مساحات رأي

قوة الحوثي وخرف الخصوم

لبيب شائف

بدأ عبدالملك الحوثي، مرحلة جديدة، من مشروعه، بذكاء شديد حيث أخذ يحرك خيوط اللعبة السياسية، ويستثمر الأحداث لصالحه، ويوسع من نطاق حضوره السياسي، ليجمع بذلك بين قوة الضغط العسكري، وقوة الحضور السياسي.

وقابل ذلك، سلطة مهترئة، واحزاب شاخت وذبلت افكارها، خاصة، تلك التي سكنت إلى شهوة السلطة، وأخذت قوتها أطماع الحكم، فصارت بلا حول ولا قوة.

أعتقد أن قوة الحوثي، السياسية، بدأت تقهر خرف السياسة الكامن في السلطة واحزاب المشترك، حتى رأينا وسمعنا في اليومين الماضيين، عجائب القرارات وسخف المواقف التي تنبئ عن عجز الدولة وافلاسها في إدارة الأزمات والتعامل المتوازن مع ما تسميه استفزازات الحوثي.

وما يؤلم فعلا، أن ما تبقى من هيبة الدولة، اهدره سوء التقديرات، وركاكة صناعة القرار التي اتسم بها رجال الدولة، أو من يزعمون أنهم رجال دولة، وساندهم في ذلك، تخبط قادة الاحزاب وخرفهم السياسي وسكونهم إلى غرورهم المفرط في سيطرتهم على الواقع السياسي في اليمن.

إلّا أن ذلك كله وهم، فانهيار قدراتهم على التحكم في العملية السياسية، باتت واضحة، أمام تحرك الشارع للتجاوب مع الفعل السياسي للحوثي، إنها مظالم الناس التي اقترفها اصحاب القرارات الفاشلة، التي تصنع باسم المواطن في ظاهرها وتخدم في باطنها أصحاب المصالح الضيقة.

إن سنة الله جارية، بدفع الناس ببعضهم ببعض. وأعتقد ما يحققه الحوثي من نجاحات متوالية ستستمر بفعل مظالم الناس من قبل السلطة المتضاربة المصالح والمتعثرة الافعال والقرارات (المؤتمر وحلفاؤه واحزاب المشترك) وسوء إدارتهم للعملية السياسية وللعملية التنموية.

أتمنى اخيرا.. أن يراجع رجال الدولة، واصحاب القرار، وقادة الاحزاب، قراراتهم ونياتهم ويبنوا مواقفهم على الصدق ومصالح الناس الحقيقية، وليس مصالحهم هم، وإلّا فإن خسارتهم ستزيد، وسيكون للحوثي، الذي هو اليوم، اقدر منهم على ممارسة السياسة والإمساك بخيوط اللعبة شأن أكبر، خاصة، أنه على ما يبدو، يصنع قراراته بدراية وحنكة أكبر، ودائما ما يسبقهم بخطوة أو أكثر، وسيلتف الناس حوله إذا بدا لهم أنه المنقذ لهم مما هم فيه فلا تستهينوا بالشعب وخياراته، فالزمان قد ادهشنا بعجائب وغرائب السياسية . ولله في خلقه شؤون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى