مساحات رأي

ديمة خلفوا بابها ..

د/هناء عبداللطيف الاهدل
ذاك مثل صنعاني قديم ، والديمة تعني اسم مطبخ وهذا المثل يقال للذين
يجتهدون في عمل من أجل تغيره نحو الأفضل ويفشلون لأن عملهم كان يحوم
في نفس المكان ولم يظهر أي تغيير سوى مكان الباب فقط
فالطعام الذي يخرج من ذلك المطبخ نفسه والطباخون أنفسهم والآكلون مجبرون على ذلك الأكل
وكل الوعود التي تلقوها بالتغيير نحو الأفضل في الطعام الذي عافوه وطالبوا بتغييره لم تتغير حتى رائحتة.
وكمثال حي على صحة وتطبيق هذا المثل على واقعنا المعاش رغم تباعد الزمان واختلاف مصدر الكلام
لا نحتاج سوى إلتفاتة بسيطة نحو الجنوب اليمني وما يدور فيه اليوم من أحداث وما تجري فيه من وقائع على الميدان العسكري والسياسي
بالتأكيد لا نحتاج للتمعن أكثر فسنكتشف معنى هذا المثل وحقيقته بتفكير سطحي جداً
فلو أعدنا النظر والتفكير قليلاً ورجعنا إلى الماضي القريب ، قبل خمس سنوات فقط
سنجد أن مليشيا الشرعية المزعومة هي صناعة سعودية إماراتية وأن هذا النظامان هما الطباخان المباشران للمطبخ اليمني
وبعد أن شاهدا الزبائن (سكان اليمن في الجنوب ) قد ملّوا حتى من رائحة الطعام المقدم إليهم في أطباق الأمل المزيف والمزخرفة بعبارات كاذبة
عندها شعروا بالخجل أمام الزبائن وخافوا من الطرد النهائي من الديمة (المطبخ )
ولكي يضمنوا البقاء أكثر لجني المزيد من الاموال التي يحصولون عليها من مطبخهم شرعوا في إبتكار حيلة
يلاعبونهم بها ويخدعونهم بمسياتها الجديدة القديمة
فكان الإنتقالي هو الإسم الجديد للوجبة الجديدة التي لا تختلف عن سابقتها الشرعي سوى بالإسم .
وأما بالنسبة للزبائن الذين هم أبناء الوطن اليمني الجنوبي فليس أمامهم إلا الآكل من تلك الوجبة
أو إعلان الغضب والذكاء والحكمة اليمنية لطرد الطباخون الماكرون الناهبون والسارقون لأموالهم
قبل أن تقيح أمعاءهم وتهلك أجسادهم ويموتون إلى الأبد .
فياترى هل إخواننا في الجنوب لازالوا أحياء بصحتهم الكاملة ، ليفكروا بالخطوة الصحيحة واللازمة
أم أنهم يستجرعون تلك الغصة ويتركون التفكير لأنظارهم ومسامعهم التي لا ترى وتسمع إلا الزيف الباطل المقدم من أعدائهم ..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى