مساحات رأي

عصر الصواريخ

16-05-01-1199756358لماذا قصف التحالف “الحوثي الصالحي” الرياض وليس جدة أو الطائف بصاروخ باليستي وبعد أيام من قصف الفرقاطة السعودية؟ هل هي رسالة إيرانية أم يمنية لترامب والعاهل السعودي معا؟؟

 

إننا نعيش هذه الأيام “عصر الصواريخ”، وأزماته، وتوتراته، فيما يبدو، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يقرع طبول العقوبات ضد إيران بسبب تجربتها إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى، ويحشد لإعادة إحياء محور الاعتداء العربي استعدادا لاحتمالات المواجهة العسكرية غير المستبعدة، وها هو التحالف “الحوثي الصالحي” يعلن رسميا عن إطلاق صاروخ باليستي باتجاه قاعدة عسكرية غرب العاصمة السعودية الرياض، ويؤكد أنها، أي العاصمة، باتت في مرمى الصواريخ.

اللافت أن إطلاق هذا الصاروخ يأتي قبل أيام معدودة من دخول “عاصفة الحزم” السعودية عامها الثالث، وبعد أيام من إعطاب فرقاطة عسكرية بحرية سعودية بصاروخ قبالة ميناء الحديدة اليمني، وقتل اثنين من بحارتها وإصابة ثلاثة آخرين.

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال في بيان صادر عن اجتماع لمجلس الوزراء اليوم (الاثنين) انعقد برئاسته، وقرأه على الصحافيين السيد عادل الطريفي وزير الإعلام: “أن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورة مراقبة قرب ميناء الحديدة لن يثني قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن من مواصلة عملياتها العسكرية”.

بيان مجلس الوزراء السعودي لم يتطرق مطلقا للصاروخ الباليستي الذي جرى إطلاقه نحو الرياض، على عكس ما حدث للصواريخ الأخرى التي أطلقت على قاعدة عسكرية في الطائف، أو باتجاه مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة، حيث جيشت الحكومة السعودية إعلامها والعديد من الدول الإسلامية، لإدانة هذه الصواريخ ومن يقف خلفها، لأنها كانت تستهدف مكة المكرمة، حسب البيانات الرسمية.

هناك عدة تفسيرات لهذا التجاهل، أبرزها محاولة التعتيم رسميا على نجاح التحالف “الحوثي الصالحي” في تطوير أو تملك مثل هذا النوع من الصواريخ، لعدم إثارة قلق سكان العاصمة السعودية ومخاوفهم، وشعورهم بأنهم في دائرة الاستهداف، وان ذيول الحرب اليمنية بدأت تصل إليهم.

إيران هي الدولة الأكثر خبرة في تكنولوجيا الصواريخ في منطقة الشرق الأوسط، لأنها أرادت من خلالها تعويض عجزها في مجال الطيران نتيجة للخطر المفروض عليها أمريكيا وروسيا في هذا الميدان، وقامت بتصدير هذه التكنولوجيا إلى سورية و”حزب الله” في لبنان، وحركة “حماس″ في قطاع غزة، ولن يكون غريبا بالنسبة إلى الكثير من المراقبين أن تكون صدرتها أيضا إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، مع التذكير في الوقت نفسه أن علاقات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بحكومة كوريا الشمالية وروسيا كانت جيدة أيضا.

استهداف الرياض وليس جدة أو الطائف، بهذه الصواريخ ربما جاء لسحب الذريعة السعودية الرسمية التي تقول إن الحوثيين وحليفهم صالح يريدون تدمير مكة المكرمة، الأمر الذي أوقع السلطات السعودية في حرج كبير فرض عليها الصمت للأسباب المذكورة آنفا.

لا نعتقد أننا سنرى احتفالات بدخول “عاصفة الحزم” عامها الثالث في العاصمة السعودية الرياض، لان معظم الأهداف التي انطلقت هذه العاصفة من اجلها لم تتحقق، بل أعطت نتائج عكسية تماما، أبرزها الاستنزاف المالي والبشري للحكومة السعودية، وعدم استعادة العاصمة اليمنية صنعاء من أيدي حكامها القدامى الجدد، والقائمة تطول.

“رأي اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى