كلنا مهددون بكورونا .. فمن المسؤول؟!
د/ هناء عبد اللطيف الأهدل
مع إعلان أول حالة إصابة في اليمن رسمياً ولسان حال العامة من الناس يقول إن السبب الرئيسي لانتشار فيروس كورونا في مجتمعنا اليمني, هي الدولة وبالذات الجهات المعنية لمكافحة هذا الوباء.
هم في الحقيقة غير مخطئين، ومن حقهم أن يتهموا الحكومة, لكن بقي هناك شيء هام يجب أن يتداركه كل شخص منا وألّا يغفل عنه، وهو الوقاية الشخصية والالتزام بالنصائح والإرشادات التي أصدرتها وزارة الصحة.. وإلا فإن تمسكنا بتحميل المسؤولية الدولة وحدها، يعتبر ظلماً لأنفسنا أولاً ولغيرنا ثانياً..
وليس صحيحاً أن ينتظر كل واحد منا جامداً ومستهتراً بهذا الوباء.
لكن ماذا لو جلس كل واحد منا مع نفسه على انفراد ووجه لنفسه هذا السؤال:
إذا أصبت بهذا الفيروس شخصياً والدولة لم تقدم لي شيئاً فمن المسؤول عن حياتي؟..
وزير الصحة بحكومة صنعاء د. طه المتوكل قال قبل أشهر وأمام مجلس الشعب وبكل شفافية ووضوح، بأن الجانب الصحي في اليمن منهار جداً وإذا كانت منظمة الصحة العالمية تصرّح بأنه في حال دخول كورونا اليمن ستكون هناك كارثة، فنحن من موقعنا الرسمي والمسؤول في وزارة الصحة نقول لن تكون هناك كارثة وحسب بل إننا نتوقع, أن يصاب تسعون في المائة من سكان اليمن بهذا الفيروس والموتى سيكونون بالآلاف وليس لدينا أجهزة تنفس صناعي إلا بعدد الأصابع..
إذاً لم يتبقَ أمامنا نحن كمواطنين إلا الوقاية والحرص على أنفسنا من خطر الإصابة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي ترشدنا بما نقوم به في هذه المرحلة.
وليس معنى هذا أن نجلس في بيوتنا لنموت جوعاً لأن المجتمع اليمني لن ينفع معه الحجر المنزلي، لذا علينا أن تجنب التجمعات ومقايل القات وكثرة الزيارات.
ولنعلم بأننا مهددون بالإصابة بهذا الفيروس ونحن أول المسؤولين عن أرواحنا في حال تجاهلنا أو انتظرنا المساعدة من أحد سواء المنظمات أو الجهات الحكومية.
حفظ الله شعبنا من كل مكروه.
