تقاريرعناوين مميزة

لعنة “الإخوان” تطارد “هادي”

download (2)الهوية – خاص.

لربما، الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، أكثر الناس معرفة بالقوى التي تقف وراء المشاكل والعنف الحاصل  في البلاد، بما فيها النزاع الطائفي في الشمال وهجمات تنظيم القاعدة في الجنوب، و تفجير أبراج وخطوط نقل الكهرباء، وأنابيب النفط، والتسبب في أزمات مشتقات نفطية بين الحين والآخر.

لعل الرئيس هادي، يدرك جيدا، أن الأطراف والقوى التي تضررت من ثورة 11فبراير 2011م ، وعلى رأسها النظام السابق واللواء علي محسن الأحمر، وحزب الإصلاح، وتنظيم القاعدة، هي من يقف وراء كل ما يحدث من مشاكل في البلاد، بالرغم أنهم يتقاضون المليارات من خزينة الدولة، ويجندون أتباعهم، في وقت تمر فيه البلاد بأزمات اقتصادية كارثية.

الرئيس هادي، يدرك جيدا، أن الإخوان المسلمين، حزب الإصلاح، بأقسامه الخمسة (عسكري، إخواني، إرهابي، قبلي، سلفي)، يمتلكون مهارات كبيرة في ممارسة صنوف الابتزاز. فبأي طريقة، يريدون الوصول إلى السلطة، وهذه هي الغاية، والتي تبررها الوسيلة، حسبما صار مفهوما إيديولوجيا لدى الإخوان المسلمين.

الرئيس هادي، يدرك جيدا، أن حزب الإصلاح، لا يجدون حرجا في ممارسة هوايتهم الابتزازية، حتى لو كانوا في الموقع الخطأ، فبعد فشلهم في إدارة الحكومة التي تعتبر افشل حكومة في تأريخ اليمن، حاولوا مقايضة رحيل باسندوة عن الحكومة، برحيل الرئيس هادي، عن الرئاسة. وربما هذا واحد من الأدلة التي تؤكد اختلال موازين التفكير لدى الإخوان المسلمين الذين عادوا ليشترطوا على الرئيس هادي بأن تكون موافقتهم على رحيل باسندوة، تعيين نائبا للرئيس هادي، يكون من حزب الإصلاح.

لربما، الابتزازات التي يمارسها حزب الإصلاح، منذ رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحتى اليوم، وضعتهم وجهاً لوجه مع الشعب اليمني الرافض لهم ولكل إرهابهم ومتاجرتهم بدماء الأبرياء، وممارساتهم الانتهازية المفرطة، وكل ما يحيطونها من خزعبلات وتضليل كوسيلة رخيصة من قبلهم للوصول إلى السلطة.

كما يدرك الرئيس هادي، وكل أبناء الشعب اليمني، أن حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن”، أكثر الناس ممارسة للكذب والنفاق، ومواقفهم ما زالت محفورة في ذاكرة كل يمني، حيث لا يمكن أن ننسى المقولة الشهيرة لأمين عام الإصلاح محمد عبد الله اليدومي لإحدى الصحف الخليجية عام 1998م، حين أجاب على سؤال حول هوية مرشح الإصلاح الرئاسي في انتخابات صيف 1999م، بالقول:  ” مرشحنا في الانتخابات الرئاسية علي عبد الله صالح ولا ندري من هو مرشح المؤتمر “.

لكن، في مارس 2011م ، هدد حزب الإصلاح، مرشحهم الرئاسي “صالح”، باقتحام غرفة نومه، حين هدد القيادي الإخواني محمد قحطان، والذي كان ناطقا باسم أحزاب المشترك،  بالزحف إلى غرف النوم، لإخراج الرئيس صالح من السلطة في تصريحات صحافية أثارت احتشاد جماهيري والتفاف شعبي حول الرئيس صالح، حينها .

الرئيس هادي، ومثله الشعب اليمني الذي يحكمه، على دراية كاملة، بأن قبائل وعسكر الإخوان، اغتالوا الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، ولم يتركوه ليكمل ما كان بدأه واغتيل مع شقيقه “عبد الله” قائد قوات العمالقة في 11 أكتوبر1977م. فالثابت أن نفوذهم ودورهم في الدولة ارتفع ارتفاعاً هائلاً بعد عملية الاغتيال، التي تمت بدعم من المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب تمرد الحمدي عليها ومحاولته إتباع سياسة مستقلة عن النفوذ والمضي نحو الوحدة اليمنية وأحد أهم دوافع السعودية و”لجنتها الخاصة” التي تدفع المرتبات الشهرية لمشايخ القبائل هو عرقلة الوحدة اليمنية.

في ظل الأوضاع التي تمر فيها البلاد خلال هذه الفترة العصيبة، وما يرافقها من انتهازية إخوانية، يجب على مفذلكي الرئيس هادي، أن يقرؤوا له الصفحات الأخيرة من كتب الرؤساء الذين سلموا رقابهم للإخوان، فالرئيس المصري الراحل “أنور السادات”، حاول استغلال جماعة الإخوان المسلمين لضرب أفكار ومبادئ الرئيس جمال عبد الناصر، وكل من ساروا على دربه، فأخرج أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من السجون، وأعطاهم مساحات كبيرة من حرية الحركة وخاصة في الجامعة، وفي أوساط الشباب، ظناً منه أنهم سيكونون أداة في يده، وسلاحاً يضرب به على يد معارضيه، ولكن ما حدث – كما يعلم الجميع – كان العكس، فقد انقلب السحر على الساحر، وكانت نهاية الرئيس السادات على يد نفر من أعضاء الجماعة، وبمباركة منهم. كما عانت مصر بعد ذلك من دوامة العنف والإرهاب على يد جماعة الإخوان المسلمين بهدف زعزعة استقرار مصر، والاستيلاء على السلطة، وتحت ضربات النظام تارة ومهادنة النظام تارة تم الاتفاق على فترة هدنة بين النظام والجماعة، وادعى أقطاب الجماعة أنهم سيتخلون عن العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم.

ربما، سيناريو “السادات”، قد يتكرر في اليمن، لأن الإخوان ما زالوا هم الإخوان، والرئيس هادي، في معظم سياساته كان أشبه بسياسة “السادات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى