مساحات رأي

على أنصار الله إخلاء الطريق أمام الدولة للقيام بمهامها

محمد عايش
هل هذا جهاز/ أجهزة؛ مخابرات خارجية، بأذرعة محلية، تريد القول لإيران: لم ينتهِ كل شيء ظهيرة زلزال الـ٢١ من سبتمبر؟!
ربما، وإن يكن كذلك فإن الرسالة ضحلة ويائسة.. فالملعب الذي سوّته تلك الظهيرة بشكل شبه كامل تحت أقدام حلفاء إيران (أو الضلع اليمني في ما يعرف بمعسكر الممانعة)؛ لن تُطْوى صفحته بالأعمال الدموية المستهدفة للدبلوماسية الإيرانية، أو لأفراد وجماعات اليمنيين المرتبطين بتحالف معها، أو غير مرتبطين.
لقد تم استهداف الإيرانيين في اليمن حتى قبل استواء عرش الحوثيين في صنعاء، حيث قُتل دبلوماسي، وأُسر آخر لا يزال في يد خاطفيه حتى اللحظة، ولم يغير ذلك على الأرض شيئا لمصلحة المعسكر الإقليمي والدولي المقابل، قدر ما كان جزءا من عملية إغراق اليمن في بحر من الشظايا وليظل أمن اليمن هكذا معلقا بين الحياة والموت.
كاتب عربي محسوب على معسكر “الاعتدال”، كتب قبل فترة وجيزة، في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، يقول ما معناه إنه حين يتعلق الأمر بـ”أمن الخليج” فإنه لا يغدو مهماً حجم الدماء التي ستسيل في اليمن، ولا يعود مهماً أن يظل اليمن يمنا أو أن يتحول إلى يمنين أو أكثر، حد تعبيره.
كان الرجل يعلق على ما يعتبره هذا المعسكر سقوطا لليمن في يد “إيران”.. وكانت هذه دعوة متناغمة مع دعوات علنية أخرى إلى “فعل شيء” وعدم الاكتفاء بموقف “المتفرج العاجز”.
من يتابع سيل التغطيات الإعلامية والمواقف السياسية الإقليمية خلال شهرين مضيا بشأن ما على الخليج والعالم أن يفعله في اليمن لاحتواء الخطر الإيراني؛ لن يحتاج لكبير حصافة كي يستنتج بعضاً من الأوردة الرئيسة لتغذية الأعمال العدائية العنيفة في اليمن.
ليس من السهولة في عمليات إرهابية كهذه نسبتها إلى أية جهة بعينها بشكل مباشر وفج، لكن من الصعب أيضا عزل الخطاب السياسي والإعلامي الهستيري تجاه التطورات في اليمن، عن أي عملية تتبع لمجمل الخيوط وراء كل عملية.
أيا يكن فإن استهداف المصالح الإيرانية في اليمن، مثله مثل استهداف المصالح السعودية أو الأمريكية؛ فالضحية لكلا الاستهدافين ليس غير اليمن واليمنيين.
من الناحية الأمنية المباشرة، ثمة ما على “أنصار الله” أن يستوعبوه جيدا: الأمن ليس نقاطا ولا مسلحين ولا شاصات فقط، الأمن معلومات بدرجة رئيسة، والمعلومات تعني أجهزة ومؤسسات وعقول بشرية وإلكترونية وتقانة و…. أي باختصار، الأمن ليس مهمة ممكنة إلا لـ”دولة”.. والمطلوب من أنصار الله الوصول بضغطهم وأدائهم إلى تفعيل أجهزة الدولة وإخلاء طريقها كاملا إلى مزاولة مهامها.
من يقول إن اللجان الشعبية تستطيع توفير فردوساً من الأمن؛ هو واهم وبالعكس إنه يحمل هذه اللجان والتيار الذي يقف خلفها مسؤولية ما ليست مسؤولة عنه ابتداء وما لا تستطيعه في النهاية.
إن حزب الله وهو القوة الأمنية الاستخباراتية الضاربة، بما لا يقاس بأنصار الله، لم يحل دون وقوع تفجيرات إرهابية في عقر داره (الضاحية الجنوبية)، ومستهدفة نفس الأهداف تقريبا: الإيرانيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى