مساحات رأي

فجعتمونا

عفاف محمد

كثر الحديث عن عزم الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية خارجية، والحقيقة أن مثل هذه التهديدات لا تمثل للأنصار شيئاً ولا تخيف محور المقاومة الذي اعتاد مثل هذه التصرفات الفجة من مختلف الإدارات التي تعاقبت على حكمها.
فالجميع يعرف أن هذه الدولة المستكبرة لا تمتلك معياراً لتصنيف هذا النظام او ذاك كإرهابي، وإلا لكان الأولى أن تصنف نفسها أولاً كأكبر دولة إرهابية وهي التي خاضت ومنذ خمسين عاماً حروباً ظالمة خارج حدود بلدها وبدون فائدة, راح ضحيتها أكثر من عشرين مليون إنسان بدءاً من حرب الكوريتين عام 1950 وحتى حروب بوش الابن في العراق وأفغانستان ووصولاً إلى أوباما وترامب اللذين باركا الحرب في المنطقة العربية، وآخرها دعم تحالف إرهابي ظالم يشن حرباً وحشية على اليمن منذ ست سنوات!
يأتي بعدها النظام الذي تدعمه من تريد تصنيف الأنصار إرهابيين وهو النظام الوحشي السعودي الذي يحتاج إلى مجلدات لذكر جرائمها، لكن يكفي تذكير أمريكا أن السعودية تفرخ الإرهاب والإرهابيين، وما أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ بداية من المخطط وحتى المنفذ؛ عنهم ببعيد ناهيكم عن ممارسة القمع والقتل والإخفاء والاعتقال التعسفي لمواطنيها داخل وخارج بلادها..
وأخيرا وليس آخر في سلسلة جرائمها جريمتها الكبرى التي لن يغفرها التاريخ و التي ما تزال مستمرة منذ سنوات على شكل حرب إرهابية لا مبرر لها على اليمن..
لكن أمريكا غضت البصر عن كل هذا التاريخ الحافل بالجرائم لها ولحليفتها السعودية، وقررت حرف البوصلة إلى اليمن واليمنيين الذي وإن تطبق هذا القرار فإن المستهدف ليس الأنصار بل شعب يموت جوعاً وقصفاً ليل- نهار وبدون رحمة؛ ذنبه الوحيد أنه لا يملك المال لإسكات نظام مرتشٍ كالنظام الأمريكي، على عكس جارة الذي تطفح الأموال العفنة من خزائنه التي تنشر الإرهاب وبرعاية أمريكية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى