القدس

داعش من أهم الأسهم الرابحة في البورصة الصهيوأمريكية

بقلم : دنيز نجم

داعش تعتبر اليوم من أهم الأسهم الرابحة في البورصة الصهيوأميركية لأنها أنعشت اقتصادهم بمدة زمنية قصيرة و حققت لهم ما لم يحققوه في عهود و زادتهم يقيناً بأن أحلامهم الإستراتيجية و البتروغازية و أخيراً ستصبح واقع ملموس و هذا بعد أن تحكموا بمصير الشعوب العربية عندما احتلوا العقول المعاقة فكرياً و جعلوها تؤمن بأنهم الإله الأعظم الذي سيخلصهم من زوبعة الإرهاب الجنونية التي تبتلع كل ما حولها . و الدول التي تآمرت على سورية سراً تجتمع مجدداً لتصدر قرارها للعلن بمحاربة ( داعش ) و لكن ما خفي كان أعظم لأنهم هم من أوجدوا داعش لتكون نقطة البداية بتسطير نهاية جميع الأنظمة المقاومة التي تقف كحجرة عثرة في وجه أحلامهم اللامتناهية في وطننا العربي . و الذين أصدروا أوامرهم لتبدأ العصابات الإرهابية بالزحف بشكل مكثف لتنتشر في العراق بعد مرور ساعات قليلة من فوز الأسد بمنصب الرئاسة هم نفسهم من أرسلوا هذه العصابات سابقاً إلى معلولا لتكون رسالة الموت الأولى الموجهة للطائفة المسيحية و اليوم يكررون السيناريو نفسه في العاصمة دمشق و يبدأ الإرهابيون بتوجيه ضرباتهم الوحشية العنيفة على المناطق السكنية التي تعج بالطائفة المسيحية ليتم إحكام السيطرة عليها من أجل إسقاطها . الرسالة الصهيوأميركية أصبحت شديدة الوضوح و من لم يفهمها بعد فهو أعمى البصيرة لأن هدفهم هو تدمير الوطن العربي بأكمله و إعادة تكوين خريطة الشرق الأوسط من الفرات إلى النيل ليتحقق حلم إسرائيل و لكنهم لم و لن ينجحوا . و الحرب الفكرية التي استخدمها الكيان الصهيوأميركي ضد وطننا العربي كانت حرب ذكية محبوكة بدقة عالية اعتمدت على استغلال الثغرات كأبواب صغيرة يخترقون منها العقول ليسهل عليهم احتلالها. و قد بدأ الكيان الصهيوأميركي اليوم التلاعب بالألقاب لخلط الأوراق و ضرب الهدف بدقة عالية فبدلاً من أن يكرروا استخدام كلمة ( داعش ) بدؤوا استبدالها بلقب ( الدولة الإسلامية ) لأن هذا ما سيسهل عليهم مهمة محاربة الإسلام بكل أشكاله حتى يصلوا للنقطة التي سعوا إليها منذ البداية و هي ضرب المقاومة الإسلامية لأنه اعتبرها ( منظمة إرهابية ) بعد أن قلب الحق باطل . و لهذا السبب اعتمد الغرب منذ بداية الحرب على تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف أمام الرأي العام لأنه الطعم الذي سيوصلهم إلى تحقيق أهدافهم في القضاء على الأمة العربية الإسلامية و على الأنظمة المقاومة حتى يبدؤوا بإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط . و الهدف من هذه الحرب هو أن تحكم إسرائيل المنطقة العربية الإسلامية لأنها المنطقة الفاصلة بين الغرب الذي يضم أميركا و أوروبا و الشرق الذي يضم روسيا و الصين و كوريا الشمالية و إيران . و تحقيق الهيمنة الصهيوأميركية على العالم لا يتم إلا باستعمار الدول العربية المجاورة للشرق لتكون نقطة الانطلاق للزحف الغربي نحو الشرق و احتلال هذه المنطقة يتطلب ضرب جميع الأنظمة و الأحزاب التي تتخذ من المقاومة نهجاً لها و اقتلاعها من جذورها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى