تقارير

خفايا ما يحدث خلف القضبان الحديدية في “سجون النساء اليمنيات”

hqdefault

التفكك الأسري، الثقافة المغلوطة، الضغط الاجتماعي، العلاقات المشبوهة، كلها عوامل تقود ثمة نساء يمنيات إلى السجون. معظمهن عانين الفقر المدقع وعشن حياة بائسة، في ظل أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية غاية في السوء والبؤس، فاتجهن إلى ارتكاب مخالفات قانونية وشرعية، أدت بهن إلى السجن.

لكن ماذا يجري خلف الأسوار المغلقة والقضبان الحديدية. إذ تحدث أمور خطرة وحسّاسة في قلب عنابر النساء والزنزانات، وما تتعرّض له السجينات أحياناً من معاملة من “السجّانات” المسؤولات عنهن، إضافة إلى يوميات ما يجري في هذا العالم المغلق.

أهم ما تواجهه السجينات، يبدأ بعدم البت السريع للترافع في قضاياهن من قبل النيابات، خصوصا القضايا الجسيمة في ظل تخلي الأهل والمجتمع. وعدم وجود سجون احتياطية للنساء، حيث يتم الحبس مباشرة في السجن المركزي.

مصادر خاصة، قالت لـ”الهوية” إن القضايا الأخلاقية، أهم وأكثر القضايا المتواجدة’ في السجن المركزي بصنعاء، وخاصة، لفتيات في مقتبل العمر. وأشارت المصادر إلى أن الأسباب كثيرة، منها الحاجة للمادة واستغلال حاله الفقر والعوز لديهن، مما يقودهن للعلاقات المشبوهة، والانجرار حول ثقافات مغلوطة.

ربما حياة التيه والضياع التي عاشتها السجينات قبل دخولهن غياهب السجن، لا تنتهي لمجرد القبض عليهن، بل أنها البدايات، ففي السجن تبدأ فصول جديدة من الضياع، وتؤكد المصادر أن القات والتدخين، من أهم الأسباب في ضياع السجينات داخل السجون، فلا تكاد تخلو زنزانة أو عنبر من عنابر السجينات من التدخين والقات، والذي يحدث دون رقيب من إدارة السجن، بل أن “المقوت” –بائع القات- يدخل بعلم وتشجيع الإدارة.

وردا على استفسار “الهوية”، عن مصادر تمويل السجينات بالمال الذي يمكنهم من شراء القات والسيجارة بشكل يومي، في ظل تخلي الأهل عنهن، قالت المصادر في الحقيقة، هناك معامل متواجدة ( خياطة ـ تطريز ) داخل السجن، لكنها في الغالب مجرد ديكورات لضعف التمويل للمواد الأولية، وما يحصلن عليه مقابل أعمالهن لا يتجاوز مبالغ زهيدة جدا، لا تكف لشراء متطلباتهن من القات والسيجارة، لكن هناك تبرعات تحصل عليها السجينات.

وأشارت المصادر إلى أن القضايا الأخلاقية، تمثل ٨٥ %  من نسبة السجينات، وأن شبكات الدعارة، التي ترتبط بها بعض السجينات تقوم بتمويلهن بالمال، أو من الشخص الذي كان على علاقة معها ولم يتم حبسه، لأنه قد يكون ابن مسئول أو شيخ أو تاجر.

وقالت المصادر إن السجينات يقضين ليلهن في تناول القات والسيجارة والشيشة، والنهار نوم وخمول. مشيرة إلى أنه توجد في كل زنزانة أو عنبر عشرة أسرة، ولكل عنبر رئيسة، وما يلاحظ، أن ليس هناك فصل أو تفرقة  بين السجينات في العنابر، لا من حيث السن أو نوع الجريمة المرتكبة. مشيرة إلى أن أنواع الجريمة المختلفة ( قتل ـ سرقة ـ احتيال ) محدودة بالنسبة للقضايا الأخلاقية المنتشرة. وأوضحت المصادر أن طبيبة واحدة فقط، في السجن ولجميع الأمراض، كما يوجد في السجن معامل خياطة وكمبيوتر ومركز محو أمية، ودورات تقيمها منظمات (الكوافير ـ التطريز).

وأشارت المصادر إلى أن أغلبية السجينات في العشرينات والثلاثينات من العمر، وأن ما دون سن الثامنة عشرة، يتم سجنهن خارج السجن المركزي. وأن هناك انتهاكات تتعرض لها السجينات، ولكن لا يجرؤن على التكلم لخوفهن من العقاب. مشيرة إلى أن طبيعة الانتهاكات التي يتعرضن لها السجينات تتمثل بالإهانات الكبيرة والتحرش اللفظي أو الجنسي، من قبل الضباط والعسكر، لأنها بنظرهم عار.

وقالت المصادر إن السجينات يعشن حياة البؤس، وتصبح حياتهن بعد دخولهن السجن في حلقه مفرغة، فبعد انقضاء فترة محكومية السجينة، تخرج إلى الشارع، لتبدأ فصلا جديدا من المعاناة، وهناك سجينات تخرج وترجع للسجن لأكثر من مرة، لأن النيابة لا تقوم بعملها السليم، حيث تبقى أماكن الفساد متواجدة، بالإضافة، إلى تخلي الأهل السجينة المفرج عنها، لذلك فأنها تجد نفسها مضطرة للعودة إلى السجن، فهي بين خيارين أحلاهم مر، فأما  ترجع للجرم السابق أو تذهب للموت بعودتها للأهل، ومنهن من يرفض الخروج من السجن رغم انتهاء محكوميتهن.

 وأكدت المصادر أنه في ظل غياب التنسيق تماما بين إدارة السجون والجهات المسئولة والمنظمات ضاعت حقوقهن وضاعف من ذلك الأهل ووعي المجتمع الناقص.

=———————————————–

في الحديدة .. بيوت غير قانونية

معظم السجينات بمدينة الحديدة ما زلن يعشن ظروفا نفسية صعبة جراء بقائهن في السجن دون أية محاكمة, وأصبحت النهاية المحتومة للعديد منهن الوقوع في دائرة العنف والاستغلال والوصول إلى السجن في جرائم وتهم متعددة لا وجود لها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجد كثيراً من النساء السجينات يعانين من ظلم الأسرة والمجتمع لهن بفعل النظرة القاسية لهن من المجتمع..

السجون الخاصة بالنساء في عدد من مديريات محافظة الحديدة تفتقر لأدنى الشروط الصحية والمعاملة اللائقة في السجون، وبما يخالف القوانين المحلية و الدولية بهذا الشأن. فهي عبارة عن غرف في بيوت نساء مسنات يطلق عليهن السجانات لا تتوفر فيها أدنى المتطلبات كالفرش والملابس وأدوات النظافة و غياب مخصصات التغذية للسجينات, كما أن بعض الغرف مغلقة ولا يوجد فيها تهوية، كما أن الحمامات غير مهيأة للاستخدام.

في هذه السجون يتم احتجاز نساء  بدون وجود أمر مكتوب وموقع من النيابة المختصة قانونا أو مختوم بختم رسمي يحمل شعار النيابة أو بموجب حكم قضائي مذيل بالصيغة التنفيذية موقع عليه من القاضي المختص.

=————————————————-

سجون سالب خمسة نجوم

يعيش الآلاف من نزلاء السجون في اليمن، أوضاعاً مزرية منذ سنوات، نتيجة تردي الخدمات الصحية والتأهيلية والغذائية وسوء المعاملة، وهو ما ساعد في انتشار الأمراض المعدية، وغيرها من المعاناة التي تتحفظ إدارة السجن على إظهارها، أو الإعلان عنها.

السجناء والسجينات، من مختلف الأعمار، أغلبهم يشكون تردي، إن لم يكن انعدم الخدمات الأساسية التي يقولون إنهم لا يحصلون عليها، مثل الأدوية والأكل، ومياه الشرب النقية، ناهيك عن تكدس كميات كبيرة من المخلفات التي باتت تحاصرهم حتى في الزنازين والغرف التي ينامون فيها.

إدارة السجن لا تأبه للظروف التي يعيشون فيها، في ظل انعدام مياه الشرب النقية لساعات، ولا تكترث للمعاناة التي يعيشونها كل يوم، وهم يبحثون عن مسكن لألم في الرأس، أو مطهر لجروح. كما لا تعير شكاوى السجناء التي تطالب وباستمرار بتوفير الأكل “الكدم”، وغيرها من المواد الغذائية التي يقولون إن ما يحصلون عليه لا يفي بحاجتهم اليومية.

=————————————————

مؤسسة السجين الوطنية تفرج عن 35 سجينا معسرا من السجن المركزي بصنعاء

أفرجت مؤسسة السجين الوطنية الخميس الفارط، عن 35 سجينا معسرا من السجن المركزي بصنعاء ومختلف محافظات الجمهورية.

وفي حفل تدشين مشروع إطلاق السجناء المعسرين الذي أقامته المؤسسة في مصلحة التأهيل والإصلاح قال رئيس المؤسسة- الشيخ توفيق الخامري” إن المؤسسة تدشن اليوم مشروع مساعدة السجناء المعسرين وتفرج من خلاله عن 35 سجينا معسرا بتكلفة 50 مليون ريال.

وأشاد الخامري بدور رجال المال والأعمال الذين ساهموا في إطلاق المشروع”. منوها إلى ضرورة تكاتف الجهود من اجل لفت نظر المجتمع إلى هذه الفئة المغلوبة”.

من جهته أشار نائب رئيس المؤسسة رجل الأعمال المعروف الشيخ يحيى الحباري”  أن المؤسسة قدمت جملة من المشاريع  خلال فترة عام من تأسيسها، من ضمنها مشروع مساعدة السجناء المعسرين”. لافتاً إلى انه أفرج عن 48 سجيناً معسراً منذ إشهار المؤسسة وحتى اللحظة”.

ودعا الحباري الجهات الرسمية ممثلة بالنيابة العامة والمحاكم ووزارة الداخلية إلى الارتقاء بالإصلاحيات المركزية وتطويرها حتى تصل إلى المستوى الإنساني المنشود.

وفي حفل التدشين عبر نائب وزير الداخلية- اللواء علي ناصر لخشع عن شكره وتقديره لكل رجال المال والأعمال الذين قدموا الدعم والمساندة للمؤسسة، ولجهودها الخيرة في دعم السجناء، ومشاريع البنية التحتية للسجون، والمشاريع التأهيلية والإصلاحية التي تقوم بها المؤسسة.

وتحدث المدير التنفيذي للمؤسسة فضل عبيد عن أهمية الشراكة  مع الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الأهداف السامية التي تهدف المؤسسة للوصول إليها.

ودعا عبيد وسائل الإعلام إلى اطلاع الرأي العام والمجتمع المحلي بحقيقة الوضع الذي يعانيه نزلاء الإصلاحيات المركزية، وإيصال قضيتهم الإنسانية إلى كل شرائح المجتمع من أجل الحد من الصورة الذهنية للسجناء لدى المجتمع.

الجدير ذكره أن مؤسسة السجين أعلن عن إشهارها في العاصمة صنعاء بتاريخ 8/7 2013م .

=—————————————————

تأهيل 35 سجينة بمركزي صنعاء

دشنت جمعية الجراف للتنمية الثلاثاء الفارط، بصنعاء مشروع تأهيل نزيلات السجن المركزي لتدريبهن على الحرف اليدوية.

ويستهدف المشروع الذي يقام برعاية وزير الداخلية وبالشراكة مع مؤسسة السجين الوطنية، ويستمر ثمانية أشهر تأهيل(53 نزيلة) في السجن المركزي بصنعاء.

وفي حفل تدشين الدبلوم الحرفي لنزيلات السجن، قالت رئيسة جمعية الجراف للتنمية- بشرى السماوي إن المشروع التأهيلي لنزيلات السجن المركزي يستهدف كافة نزيلات السجن المركزي بصنعاء، ويستمر على مدار ثمانية أشهر.

وأكدت السماوي على أهمية رعاية السجينات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهن بغرض دمجهن في المجتمع، وإعادة تأهيلهن حتى يصبحن عضوات فاعلات في المجتمع بعد خروجهن.

وفي كلمة السجينات أكدت السجينة أنهار السيد (وهي سيدة أعمال) أن وضع السجينات خلف قضبان السجون لا يحتمل”، داعية رجال المال والأعمال إلى مساعدة السجينات وبالخصوص منهن السجينات المعسرات.

وتطرقت السيد إلى حجم الآثار النفسية التي تعانيها نزيلات السجن المركزي نتيجة رفض المجتمع لهن، لمجرد دخولهن السجن المركزي غير آبهين بالجانب الإنساني.

وفي ختام تدشين الحفل أعلن رجل الأعمال يحيى الحباري عن تبرعه بإخراج سجينه معسرة، ودفع المبالغ المالية التي عليها.

=——————————————–

سجينات تعز والمازوشية علا الأغبري

في زيارتي الأخيرة ‫للسجن المركزي – تعز، قسم النساء لاحظت أن تلك النساء لديهن قوة تحمل كبيرة فبالرغم من الجرائم التي قمن بها سواء من قتل لأزواجهن أو احد أقاربهن أو ارتكابهن لجرائم مخالفة للشرع إلا أنهن قادرات على المضي من جديد وبدء حياة جديدة.

 ولن أخفي عليكم التخوف الشديد الذي يظهرنه من أهلهن فهن مستعدات لأن يكن مواطنات صالحات بشرط الابتعاد عن أقاربهن لأن وجودهن بصفة إجرامية مسبقة وان كانت تعسفية يعرضهن للقتل أو للخزي والعار فقط لكونهن نساء أما الرجل كما قالت إحداهن :”هو رجال ما يعيبه شي أني لا خرجتوا شقتلوني أهلي ،إني فدالك يا بنتي خرجيني واني شدور أي مكان أكمل حياتي حتى عند الجني الأزرق”!!

للأسف الشديد عادات وتقاليد المجتمع بالإضافة إلى الطبيعة المازوشية (الشعور بالنقص وحب الإذلال) من جانب النساء تجعلهن ضحايا أفعال ونتائج لا يتمناها احد فإما يقدمن على الانتحار أو الهروب بعد خروجهن من السجن إن لم يعدن إليه بجرائم جديدة أو كما فعلت إحداهن حينما أعطوها حكم إفراج وخروج من السجن مزقت الورقة وقالت بواصل حياتي بالسجن أفضل..

حسب دراستي المبدئية لعلم الإجرام كل إنسان على وجه الأرض لديه نزعة إجرامية والظروف البيئية المحيطة بنا هي من تنمي وتطور هذه النزعة أو تقلصها لذلك لاحظت أن معظم السجينات من الطبقة الفقيرة التي دفعتهن الأمية وعدم التعلم والاضطهاد المجتمعي والعنصرية الجنسية بين ذكر وأنثى رجل وامرأة إلى ارتكاب هذه الجرائم ، وتتعد الأسباب من كافة النواحي.

أحببت السجينات كثيرا، واستمعت بإنصات لكذبهن المغلف بحياء الفعل الذي قمن به وشدتني ثقتهن المصطنعة واستعادة حياتهم ولكن بعيدا عن ويل الأهل وعقابهم وكما قلت قوة تحملهن عالية ومستمرات في الحياة بالغناء والضحك واللعب في حوش السجن رغم اختلاف أعمارهن ..

لن أطيل.. فقط أتمنى من كل الآباء والأمهات تعليم بناتهم وتوعيتهن ومنحنهن الثقة حتى لا يقعن ضحية الأعمال الإجرامية.

ولكل النساء : جميعنا ضحايا الخطأ بقصد أو بدون، ولكن المهم كيف نستعيد ثقتنا بأنفسنا ونصحح أخطائنا فالحياة رغم كل شيء مستمرة ومن خلق لا يفرق بين مخلوقاته ذكرا أو أنثى، رجلا أو امرأة، إنما هي فوارق مجتمعية مقيتة وبإمكاننا جميعا إزالتها.

=—————————————————

اللجان الشعبية تفرج عن السجينة الحكمي التي دافعت عن شرفها وعرضها

تمكنت اللجان الشعبية في محافظة إب من الإفراج عن السجينة رجاء الحكمي والتي كان قد حُكم عليها بالإعدام بسبب دفاعها عن شرفها وعرضها قبل عدة أشهر

و قالت مصادر محلية إن الإفراج عن الحكمي جاء بعد التخاطب مع إدارة السجن ، حيث كان من المقرر بأن يتم الإفراج عنها الشهر الماضي،

يأتي هذا بعد أن أكدت مصادر قضائية في المحكمة بأنه لم يعد هناك مبرر لحبسها خصوصا بعد ثبوت  براءتها من قبل القضاء والمحكمة العليا .

مصدر خاص، أفاد بأن المماطلة وتأخير الإفراج عنها هو ما دفع باللجان الشعبية إلى التحرك والتخاطب مع مدير السجن  الذي بدوره بادر بالإفراج عنها في ظل رفض عدد من القائمين على السجن رغم صدور حكم المحكمة وثبوت براءتها.

=—————————————–

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى