مساحات رأي

مأزق الخطاب الحداثي

عبدالملك العجري

ثنائية العلمانية – الحاكمية ثنائية مفخخة علقت الدول والسياسة في شركها دهرا طويلا دون حسم, وصار من الضروري تحريرها من مثل هذه المشاريع المتعالية على المجتمع والمنفصلة عن مطالبه وحاجاته, ولو طرحت على الكتلة الأكبر من مجتمعاتنا لبدت أسئلة غريبة لا علاقة لها بهمومه ومشاكله الحياتية.

وأي مشروع أو برنامج إصلاح لا يبدأ بمسائلة الواقع واستجواب حاجاته ولا يقدم الإجابة لمشاكل ومصالح المجتمع والكتل الشعبية الأكبر, هي مشاريع لا تاريخية أشبه بمقذوفات فضائية من خارج الزمان والمكان يتم إسقاطها وإقحامها على المجتمع إقحاما، وهذا مأزق الإصلاح والتحديث في المشرق الإسلامي.

من مازق الخطاب الحداثي، المأزق الأول القيمة المعيارية للحضارة الأوربية, وضغط الهيمنة المعرفية للمدنيات الغربية, على طرائق ومناهج تفكيرنا ومحاصرة خيالنا السياسي عن إبداع نموذجنا الخاص, أو العمل والتفكير خارج البراديغم الغربي والإجابات الجاهزة التي يوفرها أمام أي مازق أحيانا لمجرد المشابهة الشكلية.

المأزق الثاني وهو مرتبط بالأول فوقية الإصلاحات وتعاليها على الشعب وانفصالها عن حركة المجتمع وتطوره والنخب التي قادت التمدين السياسي أو التنويري كانت واقعة تحت تأثير المدنية الغربية، لذا عرضت إصلاحات كانت عوائدها على النخب، ولم يشعر المجتمع أنه شريك في عوائدها ولا أنها تحسن من وضعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى