اقتصادتقاريرشريط الاخبارعربي وعالميعناوين مميزةمحلية

صحيفة “لوموند” الفرنسية تستعرض في تقرير الفشل السعودي في اليمن

الهوية نت – وكالات 
في يوم 25 عشية 26 من مارس 2015, أطلق سلاح الجو الملكي السعودي أولى قنابله على المواقع التابعة للمعسكر التابع للحركة الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء.
ففي بادئ الأمر، كان من المقرر لهذه الحملة العسكرية أن تستمر بضعة أسابيع، وبفضل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي تم تبنيه في 14 أبريل من نفس العام، تمكن التحالف العربي العسكري الذي ضم في طياته المملكة العربية السعودية واثنتي عشرة دولة عربية وإسلامية (مصر والأردن والسودان والمغرب ومنظومة ممالك الخليج، باستثناء سلطنة عمان)، من الحصول على موافقة أممية تخوله بالاستمرار في حملته العسكرية دون أي رادع.
وهكذا تم إضفاء الشرعية على عمل قوات التحالف العسكري، وكذلك سيطرتها على جميع المنافذ اليمنية، والذي من خلاله وقع البلد في شرك شكل من أشكال الحصار الذي سرعان ما أصبحت تكلفته البشرية صادمة ومروعة.
هذا الإغلاق يعزز ما يوصف في كثير من الأحيان بأنه “أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم منذ عقود”، وهي الأزمة التي لا تزال الاستجابة الطارئة لها أقل من الموارد المتاحة من الناحية الهيكلية.
ومنذ ذلك الحين، وبينما تشير التقارير الصادرة عن الوكالات التابعة للأمم المتحدة أن عدد ضحايا القتال والكارثة الإنسانية في اليمن تقدر بحوالي 250 ألفاً شخص، يظل الركود العسكري سيد الموقف.
وفي المقابل، فإن القوى الغربية المتورطة بشكل خاص في هذا الصراع جراء عقود بيع الأسلحة التي أبرمتها مع دول التحالف – السعودية والإمارات- تجد نفسها مرتبطة بمشروع حربي مشين وغير مشرف بقدر ما هو غير فعّال أيضا.
كما وقد أدت الهزيمة الرمزية لدول التحالف وحلفاءه غير المتوفقين في هذا الصراع غير المتكافئ إلى تعزيز المعسكر الحوثي، وبالتالي تفتيت الطيف الواسع من معارضيه.
في مارس من العام المنصرم، دعا الخبير السياسي اليمني عبد الغني الإرياني الأطراف المتحاربة والمراقبين إلى الاعتراف بـ “النصر الذي لا رجوع فيه” والذي حققه الحوثيين ، حتى يتمكنوا من المضي قدماً والبدء في عملية إعادة إعمار البلد.
بيد أنه من الصعب للغاية التوفيق بين أهداف المعارضين في اليمن للحوثيين وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى اشتباكات مسلحة.
واليوم، فإن السيطرة على ما يسمى بالسلطة الشرعية تقتصر على جزء صغير من البلد- الرئيس هادي لا يزال لاجئاً في الرياض، حيث أن قاعدته غير مؤكدة في كل مكان من البلد، ناهيك عن تدهور حالته الصحية ـ حيث يواجه الحركة الانفصالية في المناطق الجنوبية والتي يمثلها بين أمور أخرى المجلس الانتقال الجنوبي.
ويرجع الفشل العسكري والسياسي الذي مُنيت به دول التحالف في المقام الأول إلى السعودية التي كانت قدرتها على السيطرة على الملف اليمني مبالغة فيه بعض الشيء في تقدير صناع القرار السياسي في الغرب في العام 2015.
وبدون مخرج أو قراءة واضحة ودقيقة للوضع الحاصل في اليمن، فإن السعودية مذنبة بارتكاب جرائم حرب محتملة ومتكررة، عملت على إلحاق الضرر بصورتها وسمعتها على الصعيد الدولي، ولكن أيضاً في نظر العديد من اليمنيين.
ومنذ العام 2017، أدى طرد عشرات الآلاف من العمال اليمنيين الذين هاجر بعضهم إلى المدن السعودية قبل وقت طويل من بدء العمليات القتالية إلى زيادة الاستياء الشعبي الذي سيجد السعوديون وولي العهد صعوبة في نسيانه.
وعلى الصعيد الدولي، يهدد وصول الرئيس الجديد المنتخب جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية بإضعاف موقف الرياض.
وخلال حملته الانتخابية، أعلن الرئيس الأمريكي الجديد معارضته للحرب في اليمن، حيث أدلى بتصريحات انتقادية بالغة الحدة فيما يخص موقف السعوديين الذين يهدد بتحويلهم إلى «منبوذين» من «المجتمع الدولي».
وعلى هذا فإن الملف السعودي، من خلال الحرب في اليمن، سوف يكون بمثابة اختباراً للإدارة الأمريكية الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى