استطلاعات

خوف الطالب من المعلم .. عائق يصعب تجاوزه

imgid233210

الخــوف من المعلم ظاهــرة عامة في المــدارس ..توجــد عند الكثير من الطلبة..  تؤرق الأبوين ، وقد يكون هذا الخوف والصراخ عند الذهاب للمدرسة أكبر من قدرة الطفل على التحمل ، ومن ثم على التعبير عما بداخله أو طلب المساعدة للتخلص من هذا الخوف. إذا أن الخوف من المعلم ينتج عادة من موقف..يظل ذلك الموقف مترسبا في ذهن الطالب..!

حول هذا الموضوع و العواقب الذي يجنيها الطالب من خوفه من المعلم الهوية في هذا العدد تسرد آراء الأهالي و المختصين في ذلك في سياق الاستطلاع التالي :

 

 

تقبل الطفل للمدرسة

بداية تحدثت الأم ياسمين محمد أم الطفل هيثم بالصف الأول قائلة :

تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً كبيراً في تقبل الطفل للمدرسة أو خوفه منها، فأحياناً عندما يقوم الطفل بسلوك خطأ فإنّ الأم تقوم بتهديده بأنّه إن لم يطع كلامها فإنها ستجعله يذهب للمدرسة، من هنا تنشأ لدى الطفل أفكار مخيفة عن المدرسة ويعتقد الطفل أنّ المدرسة مكان للعقاب، وقد يحصل الطفل على هذه الأفكار بطريقة غير مباشرة أحياناً كأن يسمع أحد الوالدين أو أحد إخوته يتذمر من المدرسة ومن الواجبات، لذلك على الأم والأب أن ينتبهوا لما يقولونه ولما يقوله أبناؤهم عن المدرسة، وأن يحرصوا على جعل المدرسة مكاناً محبباً وجميلاً بالنسبة لأطفالهم عن طريق وصفهم لها.

 

 

 

التهديد بالغرفة المظلمة

 

كما تقول “أم إسلام”، : ابني كان محباً للمدرسة بشكل غير طبيعي، ويذهب إليها بشغف، ولاحظت عليه بعض السلوكيات والكلمات ولم أكن اهتم بها، وبعد معاقبته لأخيه الأصغر منه سناً بوضعه في إحدى غرف المنزل المظلمة وبكاء طفلي الصغير ما دفعني لسؤاله عن سبب هذا التصرف، أجاب: “لأنه ما يسمع الكلام واللي ما يسمع الكلام يحطونه في غرفة الظلام يا ماما في المدرسة”، مستنكرة ما قاله وبعد عدة تساؤلات اتضح أنّ أحد المعلمين يهددهم بالغرفة المظلمة، فما كان مني إلاّ إني نقلت ابني من تلك المدرسة، متسائلةً عن تلك الأساليب التي يستخدمها بعض المعلمين لهؤلاء الأبناء ، مؤكده أن الأسلوب اللين يحبب الطالب في المعلم والمدرسة.

 

سوء معامله المعلم

و يقول خالد حسين برأيي السرعة عند بعض المعلمين والاهتمام بطالب دون الآخر وإطالة الوقت في الشرح وسوء المعاملة إذا كان دائما عابس الوجه سيء المعاملة ويحسس التلاميذ وكأنه  الوحيد المثقف وهم ليسوا بمستواه وكذلك الأسلوب الممل والمضجر في تقديم الدروس أو صعوبة الاستيعاب وكذلك الاهانات أمام التلاميذ هذا ما يجعل التلميذ ينفر من هذا الأستاذ ويمكن كرهه للمادة كذلك وممكن هذا يؤثر بمستقبل التلميذ وهذا حصل لي بالواقع بالإعدادي مع أستاذتي بمادة الرياضيات مما جعلني اكرهها واكره المادة لغاية يومنا هذا وأثر بمستقبلي أما الأستاذ الذي يحبه التلميذ هو ذاك المبتسم الذي ينوع بأساليبه في تقديم الدروس والمعاملة الحسنة والمثقف الذي يكتسب منه التلاميذ المعلومات قد تكون نادرة المعرفة ذي شخصية وحضور ويتمتع بنفس الوقت بروح الدعابة وحقيقة هذا عشته مع أستاذي ولحد الآن أحبه وأحب مادته ولازلت أتطلع فيها رغم أنها ليست تخصصي.

 

صدمة بداية الدراسة

من جانبه يقول عمار عبد الرحمن  – مرشد طلابي- بإحدى المدارس الابتدائية:

هناك ما يُسمى في عرف المربين والممارسين النفسيين بـ (صدمة بداية الدراسة)، تلك الصدمة التي تشعر الطفل الصغير الذي يدخل المدرسة للمرة الأولى بالخوف بل بالرعب والفزع .

 

 

لا تفرق بين معاملة الطلاب

الأستاذة مروى إسماعيل تتحدث عن دور المعلمة في (تحبيب) الطفل بالمدرسة وتشجيعه على الحضور باستمرار، وذلك بان تستقبل المعلمة الطفل ببشاشة وابتسامة، لان الانطباع الأول الذي يكونه الطفل عن المعلم له تأثير قوي في تكوين مشاعره نحوه ونحو المدرسة فيما بعد.

وتضيف مروى يجب على المعلمة أن تراعي قدرات الطفل وتكوينه النفسي المتميز عن باقي الأطفال، وان تعطي لكل طفل الاهتمام الذي يحتاج إليه بقدر الإمكان، وألا تفرق في معاملتها للأطفال لأي سبب من الأسباب. ومن المهم جدا أن تعامل المعلمة الطفل باهتمام، فترد على أسئلته وتستمع إليه وتسمح له بالتعبير عن رأيه باحترام وصبر وتعطيه فرصة اختيار النشاطات التي يحب القيام بها، بمعنى آخر يجب أن تجعل المعلمة اليوم الدراسي ممتعا ومشوقا وسعيدا.

وتؤكد المعلمة مروى على ضرورة الحذر في معاملة الطفل في مرحلة الروضة، فهي المرحلة التي يتم أثناءها إعداده لدخول المدرسة الرسمية فيما بعد، فان كانت تجربته في الروضة سيئة، فسيحمل مشاعر سلبية نحو المدرسة عامة فيما بعد.

 

خوف الطفل من المدرسة

و تقول الأستاذة (ريم محمد) إن خوف الطفل من المدرسة في بداية العام الدراسي شيء طبيعي، ويجب أن تقدره الأم وتتعاطف معه بقدر الإمكان، وألا تحاول استفزاز طفلها بقول: (انك جبان) أو (أنت رجل ويفترض بك ألا تبكي).. في الحقيقة انه طفل صغير لا حول له ولا قوة.. وخوفه حقيقي وليس تمثيلا، وكونه جبانا أو ضعيفا شيء طبيعي في هذه المرحلة من العمر.

وتضيف الأستاذة ريم : إذا تقبلت الأم حقيقة أن خوف الطفل من الانفصال عنها هو أمر طبيعي، فإنها ستتعاطف معه وتعامله برفق وحنان. وأنصح الأمهات بأن يرافقن أطفالهن إلى المدرسة في البداية والبقاء معهم قليلا من الوقت في الفصل حتى يطمئن الطفل. ومع الأيام سيتأكد الصغير أن ابتعاده عن أمه ليس أبديا، فهو يراها كل يوم مع نهاية الدوام. وهذا سيطمئنه، ويجعله يكف عن خوفه من الذهاب إلى المدرسة.

 

الصورة الذهنية للطفل عن المدرس

الدكتورة مريم علي  طيب نفسي تقول  -: إن الخوف يرجع إلى الصورة الذهنية السلبية التي تتكون عند الطفل منذ صغره عن المدرس أو المدرسة؛ إذ يُقدّمان له -عن طريق الأبوين أو الأقارب أو وسائل الإعلام- على أنهما سلطة لها صلاحيات التحكم وضبط السلوكيات المعوجة، كما أن دخول المدرسة يتواكب مع قهر آخر تمارسه الأسرة في البيت لضبط مواعيد المذاكرة والاستيقاظ والنوم، و كل هذا يساهم في تكوين صورة سلبية عن المدرسة يصعب تصحيحها فيما بعد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى