تقارير

على مدى سنوات الحرب في اليمن تعطلت الكثير من المنشآت، وخرجت قطاعات عدة عن العمل.. الشلل يطال القطاعات الصحية ومنشآت الأدوية

الهوية نت : سواء بالقصف الجوي، أو الاشتباك البري، أو بفعل انعدام الإمكانات المشغلة لها تخرج الكثير من منشآت البنية التحية في بلادنا ولعل أهمها المنشآت الطبية ومخازن الأدوية.
ومن بين تلك القطاعات المشلولة، القطاع الصحي، والذي خرج عن أداء مهمته، وأصبح يواجه كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم، من الأمراض المعدية، والأوبئة القاتلة، إلى الأمراض المزمنة التي تتطلب رعاية صحية طارئة. فقدت أدويتها من الأسواق، في بلد يعيش سكانه بلا غطاء طبي منذ أكثر من أربعة أعوام.
صابرين المحمدي
انعدام الأدوية التخصصية
من تداعيات ونتائج الأزمة القائمة في البلاد نتيجة الحرب انعدم بعض الأصناف الدوائية من السوق، ومنها أدويةٌ ضروريةٌ وتخصصيةٌ، غير أن الصيادلة اختلفت تقديراتهم لحجم الأدوية المعدومة أو المختفية بسبب الأزمة؛ حيث تحدث الدكتور محمد الأيوبي عن أن 20% من الأدوية منعدمٌ، وأن بعض الأصناف انعدمت في الأشهر الأولى من الأزمة، ثم ظهرت لاحقاً.
ونوَّه إلى اختفاء بعض الأصناف الضرورية، ومنها أدوية الضغط والسكر والحالات النفسية، وأوضح أن هناك أدويةً ضروريةً اختفت تماماً، أو أنها موجودةٌ في بعض الصيدليات، مع زيادةٍ تصل إلى ضعف سعرها السابق، حسب قوله.
وقدَّر الصيدلي الأيوبي أن ثلث الأصناف الدوائية منعدمٌ نهائياً، وبالذات الأصناف التخصصية، لافتاً إلى ارتفاع أسعار المتوفر منها عند بعض الموردين والوكلاء والمهربين، حسب قوله.
فيما اعتبر الصيدلي صلاح حسن أن 40% من الأدوية منعدمٌ، ومنها: حبوب منع الحمل، وأدوية السكر والضغط، وإبر الحديد، وغيرها من الأدوية المهمة. مشيراً إلى أن الأدوية المجانية في المراكز والمستشفيات الحكومية، قليلةٌ، وبعضها منعدمٌ.
ومن جهته قال الصيدلي منصور قاسم إن نحو 30% من الأدوية منعدمٌ من السوق بسبب الأزمة الحالية. لافتاً إلى أن التهريب يوفر بعض الأدوية المنعدمة، وذلك ينقذ بعض الحالات، حسب تعبيره.
أسباب الأزمة
أسباب الأزمة حسب المختصين إن الأدوية لا تصل إلى صنعاء بسبب الحرب المستمرة، والحصار المفروض من جانب تحالف الحرب على اليمن وإغلاق المطار.
وهو ما يؤكده الدكتور مراد الزبيري، بقوله إن الحرب والحصار لهما تأثير سلبي واضح على إمداد المستشفيات بالأدوية والمحاليل الطبية، وباتت مستشفيات عديدة عاجزة عن استقبال المرضى.
ويضيف الزبيري إن المرافق الطبية في اليمن تعمل وفق المتاح لها، محذرًا من انهيار القطاع الصحي تماما؛ فالمعاناة مستمرة، والحصار ما يزال مفروضا على مطار صنعاء.
ويتابع: يدخل مرضى في مرحلة حرجة من المرض، فيقرر الأطباء لهم السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، ويكون سفرهم أحد الأسباب المؤيدة إلى حتفهم، لما يمثله السفر من خطورة على حالتهم المتدهورة، وهو ما حدث مع مرضى كثيرين.

تدهور النظام الصحي
في اليمن، تعمل فقط 50٪ من مُجمل المرافق الصحية بصورة كلية ورغم ذلك تواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات والأطقم الطبية ليس فقط بسبب الصعوبات في استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وإنما جراء انعدام النفقات والميزانيات التشغيلية.

نتائج الحصار و انعدام الدواء
تسببت الحرب بأضرار جسيمة على الوضع الدوائي في البلاد أبرزها :-
• 120 صنفاً من أدوية الأمراض المزمنة غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة خاصة أدوية أمراض السرطان التي تقدر بـــ 50 %.
• استهداف تحالف الحرب مصنعا للدواء، أسفر عن أضرار جسيمة في المصنع، وتدمير مصنعين لإنتاج الأكسجين يقدما خدماتهم لمختلف المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية.
• انخفاض نسبة استيراد الأدوية حسب الأسماء التجارية وعدد المستوردين إلى ما يقارب 60 %من متوسط الاستيراد خلال السنوات ما قبل الحرب.
• أكثر من 362 اسما تجاريا، بحاجة إلى ظروف نقل خاصة (تبريد) وهي شبه منقطعة في السوق المحلية منذ إغلاق مطار صنعاء وأغلبها منقذة للحياة يحتاجها شريحة واسعة من المرضى.
• حظر دخول بعض المواد الطبية اللازمة للصناعات الدوائية من مختلف المنافذ والموانئ اليمنية.
• عرقلة وصول الشحنات والمستلزمات الطبية والتي تم منحها وثائق الموافقة لاستيرادها ودخولها إلى الأراضي اليمنية.
• فرض قيود وإجراءات تعسفية على السفن المحملة بالأدوية، مما عرضها للتلف.
• نقل البنك المركز، من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن أثر وبشكل كبير على عدم(توفر) الأدوية التي يحتاجها القطاع العام والتي كانت توفرها وزارة الصحة لأكثر من 800 ألف مريض (مصابا) بأمراض مزمنة مختلفة كزراعة الكلى والسكر، والقلب والسرطان و الثلاسيميا.
• فقدان أكثر من 50%من الصيادلة لوظائفهم.
• زيادة الكلفة في أجور الشحن وارتفاع سعر الصرف انعكست سلباً على سعر الدواء مما فاقم من معاناة المرضى خصوصا ذوي، الأمراض المزمنة.
• تفاق ظاهرة التهريب بسب سيطرة وإدارة دول تحالف الحرب ومرتزقته على منافذ وموانئ الجمهورية اليمنية.
• إغلاق ميناء الحديدة فاقم من صعوبة وصول الشحنات الدوائية والطبية كما ساهم انتشار الأوبئة بارتفاع نسب الاحتياج للأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستويات عالية يصعب توفيرها في ظل الحرب والحصار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى