استطلاعات

رقابة الوالدين لهواتف أبنائهم مسؤولية يجب الالتزام بها

Mother Catches Daughter Using Phone When Meant To Be Studying
Mother Catches Daughter Using Phone When Meant To Be Studying

الجميع لديهم أطفال في سن المراهقة، ويملكون أجهزة ذكية ، تتيح لهم التواصل مع عالم مفتوح، مليء بالمخاطر، في ظل غياب الرقابة عليهم من قبل  ولي الأمر و متابعتهم بشكل مباشر والبحث في أجهزتهم لحمايتهم .

الهوية في هذا العدد وحول الموضوع المتعلق بأهمية رقابة هواتف الأبناء سواء كانوا أطفالا أو مراهقين تسرد آراء أولياء الأمور و المختصين و الأبناء أنفسهم  في ذلك :

 

ليس في جوالي ما أخشى منه

بداية تقول لارا وليد، الطالبة سنة أولى جامعة بكلية الحقوق ، إن هاتفها ليس له رقم سري وتتركه في أي مكان داخل المنزل أو حتى على الطاولة في أي مكان تجتمع فيه مع صديقاتها، لأنه ليس به ما تخشى منه، موضحة «احتراماً لهذه الثقة لا يقوم أي من والدي بمراقبة هاتفي، ولا أغضب أبداً إذا طلب أي منهم رؤية محتويات الهاتف، لأن ذلك منبعه الخوف علي وتوجيهي إلى ما يفيدني، أما إذا قام الوالد أو الوالدة بالتفتيش على محتوياته الغالب من دون أن يخبراني، بالتأكيد سأشعر بالغضب وعدم الثقة منهم تجاهي، وهو ما لم يحدث ولا مرة في حياتي ولا أتمنى أن يحدث مستقبلاً».

 

الأبناء فريسة سهلة للانحراف

أسامة حميد، والد لطفلين في مرحلة المراهقة ،يقول نحن في عصر صعب والانفتاح الشديد الذي يتسم به، وانشغال الأبوين في الجري وراء لقمة العيش يمكن أن يجعل الأبناء فريسة سهلة للانحراف، لذلك اعتقد أنّ للأبوين الحقّ الكامل في مراقبة الأبناء حتى إن وصل الأمر إلى حد التجسس، إنّ نجاح الأبوين في السيطرة على أبنائهم منذ الصغر وحمايتهم من الوقوع في الخطأ والتدخل قبل تورطهم في مشكلات كبرى كإدمان المخدرات أو الدخول في علاقات غير سوية يرفضها المجتمع.

ويضيف أسامة : الأبوان هما ترمومتر سلوكيات الأبناء فإذا لاحظا أي اعوجاج هنا عليهما بالتدخل السريع، فالأبناء أمانة في أعناقنا ويجب علينا الحفاظ عليهم، لا أقصد أن يتفرغ الوالدان لمتابعة كلّ كبيرة وصغيرة يفعلها أبناؤهم، ولكن عليهما الانتباه عند ملاحظاتهم لبعض السلوكيات الغريبة كالسهر خارج المنزل. الهروب من المدرسة، تعمد الحديث في الهاتف بعيداً عن والديه، مكوثه لفترات طويلة في غرفته متهرباً من أي لقاء يجمعه بوالديه كأنّه يخفي شيئاً.

 

مرفوض تماما

جميل محسن أب لولدين وبنت يقول مراقبة هواتف الأبناء أمر مرفوض تماما وترسيخ لثقافة يرفضها الدين وترفضها الأخلاقيات والأفضل أن نعلم أبناءنا الدين الحقيقي ونعرفهم كيف يقيمون الأمور وأهمية أن يلجؤوا لنا في مشكلاتهم بحيث نتمكن من غرس القيم الإسلامية في نفوسهم من نعومة أظافرهم، وحتى عندما يكونون أجنة في بطون أمهاتهم يجب الاهتمام بهم والاعتناء بهم ليكونوا بناة المستقبل والقادرين على حمل لواء تطوره وتقدمه من خلال غرس القيم الإسلامية في نفوسهم.. ليكونوا لبنات صالحة في بناء المجتمع وخدمة دينهم فالحوار مع الطفل هو الطريقة الصحيحة لتقويمه من خلال زرع مخافة الله فعندما يتربى الطفل على الأخلاقيات الإسلامية فسينشأ يخاف الله ولا يخطئ لا أقول إنه سيكون طفلا معصوما ولكن على الأقل لن يقع في الأخطاء القاتلة في ظل امتلاكه لجهاز جوال في يديه يوصله بكل ما في العالم من أمور جيدة وأمور سيئة رافض أن يتم التجسس على تليفونات الأطفال باعتباره أمرا مشينا لو اكتشف الطفل أن والده أو والدته يتجسس على جواله وسيبدأ في التفكير في كيفية خداعهم ووضع أرقام سرية لجواله وهي بداية السقوط في الأخطاء الصعبة من جانب الطفل أو الفتى الصغير.

 

الرقابة ضرورية

ريم محمد متزوجة ولكن بدون أطفال تقول من وجهة نظري أن مراقبة هواتف الأبناء ضرورة ملحة ومسؤولية همه على عاتق الأهل لتأكد من سير أمور حياة أبنائهم بشكل صحيح .

وتضيف ريم و ما دام الأولاد ليس عندهم ما يخجلون أو يخافون من أن يراه أهلهم فالوضع الطبيعي أن لا يزعجهم رؤية الأهل لمحتويات أي من أغراضهم الشخصية و إن كان لدى الأولاد ما يخشون أن يراه أهلهم فهذا يعني أن الأهل يقومون بالخطوة الصحيحة و سينبهون أولادهم إلى الخطأ.

 

توافقها الرأي الأم هنادي بقولها في رأيي للأب والأم الحق كل الحق في معرفة اصغر ما يرتبط بأبنائهم من الخفايا كانت صغيرة أو كبيرة أي أنهم لهم الحق في تفتيش أغراضهم وخواص أمورهم ولكن أمام أنظارهم لا بالخفية لان الخفية خطأ والخطأ يولد خطأ ولكن أمامهم وبالمزحة والفكاهة حتى يتسنى للأبناء الهدوء في الإجابة والرد إن كانوا اقترفوا ذنبا مخفيا

وحتى يتسنى بالمقابل للآباء تسوية الأمور بالحسنى والنصح والوعظ لا بالضغط والتوبيخ واللوم لأنه كما في القانون الفيزيائي (لكل فعل  رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس  في الاتجاه) أي أن الضغط هنا سيولد ضغطا واللين سيولد اللين ولذا ممكن حل المشكلة  بطريقة صحيحة .

 

الرقابة الذاتية

بينما تقول  الدكتورة إجلال سند إن مراقبة الجوال مستحيل لأنه موجود في يد الطفل طيلة الأربع وعشرين ساعة وأنا أذكر أن بعض الأمهات سألوني هل يسحبون الجوال تماما من يد أطفالهم ويمنعونه عنهم حتى لا يتعرضون لإغراء المقاطع والمشاهد التي ما أنزل الله بها من سلطان فقلت لهم إن هذا ليس حلا فالأفضل هو تربية الطفل على مخافة الله تعالى بحيث يعي الطفل من تلقاء نفسه الخطأ والصواب وحتى إذا ارتكب الخطأ يعود فيستغفر الله تعالى ويقلع تماما عن الخطأ باختصار لابد أن ننمي ثقافة الرقابة الذاتية لدى أبنائنا ولو نجحنا في ذلك فسوف نقيهم شرور العولمة المخيفة التي نعيشها اليوم وشرور الفتن ما ظهر منها وما بطن وهنا أنا  لا أقول إننا سنحول الطفل إلى معصوم ولكننا سنساعده على مواجهة تلك الفتن.

 

الاستغلال السلبي للجوال

كما يرى الدكتور محمد الحمادي أن المشكلة في الاستغلال السلبي للجوال هو ضعف من الوالدين في قضية الضبط والرقابة تجاه الأبناء فكثير من الآباء يستجيبون للأبناء بغض النظر عن احتياج الطفل المراهق للجوال بحجة أن زميله معه جوال وخاصة صغار السن الذين لا يدركون مخاطر هذه التقنية التي بقدر ما فيها من فوائد بقدر ما فيها من شرور إذا استغلت الاستغلال السلبي من صغار السن وقال الحمادي في ذات السياق: أضرب مثلا على ذلك بالأجهزة  الجديدة فهي خدمة للتواصل الاجتماعي وخاصة أنها لم تخضع للرقابة ومن ثم قد تكون مفسدة أخلاقية إذا انعدمت الوسائل الرقابية وخاصة أن أغلب من يستعمل هذه التقنية الجــــديدة من الشباب صغار السن الذين في الغالب يمرون بمرحلة المراهقة.

وأضاف الحمادي بحكم أن بعض أولياء الأمور يعتمد على التربية الحديثة ومن ثم لا يتعامل بالضبط في استعمال التقنية من أبنائه الاستعمال الأمثل وإغفال الرقابة وخاصة أن المصيبة العظمى أن تكون الرقابة غائبة عن البنات لأن البنت خلقها الله بنفسية أكثر ليونة وقبول من الرجل فهي عاطفية ولديها استجابة أكثر من الرجل فعملية اللعب بمشاعر الفتاة من خلال الأجهزة الحديثة يستعملها ضعاف النفوس من الرجال فتقع ضحية في غياب رقابة الأسرة وإذا وقع الفأس في الرأس وقتها تكون المشكلة كبيرة فيصعب أن تمحى آثارها لأنها لم تعالج من البداية من خلال متابعة الأسرة وفق ما يتم التعامل به داخل البيت من وضوح وشفافية .

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى