلوكيات بدأت في مرحلة الشباب.

والمعروف أنّ تعزيز الممارسات الصحية أثناء المراهقة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين حماية الشباب من المخاطر الصحية من الأمور الحاسمة الأهمية لضمان صحة البلدان وضمان البنية التحتية الاجتماعية في المستقبل وتوقي المشاكل الصحية عند الكبر.

ويتعرض المراهقون للمخاطر أكثر على الانترنت لأنهم يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية كمنبر للتعبير عن الذات وباعتبارها وسيلة لكسب القبول من أقرانهم.

وعندما يبدأ المراهق بمكافحة المخاوف المتعلقة بالخصوصية، فإنه غالبا ما يحاول إيجاد إجراءات وقائية ممكنة للتخفيف من المخاطر.

وتبين التقارير العالمية أن أكثر من نصف المراهقين حول العالم يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي يومياً، وأن 22 بالمائة منهم يدخلون أكثر من 10 مرات يومياً. تدعو مثل هذه البيانات الآباء والأمهات إلى الاهتمام بالأمر، خاصة أن تقارير طبية من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) تفيد بأن “الفيس بوك” يعتبر أكبر التهديدات على الإنترنت للصحة والسلامة العاطفية للأطفال، وأنه قد يكون مصدراً للاكتئاب في المراهقة.

وقد اقترحت دراسة جديدة أن معظم المراهقين يقومون بتحميل معلوماتهم الشخصية وصورهم على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والانستغرام وتويتر والواتسآب دون النظر في المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها هذا التصرف.

هذا ووجد باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا أن المراهقين لا يقدرون مخاطر كشف خصوصيتهم حق التقدير عند نشر صورهم الخاصة أو المعلومات المتعلقة بهم مقارنة مع معظم البالغين. فالمراهق لا يفكر بهذه الطريقة – بل يقوم بالكشف عن معلوماته الشخصية والخاصة أولاً ثم يقيم العواقب!

وقال هايان جيا، باحث في علوم المعلومات و التكنولوجيا، “غالبا ما يجد أولياء الأمور هذا التصرف غير مفهوم، فالأمر عكسي بالنسبة لهم، فهم ينظرون أولا إلى المخاطر المحتملة من كشف معلوماتهم على الانترنت ثم يقومون بأخذ الاحتياطات اللازمة، بناءا على هذه المخاوف.”  وأضاف، ” بينما تعتبر العملية تجريبية أكثر بطبيعتها بالنسبة للمراهقين.”

وأضاف هايان من دون القليل من المخاطرة لن يتمكن المراهق من الحصول على جميع المزايا الإيجابية التي يقدمها الإنترنت، ولن يعرفوا كيفية إدارة المخاطر وكيفية التنقل بأمان في عالم الانترنت.

الأمر يشبه كثيرا تعلم السباحة. عليك التأكد من دخولهم إلى الماء ببطء ثم التأكد من أنهم يعرفون كيفية السباحة قبل السماح لهم بالسباحة بمفردهم وفي الأجزاء الأعمق.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى